شكل موقف الشيخ داعي الاسلام الشهال بإعلان استعداده لفتح حوار بين التيار السلفي وبين «حزب الله» للوصول الى «خير المسلمين والمجتمع اللبناني»، خطوة متقدمة على صعيد تنظيم العلاقة بين الطرفين، وتخفيف الاحتقان في الشارع الاسلامي عموما، والذي بلغ ذروته على وقع الخطابات النارية للشهال وبعض المشايخ السلفيين على مدار السنوات الماضية ضد الحزب واتهامه بشتى أنواع الاتهامات، فضلا عن اتهام الدولة والجيش بأنهما خاضعان للحزب.
ويطرح هذا الموقف المتقدم للشهال سلسلة علامات استفهام لجهة الهدف والتوقيت. فالشهال موجود خارج لبنان وفي حقه مذكرة توقيف على خلفية مخزن السلاح العائد له والذي جرى ضبطه في منزل بلال دقماق، وقد تم توقيف نجله جعفر منذ أيام من قبل مخابرات الجيش بتهمة الاتصال بمجموعات إرهابية، فكيف سيتم هذا الحوار؟ وعلى أي أساس؟ وهل سيرتبط بتسوية أوضاعه قانونيا بما يمكنه من العودة الى لبنان؟ وماذا سيقول الشهال للجمعيات والهيئات السلفية التي شن هجوما عليها الى حدود إخراجها من الطائفة السنية عندما وقعت وثيقة تفاهم مع «حزب الله» في العام 2009؟.
ربما أدرك الشهال أن التيار السلفي استخدم خلال السنوات الماضية في معركة سياسية ضد «حزب الله» قادها «تيار المستقبل» لتحقيق بعض المكاسب، وأنه تحول الى ضحية، لا سيما أن «المستقبل» ذاهب الى حوار مع الحزب بعدما شاركه في حكومة واحدة، بينما هو منفي ونجله في السجن، فأراد أن يلحق بقطار الحوار قبل فوات الأوان.
وكان الشيخ داعي الاسلام الشهال، أعلن تأييده للحوار بين «تيار المستقبل» و «حزب الله»، واستعداده لاجراء حوار بين التيار السلفي و «حزب الله».
وأيّد، في تسجيل صوتي وزعه عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليل أمس «الحوار الذي دُعي إليه بين تيار المستقبل وبين حزب الله، على أن يكون مبنيا على أسس وضوابط واضحة وعلى أن يكون علنيا، وبهذا نضمن حقيقة الحوار وماهية هذا الحوار، ويكون الناس على بينة، ويكون فعليا حوارا حينئذ شفافا واضحا ويكون المتحاورون فيه واضحين، وعندها يمكن أن نقول أن مثل هذه الحوارات يمكن أن تؤدي الى نفع عام ومصلحة عامة».
وأضاف: «أني على استعداد، لأن نفتح حوارا كذلك مبنيا على أسس واضحة، في الشأنين السياسي والديني، بيننا كتيار سلفي وبين تنظيم حزب الله على المستوى الأعلى في هذين المجالين، وعلنا وعلى محطات التلفزة.. المهم أن يكون واضحا معلنا بينا للجميع في مسائل الخلاف التي تحدث وأحدثت انشقاقا وتأزما سياسيا أو طائفيا حتى يكون الجميع على بينة، ولعلنا نصل الى ما هو خير بإذن الله عز وجل للمسلمين وللمجتمع اللبناني بشكل عام».
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...