لا يأخذ لبنان الكثير من اهتمام الدوائر السعودية، وإن كانت مواقيت الاستحقاق الرئاسي صارت داهمة لاختيار خلف للرئيس ميشال سليمان، ولهذا تترك الرياض مسافة بينها وبين نيران الانتخابات اللبنانية، بحسب ما يقول زوار السعودية.
ويعتبر الزوار ،في حديث الى “السفير”، انّ الاستقرار اللبناني هو هدف أساسي للسياسة السعودية في لبنان، ومن ضمن هذه المنظومة تأتي رؤيتها لسلاح “حزب الله”، إذ تعتبر أنّه من الضروري احتواء هذا السلاح ووقف انتشاره وأن يكون منسجماً مع الحالة اللبنانية بحيث لا يعرّضها للاهتزاز أو للخطر، من دون أن يعني ذلك فقدان وظيفته الإستراتيجية في مواجهة إسرائيل.
وبالتالي لا بدّ من الاعتراف بهذا السلاح، وفق الزوار، ضمن أطر مضبوطة، وإخراجه من الحياة السياسية، إلا فيما يتعلق باستراتيجية مواجهة إسرائيل.
و يشير الزوار إلى أنّ العماد ميشال عون يحاول الترويج لترشيحه على أنّه النموذجي لدفتر الشروط السعودي، من دون أن يعني ذلك أن المسؤولين السعوديين مقتنعون بوجود “كيمياء” بين دفتر المواصفات التي ينشدونها، وبين “خارطة العروض” التي يقدمها الجنرال.
ويعتقد الزوار أنّ الرياض ترفض استقبال أي مرشح ماروني للانتخابات الرئاسية، لا ميشال عون ولا سمير جعجع، “لأنّ أي لقاء علني في هذه الظروف بالذات يعني أنّ عباءة الرضى ألقيت على كتفيّ من ستفتح له أبواب الديوان الملكي”. وهكذا غلّف لقاء الوزير السابق جان عبيد بوزير الخارجية السعودية بكثير من الكتمان.
ووفق الزوار، فان جان عبيد قد يكون نموذجاً بالنسبة للمسؤولين السعوديين ليكون رئيساً لما بعد ميشال سليمان، من دون أن تُفهم هذه النموذجية على أنّ صاحبها هو المرشح المفضل لدى السعوديين، لأنّ الرجل، وفق معظم المعنيين، يحتاج إلى غطاء مسيحي، من بكركي أو من الرابية.