المواقف التي اطلقها رئيس الحكومة تمام سلام حول لقاء وزير الخارجية جبران باسيل بالوزير السوري وليد المعلم، لم تكن موقفه، على حدّ قول مصادر نيابية في «التيار الوطنيّ الحر»، اولا لأن لا مصلحة له كرئيس حكومة في هذه الظروف اللبنانية ان يظهر هشاشة الائتلاف الحكومي المعروف لدى مختلف شرائح المجتمع اللبناني، وما يعرف ايضا ان الظروف انتجت تمام سلام رئيسا وان الظروف نفسها جاءت بهذه الحكومة كون لا مصلحة لاحد بأن «يفرط» هذا الائتلاف الحكومي الهش في لبنان.
كما ان رئيس الحكومة على حد كلام المصادر نفسها يعلم ان من الخطايا التي يرتكبها تياره السياسي في 14 اذار ادت الى ما يشهده لبنان في موضوع اللاجئين السوريين التي اصبحت في معظمها مخيمات اعداد امني ولوجستي لـ«داعش» و«النصرة»، وكل المتطرفين تحوّلوا الى قاعدة امنية ومأوى التكفير وخطف الجنود اللبنانيين.
تضيف المصادر، يبدو ان دولة الرئيس تناسى زيارات فريق 14 اذار الى عرسال والمهرجانات والمؤتمرات الصحفية التي عقدت فيها، وان اللاجئين السوريين تجاوزوا حدود الضيافة التي طالت واصبحوا يقتلون لبنانيين ويخطفون جنود ويتظاهرون معلنين نيتهم اقتحام بيروت وليس الضاحية، بالطبع هذا الامر يجعل رئيس الحكومة في موقف الخطأ تقول المصادر، وكان الاصح الا يعتبر لقاءات جبران باسيل شخصية والا بدوره ستعتبر لقاءاته شخصية وغير متفق عليها مع 24 رئيس جمهورية يجلسون على طاولة رئيس مجلس الوزراء من حوله وهو واحد منهم وليس رئيسهم. لأن ما ينطبق على باسيل من كلام قاله الرئيس سلام ينطبق عليه شخصيا والدستور واضح، وحينها ستعتبر لقاءاته شخصية ايضا.
اما ان باسيل التقى الوزير المعلم، وتعليق رئيس الحكومة على اللقاء واعتباره شخصيا، تقول المصادر النيابية في التيار الوطني الحر يبدو ان فريق الرئيس سلام وفريقه لا يقرأون ما يجري من حولهم ولا يشاهدون ما تقوم به الولايات المتحدة الاميركية في سوريا بدءاً من سوريا ولا يشاهدون ما جرى في اليمن ولا افغانستان ولا ما سيجري في البحرين، كما انه وفريقه لم يقرآن بمن التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم في واشنطن كما انه لم يشاهد بمن التقى وزير الخارجية الاميركي جون كيري صديق «تيار المستقبل» و14 اذار بدءاً بوزير الخارجية الايراني محمد جزاد ظريف الى غيره. من هنا ان مصلحة رئيس الحكومة تمام سلام الحفاظ على التضامن الوزاري المفروض دستوريا وان يدع غيره من تيار المستقبل وفريق 14 اذار ان ينتقد وزير خارجية لبنان.
اما بخصوص الاجتماع واهميته فان مصادر ديبلوماسية عربية وغربية، اكدت ان التنسيق الامني مع سوريا والسياسي مع قيادتها جرى قبل بدء شن غارات التحالف الدولي وان التنسيق الديبلوماسي بين واشنطن وسوريا يجري عبر العراق والمسؤولين الذين يلتقون كبار المسؤولين السوريين، مما يعني ان واشنطن، وبعض عواصم الغرب من تحت وفوق الطاولة ينسقون مع سوريا وقيادتها، ويبدو انهم يسمعون ان اجتماعا ايرانيا يمنيا جرى برعاية سلطنة عُمان في عُمان وهناك جرى ترتيب الامور على المستجدات اليمنية مع الحوثيين.
المصادر النيابية في «التيار الوطني الحر» تشير الى ان مصلحة لبنان على الاقل التنسيق الامني في هذه الاجواء مع سوريا وهذا موقف بعض المراجع اللبنانية في كلا فريقي 14 و8 اذار، خصوصا بالموضوع الامني، وفي هذه الظروف بالتحديد التي يحتاج اليها لبنان التنسيق مع سوريا على الاقل من الناحية الامنية، اذ قريبا يقال ان قضية المخطوفين العسكريين ستجد حلولا بعد ان دخل حزب الله على خط التفاوض الى جانب الجيش اللبناني، فكيف ستسوى الامور اذا لم توافق سوريا خاصة ان المقايضة ستجري في منطقة سورية ويؤثر فيها الجيش السوري كون الذين سيطلق سراحهم من «النصرة» سيخرجون الى خارج الاراضي اللبنانية.
في الحقيقة تشير المصادر الى انه اذا كان من احد طلب من الرئيس تمام سلام ليعلن مواقف من لقاء جبران باسيل بوليد المعلم، كان على سلام ان يدعو من طلب اليه ان يتحدث وليس سلام رئيس الحكومة في هذه الظروف كونه يعلم ان باسيل والفريق السياسي الذي تحدث عنه تمام سلام له رأي ايضا في لقاءات رئيس الحكومة لأنه يمثل بالنهاية فريقا سياسيا ولم يأخذ اذنا من مجلس الوزراء ليلتقي بنيويورك من يجب ان يلتقيه كرئيس لحكومة لبنان وليس حكومة «تيار المستقبل» الذي بات يمثل اقلية في الشارع السني امام جمهور «النصرة» و«داعش».
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...