بعد انكفاء القوى الاصولية في طرابلس واحباط مشاريعهم التي لم تلق حضنا دافئا لهم، بدأ المشهد الطرابلسي يشهد تعديلا في منحى العديد من المجموعات والقوى الاسلامية المعتدلة التي تعمل على استعادة دورهم من باب الاعتدال والوسطية نتيجة التجارب العديدة التي مرت بها الحركات الاسلامية في طرابلس منذ سنين طويلة، والتي تبلورت عند تشكيل حركة التوحيد الاسلامي وصولا الى السنوات الاخيرة التي ظهرت فيها قوى اصولية تكفيرية تناغمت مؤخرا مع اندلاع الاحداث في سوريا ومن ثم تلاقت مع المنظمات الارهابية التكفيرية سواء كانت «داعش» او «جبهة النصرة».
احدى اهم التجمعات التي ظهرت في طرابلس اتخذت منحى جديدا في سياستها المتوازنة والتي حرصت على ان تقيم علاقات مع كل الاطراف ومن باب تصيح الصورة المنهج السلفي لدى الرأي العام بعد تلازم الصورة السلفية مع مشاهد الدم والتطرف والارهاب على ايدي مجموعات وقوى تكفيرية اوغلت في تشويه الدين الاسلامي، وخاصة المنهج السلفي.
فاللقاء السلفي في لبنان الذي ضم رجال درسوا الفكر السلفي باعتباره منهج علمي دعوي لا يمت بصلة الى الارهاب والتكفير على انه دعوة اتباع منهج السلف الصالح.
ومن ابرز اعضاء هذا اللقاء الشيخ صفوان الزعبي والشيخ محمد خضر والشيخ وسام المصري والشيخ بسام المصري والشيخ داني زهو.
وهنا يؤكد الشيخ بسام المصري من ان هذا اللقاء السلفي انما انشئ للتأكيد على ان السلفية الحقيقية هي غير ما ظهر من تشويه لها، وانه لا يوجد لهذا الفكر لا في لبنان ولا في العالم العربي، انما هناك رجالا فقهاء اجتهدوا في هذا المنهج للعودة الى السلف الصالح، والاستفادة من علومهم الدينية. وان منهج السلفية الحقيقي هو منهج الاعتدال، فالسلفية تعني العودة الى زمن النبي محمد اي قبل نشوء المذاهب والفرق الدينية، ويعني ذلك ان من يريد ان يكون سلفيا لا يستطيع ان يكون في ان واحد متشدداً ومتطرفاً ضد الشيعة والعلويين وغيرهم. كما لا يمكن للسلفي ان يكون دمويا او ناكفا للعهود والمواثيق.
ولذلك يتابع الشيخ بسام المصري حديثه مؤكدا ان الاهم هو ازالة كل ما لصق بالفكر السلفي من مفاهيم مغلوطة شوهت الاسلام. كما شكلت حالة في طرابلس ادت الى نفور المواطن المسلم قبل بقية الطوائف وهذا امر لا يقبل به الدين الاسلامي الذي حولته بعض المجموعات والتنظيمات التكفيرية الى «بعبع» يرعب الاخرين.
واشار الشيخ المصري ان من اهداف اللقاء هو اجراء حوار مع جميع الطوائف والمذاهب، وانهم بصدد اعلان ذلك في مؤتمر صحفي يوضحون فيه اهمية هذا الحوار، اضافة الى الاعلان عن وثيقة اعتدال بين المتحاورين والتي تضم كافة الطوائف والمذاهب.
وقال المصري ان البعض من السلفيين المتطرفين يعتبرنا اننا نفرض انفسنا مشايخ بالقوة، وهذا ليس صحيحا فنحن درسنا الشريعة والقرآن وندعو الى التعايش والاعتدال بين الجميع بعكس ما يخطط له المتطرفون.
وكشف ان اعضاء اللقاء زاروا مفتي الجمهورية سابقا محمد قباني وطلبوا اليه تعيين أئمة مساجد معتدلين في طرابلس بدلا من هؤلاء المتطرفين الذين يصبون النار على الزيت خلال خطبهم نهار الجمعة. وان حل مسألة التطرف التي نشرها البعض يبدأ بتعيين أئمة معتدلين في المساجد.
وكشف الشيخ بسام ان عضو اللقاء الشيخ وسام المصري زار عرسال منذ ثلاثة اسابيع برفقة جمعية دار القرآن ووزعوا مساعدات على النازحين السوريين في مخيمات عرسال واكدوا انهم سيوزعون قريبا مساعدات للتدفئة فقال له احد النازحين ان الجميع يأتي الى هنا ويعدنا بالمساعدات ثم يرحلون ولا يأتون مرة ثانية، وكانت المفاجأة عندما عاد الشيخ وسام ومعه المساعدات، وسألوه كيف وصلت الى هنا فرد عليهم عبر طريق اللبوة فسأله احدهم الم يتعرض لك احدا فقال لهم لا. حينها عرض عليه احد النازحين بالسؤال «لماذا لا تفاوض انت، فاجاب عندما اكلف لا مانع لدي». بعد ذلك تلقى اتصالا من الشيشاني وابو مالك التلة بتفويضه رسميا بعد فقدان الثقة بالشيخ سالم الرافعي حسب ما قالوا له.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...