لم تكن سماجة خبر انتشار الجيش
اللبناني في موقع الحصن بعد زهاء الخمسين يوماً من معارك عرسال بوقع طيب لدى الشعب
اللبناني الغيور على جيشه، حتى ان البعض أراد ان يواسي نفسه بالقول أن هذا الموقع
العسكري قد يكون على التخوم المشتعلة من الجانب الآخر للحدود، لكن كاتبة التقرير
الصحفي آنذاك بذكائها المعهود توقعت مثل هذا الكلام فأضافت بأن موقع الحصن يقع في
عرسال ويفصل بينها وبين جرودها.
لم يستطع الجيش بعد ان قال أنه إستكمل تعزيز
مواقعه العسكرية هناك وربطها بعضها ببعضاً، الدخول الى موقع الحصن، ولكن فجأة أعاد
التمركز فيه، خبر يحمل بإشاراته الكثير من التساؤلات المضافة الى لغز معركة عرسال،
كيف بدأت وكيف انتهت وما بينهما من خفايا كانت “شبكة صدى العرب” قد
أفاضت عنها معتبرة ان خيانة كبرى من مرجعيات عُليا حالت دون انتصارات صريحة
للمؤسسة العسكرية رغم استشهاد خيرة الضباط والعناصر وآلام جرحاها.
الجيش اللبناني اليوم، يستكمل انتشاره في “عرسال المحتلة” حسب توصيف
وزير الداخلية نهاد المشنوق، هذا الإنتشار يرسم تساؤلات جديدة حول الدور المنوط
للجيش والتعزيزات المتوفرة له لمواجهة أي عدوان منعاً لعرسال 2، فمن الناحية
الإستراتيجية يفترض على الجيش لحماية عناصره ومواقعه طرد المجموعات المسلحة من
داخل البلدة أو هؤلاء الذين يجولون بينها وبين جرودها، ولأن قرار السلطة اللبنانية
مرهون لأوامر سعودية الرافضة للتضييق على المسلحين في عرسال حتى لا تفقد القدرة
على محاربة النظام السوري في القلمون، فعرسال بالنسبة لهم الشؤيان الأساسي والمنفذ
الوحيد للتسليح والغذاء والطبابة.
فمن مصلحة السعودية إذاً، الضغط على حلفائها “المسلحين” حتى إستكمال
في مناوشات عرسال الدموية بغطاء من حلفائهما “السياسيين” في لبنان لإزعاج
حزب الله في الداخل اللبناني وعدم “إراحة” الجيش السوري في قلمون لإبقاء
فرصة الإنقضاض عليه في دمشق وريفها.
أدهم الحسيني – صدى العرب