تتقاطع معلومات عدة مواكبين لمزاج العماد عون عند تبدُّل جذري في استراتيجيته للوصول إلى بعبدا: هناك أولا اتفاق ثابت ونهائي مع حزب الله على أن يكون عون مرشحه الوحيد لرئاسة الجمهورية، مهما كانت العروض والضغوط.
ولا شيء بتاتا في حسابات العونيين يمكن أن يعوض للحزب خسارته حليف الضراء، لا التفاهم الآني مع تيار المستقبل ولا الإيقاف الآني أو الاستعراضي للتحريض.
ووضع انتخاب عون ثانيا في سياق معالجة شاملة للنظام المأزوم طالما يساير رئيس المجلس قوى 14 آذار في رفضها الذهاب إلى مؤتمر تأسيسي، بعدما أثبت اتفاق الطائف عجزه عن تسيير المؤسسات وتوفير تقاسم عادل للسلطة وتفعيل الوزارات وتأمين إنماء متوازن.
ولا شك، بالتالي، في أن الخطاب العوني سيشهد في الأيام المقبلة عودة واضحة إلى مفردات 2005، في ظل اقتناع العونيين اليوم بأن مشكلتهم ليست فقط مع تيار المستقبل إنما مع حركة أمل والحزب التقدمي وكل مكونات النظام اللبناني بين عامي 1990 و2005 التي تحاول أن تحافظ على تقاسمها المستمر للسلطة على ما هو عليه، بما في ذلك حصة المسيحيين.