العلاقات الايرانية العربية – محكومة بالتفاهم تؤكد مصادر ديبلوماسية عربية، والاصرار من قبل بعض العرب الخليجيين على التصعيد في وجه ايران، ما هو الا اضرار في العلاقات العربية قبل الايرانية، ولمصالح مغايرة بالاساس لمصالح الانظمة القائمة اولاً في الخليج وفي العالم العربي ثانياً.
واشارت المصادر الى ان من الاخطاء الكبيرة ان يستمر بعض العرب بأستعداء الجمهورية الاسلامية الايرانية، والاسباب وجيهة كما تعدّدها المصادر منها:
– اولا لموقعها الجغرافي الاستراتيجي.
– ثانيا كونها دولة مترامية الاطراف، اي انها دولة كبيرة جغرافيا فهي على حدود العالم العربي وتحديدا دول مجلس التعاون الخليجي
– ثالثاً، دولة تملك امكانات وقدرات طبيعية وعلمية جعلت منها حاجة اقليمية، ودولية، وقد لثبتت انها احسنت استخدام امكاناتها، مما اهلها لدور اقليمي هام في المنطقة العربية والاسلامية.
– رابعاً، كل هذه الاسباب وغيرها باختصار جعلها لاعبا اساسيا في قضية اساسية منها القضية الفلسطينية ودعمها لمقاومة الشعب الفلسطيني، وكذلك في لبنان ووقوفها الى جانب مقاومة لبنان بوجه الكيان الاسرائيلي، وقد حققت المقاومة بقيادة حزب الله منذ العام 1982 انتصارات ما حصلت مع كل الجيوش العربية منفردة او مجتمعة، وكان انتصار تموز الاستراتيجي الدليل الاكبر على اهمية وقوف ايران الى جانب المقاومة والامر نفسه تكرر في فلسطين مع قوى المقاومة الفلسطينية وفي طليعتها حركتي «حماس» و«الجهاد» من قيادة المقاومة بوجه اسرائيل وتسجيل المقاومة الفلسطينية انتصارات واضحة، وهذا ما لم تساهم فيه العواصم العربية وتحديدا الخليج.
– خامساً، هذا الحضور الايراني رغم الحصار الاقتصادي والعسكري والعلمي على ايران – الجمهورية الاسلامية – لم يجعله الا دولة من الدول الفاعلة فبنت مفاعلات نووية للاغراض السلمية وها هو اليوم المجتمع العالمي بدءاً من واشنطن الى اوروبا (دول 5+1 ) يعترف بحق ايران في الطاقة النووية السلمية بعد اعوام طويلة من الصراع ويفاوضها، بل وخطا معها خطوات هامة بأتجاه الحل النهائي ظال الامد او قصُر سوف يحصل هذا التوافق، واسقط بيد اسرائيل وحلفائها من الاعتداء على ايران، لأن القدرة الايرانية على الرد فاعلة وليس لسواد عيون الايرانيين.
– سادساً، استطاعت ايران بعد هذا الملخص ان تلعب الادوار الهامة في فلسطين ولبنان وفي امن منطقة الخليج والممرات المائية العالمية، واليوم باتت لاعبا اساسيا في العراق وسوريا واليمن ومعهما البحرين .
– سابعاً، في اسيا – باكستان وافغانستان، بل في اوروبا ودول الشرق الادنى وامكنة اخرى.
هذا الكلام وفق المصادر الديبلوماسية العربية قد يبتسم له البعض الا ان الاميركيين والاوروبيين ودوائر القرار العالمية تعلم اهميته، كما ان العواصم العربية العاقلة تعلم انه حقيقي، بل هو بعض الحقيقة التي لا يريد بعض العرب الاعتراف لانفسهم بها.
وتسأل المصادر ما هو وضع العواصم العربية وتحديدا بعض عواصم الخليج وتجيب:
– اولاً خسارة القضية الفلسطينية ، وعدم قدرتهم على الفعل والتأثير بدليل ما جرى لفلسطين منذ عام 1948 الى اليوم وضربت اسرائيل كل المبادرات العربية بعرض الحائط ولم تعط اي اهتمام للحبر الذي كتبت فيه.
– ثانيا، لم تستطع دول مجلس التعاون ان تقدم اي نموذج في الديمقراطية، على غرار ايران في الانتخابات على مختلف المستويات.
– ثالثا، في قضايا البحث العلمي والتقدم لم تستخدم هذه العواصم امكاناتها وقدراتها في البحث العلمي وفي تطوير اي من امكاناتها وظلت مرتبطة اقتصاديا ومعيشيا، بالعالم الغربي.
– ثالثا، استفحلت الخلافات العربية – العربية وتحديدا الخليجية – الخليجية عدا عن الخلافات الخليجية مع كل من سوريا ومصر والعراق وتونس والجزائر.
رابعا، تراجع الدور العربي عموما والدور الخليجي بالتحديد في معظم الساحات العربية، ان في اليمن او لبنان او سوريا او العراق السودان الى مصر ومناطق اخرى، عدا عن الغياب الاخطر عن القضية الفلسطينية.
– خامسا، نجح هؤلاء العرب ان تجرهم واشنطن الى دعم التكفير والارهاب في افغانستان تحت ذريعة اخراج الاتحاد السوفياتي السابق من افغانستان وقد غزت الوهابية – التكفيرية العالم انطلاقا من عواصم خليجية الى افغانستان وباكستان، (يمكن العودة الموثقة الى كلام وشهادة وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون امام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الاميركي في هذا الشأن).
