نيسان 2012 اقتادت البحرية اللبنانية «الباخرة لطف الله -2» الى مرفأ سلعاتا بعد وصولها الى مرفأ طرابلس وقد ضبط على متنها 3 مستوعبات اسلحة مخبأة خلف أربعة صفوف من زيوت المحركات، حيث وضعت ألواح خشبية لاخفاء الاسلحة.
أمس مثل المتهم احمد جمال فضل برنار وكيلته المحامية نزهة ريما امام المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن الطيار خليل ابراهيم وبمعاونة المستشار المدني القاضي محمد درباس وبحضور النائب العام المفوض لدى المحكمة العسكرية القاضي سامي صادر وبرنار متهم مع السوريين محمد واحمد خفاجي اللذين يحاكمان غيابياً والاخيرين متهمان بتأليف جمعية بقصد النيل من سلطة الدولة وهيبتها بالمرافقة على شحن ونقل اسلحة وذخائر حربية دون ترخيص بالباخرة التي تعود ملكيتها الى محمد في حين ان احمد يعمل قبطاناً عليها وذلك بتمويه العملية لعدم انكشافها وعدم ابلاغ السلطات المختصة عن الحمولة بقصد ارتكاب افعال جرمية في حين اقدم برنار وهو على علم بحمولة الباخرة بعد وصولها الى المرفأ بالموافقة على تخليص اوراقها واخراج الحمولة مقابل مبلغ مالي قدره 60 الف دولار اميركي وعلى تزوير اوراق الشحنة والمانيفست بوضع اسم شركة وهمية عليها، وقد استجوب برنار قبل سماع افادات الشاهد مطاوع عمر ريما الذي يبدو انه هو من وابلغ السلطات اللبنانية بامر الباخرة والشاهد الآخر الوكيل البحري فؤاد جوزف عازار.
وقد اكد برنار الذي كان يعاني من صعوبة في الكلام جراء بحة في صوته انه يعمل كوكيل بحري وهو قدم العلم والخبر للباخرة لطف الله وان المدعو ريما اكد له ان يريد شحن 3 مستوعبات من ليبيا فرد عليه بضرورة ان يقدم له كتاب عن الحمولة والباخرة، وهنا سأله العميد عن العمولة التي طلبها وهي 100الف دولار في حين ان مطاوع اعطاه 60 الف دولار، فرد برنار ان قيمة تأمين كل مستوعب تبلغ 2500 دولار و5000 دولار رسم الباخرة وهو قدم علم وخبر بمجيء الباخرة ولم يكن يعلم انها تحتوي على اسلحة.
واكد برنار انه قبض 7000 دولار قبل 24 ساعة وفي اليوم الثاني قبض 5000 دولار قبل وصول الباخرة لدفع الرسوم وهو علم بوجود السلاح عندما اوقفت الباخرة وكان في مكتبه مع ريما الذي لم يقل لاي جهة آتية وهو فقط اكد له ان المستوعبات الثلاث هي له.
وقد ادخل بعد ذلك الشاهد فؤاد عازار الذي اكد ان لا علاقة تربطه بخفاجا سوى العمل لانه يعمل وكيل بحري، وان مطاوع اتصل به لابلاغه بانه يريد ان يقوم بشحن باخرة تحمل مستوعبات من ليبيا، لذا فهو اتصل بخفاجا الموجود في مصر وهو لديه عدة بواخر تحمل اسم لطف الله 3 و4، وان الباخرة لطف الله 2 محملة بزيوت للسيارات، وهو علم بحمولة الباخرة قبل يوم واحد عندما اتصل به خفاجا وقال له انها تحتوي سلاح فاقفل الهاتف بوجهه ولكن خفاجا عاود الاتصال به وقال له انه يمازحه .
ونفى عازار علاقته ببرنار في حين اكد انه استأجر الباخرة ولم يحصل على شيء لان الباخرة اوقفت وقد ازالت المحكمة الغرامة المفروضة بحقه بعدما تمنع عن حضور الجلسة السابقة.
تنسيق مع العميد حسن
اما الشاهد مطاوع ريما فهو المخبر الذي ابلغ السلطات اللبنانية عن حمولة الباخرة وهو من الاشخاص الاساسيين في الملف لانه كان صلة الوصل، حيث ان ابن عمته غسان ياسين هو من اتصل به من السعودية لاجل هذا الامر فقصد السعودية حيث اكد له ابن عمته الذي كان برفته شريكه حسن شبلي انه يريد شحن مواد عذائية الى لبنان للنازحين السوريين وهناك تعرف الى «ابو جندل» «وابو حسن حموي» وهم من التابعية السورية، في حين لفت ريما ان ابن عمته لديه مكتب للاتصالات وعن ان كان بين الحاضرين اشخاص سعوديين نفى ريما ذلك واكد انه اجتمع بالسوريين عند المغرب في سوق جدة الدولي وكان الحديث يتعلق بالشحنة التي اكدوا انها مواد غذائية وفي اليوم الثاني تم مفاتحته ان المستوعبات تحتوي على اسلحة، فرفض بداية الامر وعاد الى بيروت ثم قصد السعودية واتفق واياهم ان يسافر الى مصراطة في ليبيا لكنه عاد وعمل على حل الامر عبر «السكايب» ,وعن الجهة التي ستستلمها اكد ريما ان شخصاً يدعى «ابو كرمو « قصده في الليلة السابقة لوصول الباخرة حيث اكد انه سيستلم الحمولة عندما تصل الى البر, حيث ستكون الشاحنات والعمال والمخابىء الموجودة في عكار جاهزة وانه اعطي رقم هاتف ليتصل به عند وصول الشحنة.
