«ايها العرب الاعزاء… انا الخليفة وادعى باراك حسين اوباما»!
غريب ان قائمة الخلفاء لا تضم اي زنجي، مع ان اباطرة زنوج حكموا روما. لا تنسوا ان ثمة سوريين كانوا على رأس الامبراطورية الرومانية. لا مشكلة ان يكون رجل بروتستانتي خليفة على العرب و المسلمين. يظل افضل حالاً من ان يكون الخليفة عربياً او مسلماً…
ثم ان المسلمين في الاندلس كادوا يبايعون يهوديا، غير موسى بن ميمون، خليفة على المسلمين. الآن ثمة تماثل فذ بين آخر ايام الاندلس و آخر ايام العرب..
عادة لا يستسيغ العرب، قادة او مفكرين او معلقين او حتى شعراء و فلاسفة، الرئيس الاميركي الا اذا كان يسحقهم بقدميه، او بدباباته. كل هؤلاء وصفوا باراك اوباما بالعجز، واحدهم نصحه بالانتقال الى آلاسكا لانه قد يكون اكثر حنكة في ادارة طيور البطريق منه في ادارة الكرة الارضية…
كل هذا لانه لم يضرب دمشق بالتوماهوك. وكل هذا لانه لم يجعل من طهران المدينة الثالثة بعد هيروشيما وناكازاكي.
لا احد من هؤلاء العرب (الاشاوس) وصفه بالضعف لانه عجز عن اقناع بنيامين نتنياهو بالتوقف عن بناء المستوطنات لمدة 90 يوما فقط مقابل اسراب من احدث الطائرات الاميركية، ومقابل مساعدات ضخمة وتسهيلات ائتمانية…
كم ابتهج المعلقون حين تولى باراك اوباما الرد على بثينة شعبان، وهدد بتدمير الدفاعات الجوية و«بسهولة» لسوريا اذا ما تصدت للقاذفات وهي تتعقب ، على ذلك النحو الفولكلوري، مواقع «داعش» لتسلمها الى من لا يقلّون سوءاً ووحشية عن ابي بكر البغدادي…
كل هذا من اجل عيني رجب طيب اردوغان الذي تمّرد على السيد الاميركي لانه لا يزال يتريث في ضرب النظام في سوريا خشية ان يحدث له ما حدث في العراق. كل ما في الامر ان جلالة السلطان يريد سوريا ولاية عثمانية، ولكن بعد تشذيبها جغرافيا وبحسب الخارطة المبدئية التي طرحها برنار- هنري ليفي…
السلطان جاهز للطلب من واليه في دمشق التخلي عن مرتفعات الجولان، كما لو الكنيست لم يلحقها باسرائيل في 14 كانون الاول 1981، وعقد معاهدة استراتيجية (بمعادلة الذئب والحمل) بين دمشق و اورشليم، على ان يتم توسيع الضفة الشرقية للاردن بالحاق منطقة حوران بها لتليق بالدولة الفلسطينية العتيدة…
هذه المرة ستصبح دولة لبنان الكبير كبيرة فعلا. ما رفضه البطريرك الياس الحويك في قصر فرساي عام 1919 يغدو امراً واقعاً اليوم، اي الحاق وادي النصارى بلبنان. هذا يؤمن التوازن الديموغرافي بعدما راح السنة و الشيعة يأكلون بعضهم البعض ايديولوجيا وبعدما راح الموارنة يأكلون بعضهم البعض سياسياً. اذاَ، رئيس ارثوذكسي لدولة لبنان الكبير. ما دامت العودة الى الاصوليات فلماذا لا تكون العودة الى الاصول؟ الاصول المشرقية تحديدا..
كم كان روجيه غارودي فذاً في مقابلة اجريناها معه ودعا فيها الى «عدم زج الله في لعبة الشطرنج». يا صديقنا العزيز، وانت في العالم الاخر، اننا نزجه في لعبة القبائل، واحيانا في لعبة الازقة…
الآن يحضر هنري كيسنجر بكل عبقريته، وبكل حاخاميته «الالتباس الخلاق». من الذين حضروا مؤتمر جدة، وبعده مؤتمر باريس، يعرف ما هي تفاصيل الخطة الاميركية والى اين تصل بعدما ظهر واضحا ذلك التقاطع بين العقل الامبراطوري والعقل القبلي. الى اين ايها الرفاق، تقودنا القبائل؟
لن يحط الاميركيون على الارض. من الاعالي يتولون ادارة العمليات. بالاحرى ادارة القبائل و الميليشيات و الطوائف التي تقاتل بعضها البعض و تقتل بعضها البعض. هذا بكل بساطة، وبكل سذاجة ايضا، البديل من الدولة الاسلامية. هل يمكننا القول ان هذه الامة لم تعد تنتج سوى البرابرة سواء كانوا بالاحذية المرصعة بالذهب ام كانوا حفاة على ارصفة الجاهلية؟
الآن العراق. لا تنسوا انه يتاخم الخليج، وانه يتاخم ايران، وانه يتاخم تركيا مثلما يتاخم سوريا والاردن. انتبهوا انه يتاخم كردستان التي وصفها كارل روف بـ «اللؤلؤة الاميركية». الى جانب كل هذا يذكر الاميركيون ما قاله خبير انكليزي من انه لو بقي هناك برميلان من النفط في العالم فأحدهما سيكون عراقياً..
حتى الكرة الارضية تدور، وتدار، بالنفط. العرب ليسوا قطعاً في الحسابات الاميركية وغير الاميركية. مثلما فعل ونستون تشرشل بالعراق في القرن الماضي حين وحد الولايات الثلاث (بغداد والموصل والبصرة) من اجل تكوين سلطة مركزية للنفط يفعل باراك اوباما الآن. في هذه العملية الاستراتيجية المعقدة والتي قد تستنفد ما تبقى من الربع الاول من القرن لن يكون العرب، مهما تعالت عباءاتهم ومهما تعالت قاماتهم، سوى ضحايا، ضحايا بالمال وضحايا بالدم…
يفترض ان نعلم ان كل هذا يحدث وولاية اوباما آيلة الى الغروب. اللوبي اليهودي في ذروته الآن. لاحظنا كيف تعامل مع مؤتمر بطاركة المشرق وكيف تم توظيف كبرى وسائل الاعلام للتشهير بهم وبمواقفهم (فقط لانهم قالوا بالحق وبالحقيقة)، ولاحظنا كيف يحاول «اغتيال» هيلاري كلينتون بالسناتور تد كروز، ودون ان يكون خفيا على احد ان اللوبي اياه سيلعب ويتلاعب بالخطة الاميركية ودائما لمصلحة اسرائيل حتى ولو اقتضى الامر تدمير المنطقة العربية بأسرها…
هل هي المصادفة ان يقول مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو، وفي هذا الوقت بالذات، ان المنظمة تسعى للتثبت من ابحاث تقوم بها ايران يشتبه في انها تحاكي صناعة قنبلة نووية؟
دخلنا في اللعبة الكبرى. لا شك ان الاميركيين سادة اللعبة. لكن ريتشارد هاس يدق جرس الانذار «لماذا الذهاب ثانية الى الجحيم؟!».
لماذا يهدّد الروس العالم بالسّلاح النووي؟
كان الخطاب الذي أطلقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الاحتفال بضمّ الأقاليم الأربعة إلى روسيا بمنزلة استكمال للخطاب السابق الذي...