الهبة الإيرانية لتسليح الجيش اللبناني التي نقل عرضها للمسؤولين اللبنانيين الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي شمخاني، وضعت لبنان في موقف حرج، إذا ما تلكأ عن رفضها، وهي ليست المرة الأولى التي تقدم الجمهورية الإسلامية اليرانية مثل هذا العرض الذي لا يقتصر على السلاح، بل سبق لها وأن تقدمت بعروض أخرى منها بناء سدود للمياه، ومحطات لتوليد الكهرباء وفتح طرقات، حيث ساهمت في بعض المناطق وعبر مؤسسة “جهاد البناء” بناء بلدات تهدمت أثناء حرب تموز ????، إلى توسيع طريق بعلبك، وإقامة منتجعات سياحية في الجنوب أهمها في مارون الراس البلدة الحدودية عند الشريط الحدودي المواجهة للمستوطنات الاسرائيلية في فلسطين المحتلة، ودعم المزارعين إلخ…
هذا الدور الإيراني في مساعدة لبنان سواء عبر الدولة أو حلفاء سياسيين لها وأبرزهم “حزب الله” ومشروعهم ، تتحدث عنه مصادر سياسية في ? آذار وحليفة لإيران، وتشير إلى أن الحكومة اللبنانية لا يمكنها التهرب من قبول الهبة الإيرانية بعد أن قبلت الهبة السعودية بـ ? مليارات دولار لشراء سلاح للجيش والقوى الأمنية، وقبلها المساعدات الأميركية والفرنسية والإيطالية، وما تقدمت به الدول المانحة للبنان من عروض، وأن لبنان وقع على اتفاقيات مع إيران في أيام حكومة الرئيس سعد الحريري الذي زار طهران وقبل أيضاً بمساعدات شبيهة أيضاً بما قدمته روسيا، ولم يقوم لبنان بالإجراءات المناسبة للحصول عليها.
فالهبة السعودية مر عليها وقت دون أن توضع موضع التنفيذ حتى الآن، وثمة لغط حولها، في حين أن روسيا وإيران طلبتا من لبنان تنفيذ العرضين بما يخص تسليح الجيش الذي أرسل وفداً عسكرياً إلى موسكو للشروع في وضع الإتفاق موضع التنفيذ، وهو ما يجب أن يحصل مع طهران بإرسال وفد عسكري وطلب ما يحتاجه الجيش، وهو سيتم من دولة إلى دولة، ولن يشترى من دولة أخرى كما في صفقة السلاح مع فرنسا المقدمة من الهبة السعودية، ولن يكون أمام الهبة الإيرانية عوائق إدارية أو بروتوكولية أو لوجستية أو اعتبارات تتعلق بأمن إسرائيل الذي تضعه الدول الغربية في اولوياتها، وتشرط أن لا يكون السلاح مهدداً لإسرائيل.
فالوقت يدهم لبنان لتسليح جيشه مع المعركة التي يخوضها ضد الإرهاب، وقد كشفت معركة عرسال مدى إفتقار الجيش إلى السلاح النوعي الذي قررت إيران أن تمده به تقول المصادر، فلا موجب للتأخير إلا لأسباب سياسية لعدم إغضاب السعودية أو أميركا، وإذا كانت المقاومة تزودت من السلاح من إيران وتم تشريعيه رسمياً، فلماذا لا يحصل الجيش على السلاح نفسه ويصبح قوة أساسية؟