كما اكد ريما ان الباخرة كانت آتية باسمه لكنه طلب من برنار تغيير الاسم ووضعها باسم شركة وهمية وان برنار لم يكن يعلم بحمولة الباخرة وانه طلب منه تغيير الاسم بعدما اكد له عدم قانونية ذكر اسمه لانه عميل جمركي , فرد العميد على ريما قائلاً انه تكلم مع ابو حسن «على السكايب» بحضور برنار فرد ريما بالايجاب لكنه اكد الاخير اصابه الرعب ولكنه عاد وقبل بالامر وقد اعطيته 12 الف دولار بعدما كان ابو حسن طلب اعطائه 60الف دولار وهنا سأله العميد كم عمولة باخرة زيت رد ريما بانها تبلغ 2000 دولار.
وهنا عاد العميد ليسأل برنار عن معرفته السابقة بان الشركة وهمية خصوصاً ان ليس لديها عنوان رد الاخير بانها ليست وهمية لان ريما اعطاه الاسم وانه هو المسؤول عنها وهو على ثقة به، وعن ما قاله ريما انه كان يعلم قبل 12 ساعة ان الحمولة هي اسلحة وانه طلب في البداية 100الف دولار وانهم قرروا اعطاءه 60الف دولار، رد انه اعطى 5000 دولار لعامل لديه ليقوم بتخليص معاملات الباخرة وانه لم يدفعا لان الباخرة احتجزت وهو لا ينزل شخصياً لاجراء المعاملات بل يرسل العامل لديه.
اما مطاوع فاكد انه لم يعرف احد من الذين يريدون استلام الاسلحة غير «ابو كرمو» وان الباخرة وصلت عند السابعة والنصف وتم حجزها عند الساعة التاسعة وبقيت ساعة ونصف ونقلت بعدها الى مرفأ سلعاتا وهو اكد لـ «ابو كرمو» انه عند وصولها سيتصل به وهو نسق في هذا الامر مع مديرية المخابرات والعميد عامر الحسن وان المدعو منقذ الامين الملقب بـ «ابو ناصر» والذي حمل الباخرة في ليبيا اتصل به بعد 20 يوما من توقيف الباخرة وهدده قائلاً ان ملفه عندهم وهو حلل دمه، واكد ان موضوع الباخرة لم يعلم به الا العميد الحسن وشخص كان يعمل لديه اسم سليم القلمون وهو اختلف معه ولم يعد يعمل لديه.
كما اكد ريما ان قبطان السفية هو شقيق صاحبها وهو لم يكن يعلم في البداية انها تحمل تحتوي سلاحاً وهو علم اثناء الرحلة حيث اتصل بشقيقه. وفي الختام اكد برنار انهم يريدون الافتراء عليه وهنا استمهلت وكيلته المحامية ريما للمرافعة وارجئت الجلسة الى 13-12-2014.
جلسة علنية اصبحت سرية
اما ملفات الارهاب فهي اليوم الموضع الغالب في المحكمة العسكرية نظراً لما يشهده العالم العربي ولبنان تحديداً من هذه الموجة وقد احضر المدعى عليه حمزة محسن صلح وكيلته، المحامية عليا شلحا امام المحكمة بتهمة الانضمام الى صفوف تنظيم سلح بهدف القيام باعمال ارهابية وعلى الاتجار بالاسلحة الحربية والذخائر.
حمزة اكد ان افادته الاولية ادلى بها تحت الضرب، لكنه يؤيد بما جاء في افادته امام قاضي التحقيق العسكري، وشرح للمحكمة كيفية وصوله الى يبرود السورية حيث اكد انه تربى في دار ايتام بعدما حكم على والده الذي قتل الذين قتلوا اباه وشقيقه وهو هرب من لبنان في ايلول 2012 قاصداً خالته التي تعيش في يبرود بعدما هدد بحرق قلب والده عن طريق قتله وعندما سافرت خالته الى كندا عاد الى لبنان، واكد انه تعرف هناك الى المدعو مسقال حمامة وابو علاء واكد انه تم عرض عليه السلاح لكنه رفض، وهو نفى ان يكون يعرف احياء دمشق وهو لم يقصداها ابداً انما يعرف فقط يبرود والجبة في القلمون حيث تسكن خالته الثانية وانه اعطى اسم حي جوبر الذي كان يتردد اسمه امامه من قبل مسقال وهو اصيب برصاصة هناك ونقل الى مستفى ميداني هناك , كما اكد ان مسقال اهداه رشاشاً وعند سؤاله عن سبب هذه الهدية اكد انه لن يتكلم بوجود مساجين رومية وهنا تدخلت وكليته لتقول ان هناك خطر على حياته ان تكلم، عندها تقرر تحويل الجلسة الى سرية.