– سادسا، هذا النجاح في دعم القاعدة والتكفيريين ، ادى الى ما حدث من قتل في العراق وتفجير قلّ نظيره وتوفر بالادلة الاميركية بدعم من عواصم الخليج.
– سابعا، انعكس كل هذا التصرف في الخليج على الامن العربي، والادلة من مصر الى ليبيا وتونس والجزائر بعد العراق وسوريا الى ان وصل الامر الى لبنان والمملكة السعودية، وهو يهدد كل العواصم دون استثناء مستنزفا الاقتصاد والازدهار العربي قبل الايراني.
– ثامنا، هذا التكفير الوهابي المعروف التربية والمصدر والتمويل والتسليح اليوم يقاتله العالم المتحضر الى جانب الجيشين السوري والعراقي وقوات حزب الله.
المصادر الديبلوماسية العربية المتابعة عن كثب للملف الايراني – العربي اشارت الى ان الخطيئة الكبرى، هي الاثارة المذهبية التي عمدت دول الخليج الى تحفيزها واشعالها، مرة تحت عنوان الشيعية السياسية ومرة اخرى تخت عنوان التمدد الشيعي في العالم السني وتمويل الجماعات تحت هذا العنوان، ومحاولة هذه المواقع العربية استبدال العدو الاسرائيلي باصطناع عدو جديد اسمه ايران والشيعة، وتبديل وجهة المواجهة من العدو الحقيقي الذي هو اسرائيل الى عدو مصطنع غير حقيقي وغير موجود، وكل الامر لا يصب الا في مصلحة الكيان الاسرائيلي الذي في البداية والنهاية، يريد ضرب امن الخليج بما فيه الدول العربية قبل ايران وبعد ايران ومن دواهي العصر تقول المصادر ان 250 مليون مسلم شيعي في العالم يحاولون تشييع اكثر من مليار مسلم سني في العالم، وهو امر لا يتفق مع اي منطق او عقل او رؤية واقعية في العمل الانساني.
واشارت المصادر الى ان هذه المعادلة لم تجد لها ابواب تدخل وتستقر بها بدليل ان ايران الشيعية وحزب الله الشيعي يدعم المقاومة السنية في فلسطين وكانا شريكين حقيقين في انتصارات المقاومة السنية وفق المنطق الذي يحاول ان يعممه هؤلاء، في وقت اثمرت جهود السعودية وعواصم خليجية اخرى، عن اقتتال سني سني في ليبيا وسيناء مصر وتونس والجزائر ونيجيريا وباقي عواصم الفوضى كلهم من ابناء الطائفة السنية وليس الشيعية.
واعطت المصادر مثالين واقعيين على الرؤى والتمايز:
1- التحرير عام الفين في جنوب لبنان حيث ممارسة حزب الله الوطنية التي شهد لها الجميع حتى مع المتعاملين مع اسرائيل من ابناء الطوائف غير الشيعية، والشيعية ايضا. ومن ثم انتصار عام 2006، حيث اصر حزب الله الشيعي المتحالف مع ايران على المشاركة الوطنية للجميع في الانتصارا ت وكذلك في الحياة الوطنية السياسية العامة.
2- مشاركة حزب الله في الحرب في سوريا وكيفية تعاطيه مع الناس ومشاركته في تحرير الكنائس المسيحية والمساجد السنية.
3- اليمن والحركة السياسية والاجتماعية التي اعتمدها الحوثيون ، حيث يشاركون الجميع في السلطة.
في المقابل عددت المصادر الديبلوماسية ما فعله الارهابيون في العراق وسوريا بالدليل الاميركي:
1- حركة ابو بكر البغدادي ، وما فعله بالرقة من تهجير لمختلف ابناء المذاهب المسيحية والسنية وليس قي الرقة شيعة او علويون.
2- ما فعله في الموصل بعد سقوطها، من تهجير للمسيحيين والاكراد السنة والسنة العرب والايزيديين وما يطبقه على الاعراض والارزاق واحرق الحرث والنسل واقام الذبح والقتل العرقي والسبي كلها تحت فتاوى علماء دين من السعودية منتشرة فتاويهم على مختلف وسائط التواصل الاجتماعي.
تختم المصادر، ان هذا النهج في التعاطي اضر بمصالح العرب وجعلهم داعمين للتكفير والارهاب ، فيما اليوم ايران وحلفاؤها يحاربون اعداء الحضارة الانسانية المدعوميين ماليا ولوجستيا من تركيا والسعودية عدا عما جرى في لبنان من قتل مشهود للآمنيين وقد القي القبض على البعض الذي اعترف ممن تلقى الدعم، الى ان تورطوا مع الجيش اللبناني كما حصل في طرابلس والشمال وما حصل قبلا في صيدا ولاحقا في عرسال.
تختم المصادر الديبلوماسية العربية ان القراءة المتأنية والمحايدة والعقلانية يجب ان تأخذ العرب عموما والخليجيين خصوصا الى ما يفعله الغرب مع ايران اليوم من تفاوض وحوار يؤمن مصالح الجميع، والغريب ان واشنطن تفاوض وتحاور ايران فيما الجيران الاقربون لايران مصرون على العداء، بالطبع ليس اجمعهم بل بعض العواصم فيما الاخرون على علاقات هامة وطيبة مع ايران.
لماذا يهدّد الروس العالم بالسّلاح النووي؟
كان الخطاب الذي أطلقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الاحتفال بضمّ الأقاليم الأربعة إلى روسيا بمنزلة استكمال للخطاب السابق الذي...