تعهدت إيران بالتدخل في العراق حال واصل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” توسعه في المحافظات، محذرة ما أسمتها “أياد خارجية” من دعم هذا التنظيم.
وأكدت مصادر إيرانية لـ إرم أن طهران طلبت من المملكة العربية السعودية وقف دعم “داعش”، مطالبة الرياض بالضغط على التنظيم للانسحاب من المواقع التي سيطر عليها، وتحديدا في سامراء.
وإثر ذلك، أعلن الحرس الثوري الإيراني التعبئة العامة لمتابعة التطورات، التي يشدها العراق بعد سيطرة “داعش” على العديد من المدن والمحافظات الواقعة غرب البلاد.
وقالت المصادر لـ إرم إن الحرس الثوري أكد في جلسة خاصة به أن “حزب البعث، جناح نائب الرئيس العراقي السابق المطلوب لبغداد، عزت الدوري ومتشددين، وداعش هم وراء التدهور الأمني الخطير في العراق”.
وارجعت المصادر انسحاب “داعش” الأسبوع الماضي من مدينة سامراء، جاء نتيجة رسالة تهديد وجهتها طهران للحكومة السعودية بشأن عزم التنظيم استهداف مرقد الإمامين العسكريين.
يذكر أن السعودية تبرأت من تنظيم “داعش”، واعتبرته تنظيما إرهابيا، لكن الإيرانيين يقولون أن هناك دعما غير رسمي من قبل فعاليات سعودية غير رسمية للتنظيم.
وقالت مصادر إيرانية إن تراجع وزير الخارجية الإيراني عن زيارة السعودية والمشاركة في اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي يأتي على خلفية أحداث سامراء.
وتحدثت المصادر عن رسالة إيرانية نقلها مسوؤل خليجي كبير للرياض، تتضمن تهديدا إيرانيا للسعودية بـ”دفع الثمن في حال وصلت داعش لمرقد الإمامين العسكريين”.
وذكرت مصادر في التحالف الشيعي العراقي لـ إرم، أن طهران وجهت رسالة تهديد للسعودية بضرورة سحب “داعش” من سامراء.
من جانبه، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، أمير حسين عبد اللهيان إن بلاده ستدعم بشكل حازم العراق في مواجهة الإرهاب، مشدداً على أنه “لا مكان للإرهاب في مستقبل العراق وسورية”.
ورجح عبد اللهيان وجود “أياد خارجية” وراء أحداث الموصل وباقي مدن العراق، مؤكداً أن “الجماعات الإرهابية والداعمين لها سيهزمون في العراق، كما هزموا في سورية”.
وتمكن النظام السوري بمساعدة الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وجماعات شيعية عراقية من استعادة العديد من المدن التي سيطرت عليها تنظيمات سورية معارضة و”داعش” و”جبهة النصرة”.
وتشير مصادر عراقية إلى أن دعوة رئيس الوزراء نوري المالكي أمس دول الجوار والعالم بمساعدة العراق لمكافحة الإرهاب، هي رسالة إلى الجانب الإيراني بضرورة الدعم العسكري لسحق الجماعات المتطرفة.
ويعد العراق ممرراً مهماً بالنسبة لطهران لمرور الطائرات الإيرانية المتوجهة لسورية.
وفي هذا الصدد دعت مليشيا منظمة بدر التي شكلتها إيران قبل سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، العراقيين الراغبين بالتطوع للمشاركة في القتال ضد جماعات “داعش” في غرب البلاد.
وتقول مصادر خليجية أن الدعم الإيراني العسكري للعراق لن يكون جديدا، لكنه سيأخذ شكلا سافرا فيما إذا قررت طهران ترجمة تهديدها.
وقالت إن إيران دأبت على تقديم دعم استخباراتي وأمني للعراقيين، فضلا عن إرسال خبراء عسكريين لتدريب مجموعات عراقية ذات ولاءات حزبية.
وفي حال نفذت ايران تهديدها الجديد فلا تستبعد المصادر أن يأخذ شكلا عسكريا ظاهرا، وأن يتركز هذا الدعم العسكري على حماية المزارات الشيعية في العراق، باعتبار أن إيران تتحمل مسؤولية أدبية بحماية تلك المزارات، التي يؤمها مئات الالاف من الإيرانيين سنويا.
وكان مجلس النواب العراقي، قرر الثلاثاء عقد جلسة طارئة يوم غد الخميس، لمناقشة الأوضاع الأمنية التي تشهدها البلاد، ومناقشة طلب الحكومة بإعلان حالة الطوارئ.
كما أعلن رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي، حالة الإنذار القصوى في العراق فيما طالب البرلمان بإعلان حالة الطوارئ.
يأتي ذلك في أعقاب سيطرت تنظيم “داعش” الثلاثاء على مدينة الموصل وقرى في صلاح الدين، وكل محافظة نينوى، وسط توقعات بتوسع تحركاتها باتجاه مدن عراقية أخرى، وصولا إلى بغداد.
واعتبرت الولايات المتحدة أن مقاتلي “داعش” يهددون كامل منطقة الشرق الاوسط.
وقالت جنيفر بساكي المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إن “الدولة الإسلامية في العراق والشام تمثل تهديدا لاستقرار العراق ولاستقرار كامل المنطقة”.
وأضافت أن واشنطن تؤيد “ردا قويا لصد هذا العدوان”.
واضطر أكثر من 500 ألف من سكان مدينة الموصل مركز محافظة نينوى العراقية الشمالية، وثاني أكبر مدن البلاد، إلى النزوح منها بعد نجاح “داعش” في السيطرة عليها.
وأشار محافظ نينوى أثيل النجيفي:”لدينا تقارير بوجود تعاون وتنسيق بين “داعش” والنظام السوري.