تتوالى اللقاءات والاجتماعات والتصريحات والمواقف والجولات، انما نسمع جعجعة ولا نرى طحنا. ذلك هو حال الحراك السياسي في البلد حيث كل يغني على ليلاه. وعليه، تبقى هذه اللقاءات مكانك راوح دون اية نتائج او خروقات على جبهة هذا الملف وذاك وخصوصا على صعيد الاستحقاق بحسب اوساط سياسية متابعة، حتى ان الذين يتحركون ويصرحون ويتكلمون ويصولون ويجولون، يدركون ان الحل خارج اراداتهم وتمنياتهم وهو في مكان ما لدى بعض العواصم الاقليمية، ودون ذلك سيدورون ويدورون بغية تمرير المرحلة ليس الا وحيث يصف احد النواب المخضرمين كل هذا الحراك والجولات التي يقوم بها رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط وسواه بانها لتقطيع المرحلة وكمش الساحة الداخلية ولو بالحد الادنى خوفا من ان تفلت الامور وتنزلق الى ما لا يحمد عقباه.
وفي هذا السياق، تلفت الاوساط الى ان المخاوف اخذت تتعاظم في الايام القليلة الماضية وفي المعطى السياسي فان التباينات تبدو جلية بين كل الاطراف السياسية، وحتى في الفريق الواحد هنالك تباينات ان على خط 8 آذار بين الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون، ما تبدى عبر المساجلات بين وزراء من الفريقين، وصولا الى قوى الرابع عشر من آذار حيث ايضا النظرة الى الاستحقاق الرئاسي وامور كثيرة فيها تباينات واختلافات ولكن اللقاءات متواصلة والاهم ان الثوابت والمسلمات لهذا الفريق محور اجماع بين سائر الاطراف المنضوية تحت لوائه.
من هذا المنطلق، تضيف الاوساط ان هنالك صعوبة في حصول خروقات، وبالتالي جولات النائب جنبلاط يستدل منها الكثير من العبر، فالامور واضحة بان الرجل يريد تنظيم الخلافات وتحييد البلد ومسكون بالهواجس والمخاوف لما يحيط به من حروب تزنر حدوده وتبقي ساحته الداخلية عرضة للمخاطر والاهتزازات الامنية، وبالتالي تحولت هذه الجولات الى تبادل الكتب والاهداءات على هامش اللقاءات ولا سيما في اللقاء الاخير في معراب، الا ان «السيف يبقى اصدق انباء من الكتب».
وتقول االوساط ان العبرة والاساس من الطوفان الجنبلاطي والتوغل في مقار الزعامات المسيحية وسواها، يكمن في كسر الجليد وابقاء الواصل قائما وتحديدا في هذا «الستاتيكو» القائم اليوم، وعليه هذا يريح القواعد الشعبية ويخلق مساحة من التواصل بين الجميع.
اما في المعطى الامني، فانه نذير شؤم حيال انسداد الافق السياسي بمعزل عن الحروب وما يخطط للمنطقة و للبلد تحديدا، الى ما يجري في عرسال وجيرانها والاستهدافات التي تطاول الجيش اللبناني عبر الاعمال الارهابية المتنقلة. والقلق هنا وفق معلومات بالغة الدقة، يتمحور حول تقارير تتحدث عن عودة مسلسل الاغتيالات السياسية واستهدافات لقيادات سياسية وحزبية وامنية، ولهذه الغاية احيطت بعض الجهات علماً وابلغت بضرورة اخذ اقصى درجات الحيطة والحذر. وحيال ذلك، بدا البعض يتجنب المشاركة في مهرجانات ومناسبات سياسية وحزبية واجتماعية والتقنل بين هذه المنطقة وتلك، ومنهم من عاد لقضاء معظم اوقاته في الخارج، الامر الذي خلق حالة ارباك لدى الكثيرين، لا سيما وان اللعبة مفتوحة على كافة الاحتمالات في ظل الانقسامات السياسية وتنامي الحروب حول لبنان من العراق الى سوريا، ومن ثم حرب العصابات الارهابية على القوى الامنية وملفات عديدة في حوزة المعنيين دفعت بالبعض الى اخذها على محمل الجد لانه لا مزاح في ظروف واجواء كهذه.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...