من المعلوم أنّ إيران تدعم وتموّل عددًا من المجموعات في العراق وكانت الحليف الأوّل لرئيس الحكومة السابق نوري المالكي وحزب “الدعوة” الذي يرأسه، كذلك فإنّ زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر على علاقة وثيقة بإيران ولكنه ليس مقربًا بما فيه الكفاية من رجالها في العراق، إذ إنّه يتمتّع بطريقة خاصّة بالتفكير يوافق أو يرفض على أساسها الأفكار وفقًا لمصالحه، وكذلك الأمر بالنسبة لزعماء عراقيين آخرين بارزين على الساحة، ولهذا السبب لا يوجد نسخة مطابقة لـ”حزب الله” – لبنان في العراق، وهذا ما ساعد “داعش” على مهاجمة الموصل والوصول إلى بعد عشرات الأمتار من مقام الإمامين العسكريين في سامراء، شمال بغداد.
وقال مسؤول إيراني مطلع على الأوضاع في العراق في حديث لـ”المونيتور” إنّ قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الحاج قاسم سليماني ورجاله أظهروا أنّ إيران تهتم بالعراق كدولة، وقد ذهب بنفسه وقاتل مع متطوعين عراقيين، معتبرًا أنّه لو لم يذهب لكانت “داعش” دمّرت مقامات أهل البيت. من هو نصرالله 2؟ وبحسب “المونيتور”، فإنّ إيران تبذل جهدًا كبيرًا من أجل توسيع تأثيرها الديني والسياسي في العراق، ولا يُمكن لأحد أن ينفي الوجود الإيراني على الأرض. كما ظهر مؤخرًا رجل الدين السيّد هاشم الحيدري، في الساحة السياسية والعسكرية لا سيّما خلال عاشوراء حيث كان فاعلاً وناشطًا، معطيًا المسار الإيراني في الدول العربية المجاورة شرعية محليّة قويّة.
وأظهرت أشرطة فيديو الحيدري وكأنّه النسخة الجديدة من الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ملقيًا خطابات نارية ومتمتعًا بكاريزما قوية كما يتمتع بعلاقات متينة وقوية مع المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي.
وقال مصدر مسؤول لـ”المونيتور” إنّ ما يحدث في العراق مشابه لحد بعيد لما حصل في البوسنة، حيث دعمت إيران المسلمين ضدّ الرئيس اليوغسلافي سلوبودان ميلوسيفيك، في حين أظهرت الولايات المتحدة الأميركية دعمها اللفظي فقط، كذلك الأمر في العراق. فبتدخل إيران ومشاركة متطوعين من القوات العراقية و”البشمركة”، تمكنت القوات العراقية من إستعادة عدد من البلدات، في الوقت الذي لم تحقق غارات التحالف أي شيء على الأرض.
وبحسب المسؤول فإنّ المشاركة الإيرانية في المعركة مع “داعش” في العراق لا تزال في إطار الخبراء العسكريين ومئات الضباط المدرّبين جيدًا، ولكن إيران بجهوزية تامّة لتعزيز تدخلها إذا ما طلبت الحكومة العراقية ذلك، بحال احتاجت المعركة لهكذا تدخل.
تدخلٌ محدود لـ”حزب الله” وقال مصدر عسكري عراقي إنّ عشرات الخبراء اللبنانيين المدربين جيدًا قدموا إلى العراق من أجل مساعدة في الإدارة العسكرية للمعركة، لافتًا إلى أنهم لا يقاتلون لكن يساعدون عبر تكتيكات بما أنّهم خبراء بهذا النوع من المعارك، وأشار إلى أنهم يفهمون عقلية مقاتلي “داعش” أكثر من أي أحد على الأرض.
ومع ذلك، يستبعد المسؤول، لحد الآن، أي تدخل عسكري مباشر من قبل مقاتلي “حزب الله”. ويضيف المصدر: “إنّ المقاتلين العراقيين، القوات العراقية والمتطوعين يستطيعون إنهاء الحرب بأنفسهم”.
المونيتور