خاض حزب الله والجيش السوري منذ فجر يوم أمس الثلاثاء وحتى صباح اليوم الاربعاء، مواجهات عنيفة مع مسلحي “جبهة النصرة” وتنظيمات مسلحة أخرى تدور في فلكها في جرود القلمون الغربية.
المواجهات هذه أتت أثر محاولة المجاميع المسلحة الهجوم على بلدة “عسال الورد” محاولةً السيطرة عليها، حيث دخل المقاومون من حزب الله وجنود الجيش السوري في مواجهةٍ مفتوحةٍ إستمرت لساعات نتج عنها صد الهجوم وإجبار المسلحين على الإنكفاء والتراجع بعد فشل مخططهم.
وذكرت مصادر ميدانية، ان الهجوم كان يهدف للسيطرة على حواجز عسكرية مشرفة على البلدة تسمح للمهاجمين بالتغلغل والتقدم نحوها، حيث تعتبر هذه الحواجز والمراكز نقاط دفاع أساسية عن البلدة، وهي ايضاً، مواجهة لجهة جرود “الجبة” التي إتخذها المسلحون منطلقاً لهجومهم، حيث حشود قواهم من “الجبة – الصرخة” ومن جرود “رأس المعرة” القريبة. المهاجمون أمس، نجحوا بالسيطرة لساعاتٍ معدودة على بعض الحواجز الرئيسية المشرفة على “عسّال الورد” منها نقطة “المداجن” الاستراتيجية وحاجز آخر يشرف بشكل مباشر على الطريق الفاصلة بين بلدتي “الجبة” و “عسال الورد” كان المسلحون.
ووفق المصادر فإن الهجوم هذا والسيطرة على هذه المواقع كان يهدف لفتح طريق الإمداد بين القرتين أولاً، وثانياً فتح محاور القتال محدداً نحو قرية “الطفيل” اللبنانية المحاذية لجرود بريتال. وترى المصادر انه في البعد الإستراتيجي للعملية، فإن المسلحين كانوا يسعون إلى ربط بلدتي “الجبة” و “عسال الورد” لتشكل محور الإنطلاق لاستعادة السيطرة على “الطفيل” حيث تتخذ هذه المناطق الثلاث كمنطقة آمنة ينشط فيها المسلحين مجدداً، وتتخذ منصة للعبور في هجمات منسقة نحو جرود بريتال بزخم أكبر مستمد من خط إمداد مفتوح نحو قرى القلمون.
ووفق المعطيات، فإن الهجوم الذي تمت فيه السيطرة على حواجز أساسية إتخذ من جرود “الجبة” منطلقاً وتم عبرها الهجوم بعددٍ كبيرٍ من المسلحين تمّ إسنادهم بوابل من الصواريخ على الحواجز الرئيسية التي سقطت نتيجة كثافة النيران، وسقط فيها عدد من الشهداء. الهجوم سعى إلى كسر ربط الحزب والجيش السوري للبلدتين، حيث تمكن هؤلاء لاحقاً من السيطرة لوقت قليل على الطريق الرابط بين “عسال الورد – الجبة” (طوله نحو 2.5 كلم) يعتبر خط إمداد لحزب الله والجيش السوري، متمكنين من من قطع خط إمداد هذا، الذي كان ذلك بمثابة الركيزة الاولى في محاولة السيطرة على البلدة التي عزلت.
لم يفلح كل ذلك، تدخل سلاح الجو السوري مغيراً الواقع الميداني مجدداً الذي سمح بإستعادته المبادرة.
ضرب سلاح الجو بعنف الحواجز التي سيطر عليها المسلحون، توازياً، كانت مقاتلات اخرى تضرب المسلحين على الطريق الفاصلة بين “الجبة – عسال الورد” وتدك النقاط التي سيطروا عليها هناك. ضربات الجيش السوري الذي واكبها زخم مدفعي كثيف من قبل إسناد حزب الله، سرعان ما حققت مفعولها، تم فتح طريق “الجبة – عسال الورد” مجدداً، فإستقدم حزب الله التعزيزات اللازمة التي دخلت في معارك عنيفة وساخنة لساعات على النقاط المشرفة على مداخل البلدة.
المعارك ادت لاحقاً لطرد المسلحين منها، مخلفين القتلى خلفهم. تشير الوقائع الميدانية، إلى انّ ساعات الهجوم لم تتح للمسلحين سوى السيطرة على نقاط مشرفة على “عسال الورد” دون تمكنهم من الإختراق نحو البلدة بفضل القتال العنيف لمقاومي حزب الله، بعد ساعات نجح الجيش السوري والحزب بإستعادة زمام الامور مجدداً فجراً، مع طرد المسلحين وسط معلومات عن مقتل 20 إرهابياً وتدمير أكثر من 8 آليات عسكرية رباعية الدفع. الهجوم الذي إستخدمت فيه صواريخ “كونكرس” لم يؤدي لإحداث اي خرق نوعي، بل هو تكرار لسيناريو الهجمات الفاشلة على البلدة التي باتت أهم ما يسعى إليه المسلحون. عاد الهدوء صباحاً إلى محاور القتال التي كانت مشتعلة بالامس، وفق معلومات “الحدث نيوز”، فيما إنشغل المقاومون بتعزيز الحواجز والدشم خشية محاولة هجوم جديدة، إرتقى في صد المحاولة هذه عدداً من الشهداء غالبيتهم في الحواجز التي تمت السيطرة عليها.
صد الهجوم وإفشال محاولة السيطرة على “عسّال الورد”، ضرب المسلحين في عمق خططهم، حيث كان لهم نتائج هامة تبدأ من إحباط مشروع وصل “الجبة – عسال الورد” وبالتالي “الطفيل – جرود بريتال”، وتصل إلى حد إفشال مخطط لـ “هجوم كبير” على جرود بريتال قبل الشتاء لفتح خط إمداد الزبداني وتأمينه”.