ظهر تباين واضح في سياق الضغوطات التي يمارسها اهالي العسكريين الرهائن الذين خطفوا من بلدة عرسال، حول سبل الافضل للسعي الى تحرير ابنائهم، وبدا ذلك واضحا من خلال التخبط في تحركاتهم سواء على مستوى المواعيد السياسية، او بما يتعلق بالتحركات الاحتجاجية في الطرق وفي ساحة الشهداء، او بالتحركات المنفردة بمعنى المتضامنة مع عسكري واحد من دون رفاقه الرهائن. فما هي حقيقة ما يحصل ولماذا كل هذا التخبط؟
“النهار” سألت مصدرا من أهالي العسكريين الرهائن فقال:”لدينا معلومات مؤكدة منذ البداية بأن أولادنا بيد مصطفى الحجيري المدعو ابو طاقية، وأنه هو الذي أودعهم لدى عناصر ومجموعات موزعة بين تنظمي داعش وجبهة النصرة لكنه يمون عليهم ويأتمرون بأوامره مباشرة.
وأشار المصدر الذي رفض ذكر اسمه،الى ان مقاربات الاهالي مختلفة في شأن التعامل مع ابو طاقية، لان بعضهم ما زال يعتبر أن مسايرته ومناشدته عبر الاعلام والعمل بتوجيهاته، قد تجدي نفعاً وتخلص ابناءهم، وبعض آخر يعتقد ان التعاطي واياه لا يجوز الا من منطلق الضغط عليه بما يوجعه. هنا وقع التباين بين الاهالي.
وبعد إعدام الجندي الشهيد محمد حمية، اتخذ قرار وافق عليه أكثرية اهالي الرهائن العسكريين من ابناء البقاع، يقضي باعتماد خيار استخدام الخطف المضاد لتحرير ابنائهم مهما كلفهم ذلك.وباشر شبان من بعض العائلات المعنية بخطف اشخاص من عائلة الحجيري بهدف دفع العائلة الى الضغط على ابو طاقية باعتباره المعتدي الباديء بالخطف، لترك الرهائن بالقوة او لدفع ابناء عرسال الى الضغط في اتجاه تسليمه الى القضاء لكي تأخذ العدالة مجراها معه، والا فانه يصح اعتبار جميع ابناء العائلة متواطئين، في مكان ما، وإن بسكوتهم عن اعتداء الرجل على كل عائلات البقاع ولبنان، وبذلك يكون تعرضهم للخطف بهدف المبادلة، شرعيا ومقبولا بكل المعايير السموية والارضية.
وبعد هذا التحول الذي طرأ السبت الماضي، ولا سيما بعدما أخرج معروف حمية، والد الجندي الشهيد إسم ابو طاقية الى الاعلام، وسمى الاشياء بإسمائها، على أثر إعدام ابنه، لجأ ابو طاقية الى الضغط على أهالي الرهائن الباقين لديه، وطلب اليهم اولا الرد على حمية، وتبرئته من خطف ابنائهم والعودة الى تكريس صورته باعتباره “مفاوضاً محايداً”، والى المبادرة بإزالة الاعتصام الرمزي من ساحة الشهداء، والتوجه الى قطع طريق ضهر البيدر، وطرق رئيسية أخرى وممارسة كل صنوف الضغط على الحكومة وعلى “حزب الله” للقبول بمبدأ التفاوض على سجناء في رومية وفي قائمتهم عدد من الضالعين بتفجير سيارات مفخخة في المناطق اللبنانية.