في 23 تشرين الاول من عام 2014،. توفي كريستوف دي مارجري، رئيس مجلس الادارة والمدير التنفيذي في شركة توتال، نتيجة سقوط طائرته في مطار فنوكوفو الدولي ـ موسكو، وما زالت التحقيقات حول وفاته جارية لحينه. لكن هناك حقيقة ثابتة، وهي ان كريستوف كان قد اتخذ موقفا عمليا ضد العقوبات المفروضة على روسيا. حضر الى منبر بيترسبورغ الاقتصادي في ايار 2014 ودان بشدة العقوبات المفروضة على روسيا. كما حذر من ان الغاز البديل عن الغاز الروسي والذي تزوده الولايات المتحدة الاميركية الى اوروبا بناقلات LPG هو اغلى من الغاز الروسي.
مع العودة الى عام 1962، حصلت حادثة مشابهة في ايطاليا عندما قتل انريكو ماتيه المدير التنفيذي لشركة ENI الايطالية الحكومية للطاقة جراء تحطم طائرته بانفجار. كان سبق ان عقد عدة اتفاقيات مع الاتحاد السوفياتي والجزائر وباشر مباحثاته مع الدول الغنية بالنفط والدول المحتاجة له مصرحا ان زمن الاحتكار الاميركي للنفط قد ولى.
عام 1963 توفي رجل الاعمال اللبناني المهندس اميل البستاني بحادثة تحطم طائرته الخاصة فوق البحر المتوسط. وكان قد باشر استثماراته في النفط في افريقيا واميركا اللاتينية منافسا بذلك شركات النفط الاميركية والبريطانية.
هناك ايضا لائحة اكبر من ضحايا سياسة النفط…
ما هي جذور اهمية النفط استراتيجيا؟
عام 1911 اقدم الاميرال البريطاني في البحرية ونستون تشرشل على أخذ قرار استراتيجي بتحوله من الفحم الحجري الى النفط من اجل اغراض البحرية والمعدات العسكرية. بعد 3 سنوات، أُنشئت الشركة البريطانية ـ الايرانية والتي اصبحت لاحقا شركة النفط البريطانية (BP) حيث اعتمد تشرشل في قراره على فرضه استلام النفط من المستعمرات ودول العالم الثالث مجانا بكل معنى الكلمة.
ثم جاء هجوم بيرل هاربور عام 1941 عندما امتنع الاميركيون والبريطانيون عن تزويد اليابان بالنفط. نعم هناك علاقة ما بين سياسة النفط والمحرقتين النوويتين في تاريخ الانسانية، اي هيروشيما وناغازاكي عام 1944.
اذا نظرنا نظرة شاملة خلال العقدين الاخيرين، نرى ان الاميركيين قد تدخلوا عسكريا فقط في الدول الغنية بالنفط: الصومال، والعراق، وافغانستان… الخ. انهم بحاجة إلى استيراد النفط لغاية 2018 لان قواتهم المسلحة هي المؤسسة الاكثر استهلاكا للنفط في العالم. علما بأن الولايات المتحدة هي اكبر بلد مستهلك للنفط اجمالا وعلى اساس الفرد.
هل يهدأ الاميركيون؟ اذا ومتى سيكتفون ذاتيا؟ بالطبع لا.
سيحافظون على النفط كسلعة خارج منطقة التجارة العالمية، وها هو موقف يؤكد ان النفط سلعة سياسية. عملية السيطرة على تدفق النفط وسعره سوف تؤدي الى السيطرة على موازنة المنافسين السياسيين الاقتصاديين كروسيا، ايران وفنزويللا وغيرهما، كما انها تضع المضاربة الصناعية لدى المنافسين الاقتصاديين كأوروبا الغربية واليابان وكوريا الجنوبية والصين تحت السيطرة الاميركية الى حد كبير.
ان الرابط ما بين النفط والسياسة سيستمر حتى آخر هذا القرن على الاقل مع جميع المخاطر المحدقة. انها مما لا شك فيه اهم سلعة للموقع التفاوضي السياسي والمنافسة الاقتصادية ولهذا كل شيء مسموح.
لماذا يهدّد الروس العالم بالسّلاح النووي؟
كان الخطاب الذي أطلقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الاحتفال بضمّ الأقاليم الأربعة إلى روسيا بمنزلة استكمال للخطاب السابق الذي...