بعيدا عن حيثيات وملابسات الخبر المرتبط بإقدام تنظيم «داعش» الإرهابي على إعدام الشهيد الجندي عباس مدلج ذبحا والذي أشعل الأراضي اللبنانية غضباً، وتحت عنوان مساعدة الدولة اللبنانية المربكة، دخلت ولم ولن تتوقف الوساطات الخارجية على خط قضية العسكريين المخطوفين من كل حدب وصوب وأقوى هذه الوساطات وأهمها هي الوساطة القطرية التي يتولاها ضابطان رفيعي المستوى في الإستخبارات القطرية التي لديها القدرات والإمكانات الكبيرة للتواصل المباشر والضغط على المسلحين الإرهابيين لا سيما مسلحي تنظيم داعش الإرهابي. هذا ما قالته أوساط سياسية واسعة الإطلاع على ملف الوساطات الجارية في ملف العسكريين المخطوفين. مضيفة بأنه إلى جانب الوساطة القطرية هناك ايضاً وساطات متعددة ومتنوعة بعضها معلن وبعضها الآخر غير معلن يعمل في كواليس أروقة القنوات السرية التي تسمح بمخاطبة ومحادثة الخاطفين الإرهابيين الذين وجدوا أنفسهم أمام سيل من الضغوطات العديدة لوقف عمليات إعدام العسكريين وإعطاء المفاوضات مع الدولة اللبنانية مداها للوصول إلى خاتمة سعيدة لا تزال شروطها غير متوفرة حتى اشعار آخر.
الأوساط أشارت الى أنه وعلى الرغم من انطلاق حراك الوساطات الخارجية لحلحة هذا الملف إلا أن كل المعطيات المرتبطة بهذا الملف لا تزال تشير إلى أن هناك تعقيدات كبيرة لا تزال تثقل هذا الملف وتهدد في أي لحظة في تعقد او تعثر او حتى توقف الإتصالات الجارية في كواليس الأروقة السياسية والدبلوماسية بشأن ملف العسكريين المخطوفين سيما أن الوساطات الجارية على خط هذا الملف تشير وبحسب معلومات خاصة بـ «الديار» بأنها لا تزال في بدايتها وعلى ما يبدو من معطيات ومؤشرات عديدة فان هذه الوساطات الرامية أولا إلى وقف عمليات ذبح العسكريين، وثانيا إلى اطلاق سراحهم في أسرع وقت ممكن، سوف تستغرق وقتا طويلا قبل أن يلوح أي بصيص أمل في نفق هذا الملف المظلم الطويل.وتشير المعلومات عينها الى أنه بالتوازي مع حماوة حراك أهالي العسكريين المخطوفين فإن هناك ثمة اتصالات مكثفة تجري على أكثر من خط من أجل التواصل مع المسلحين الإرهابيين لثنيهم عن إعدام أي عسكري جديد من بين الرهائن المخطوفة لديهم#0236 وفي هذا الإطار تتحدث المعلومات على أن هناك قنوات اتصال خارجية توفرت في الساعات الماضية مع الخاطفين من أجل عدم تنفيذ تهديداتهم بإعدام اي من العسكريين وذلك افساحا في المجال أمام الوساطات الجارية كي تأخذ مداها الكافي لبلورة الحلول الناجعة المقبولة من الجميع في هذا الملف، خصوصا أن الوسطاء نقلوا بشكل واضح للمسلحين الإرهابيين بأن الدولة اللبنانية سوف تتخذ اجراءات تصعيدية غير متوقعة في حال اقدام المسلحين على اعدام أي رهينة من الرهائن المخطوفين.
وفي هذا الإطار، قالت مصادر دبلوماسية بارزة بأنه لا تزال البيئة المتفاعلة مع الفكر التكفيري الإرهابي في بعض المناطق اللبنانية تشكل هاجسا ومصدر قلق كبير عند القوى الدولية والإقليمية المعنية والمهتمة في الحفاظ على أمن واستقرار لبنان وحماية سلمه الأهلي سيما أن تلك القوى معنية أيضا في محاربة الإرهاب التكفيري كما أنها مطلعة استخباراتيا على مخططات هذا التنظيم في سوريا والعراق والدول المجاورة لهما، وهذه القوى هي ضمن هذا السياق تستنفر جهودها العسكرية والإستخباراتية في المنطقة لمحاربة «داعش» في كل المنطقة ومنها لبنان الذي تشير التقارير الأمنية بأنه أحدى أكثر الساحات عرضة للهجمات الإرهابية التكفيرية من قبل تنظيم «داعش» الذي لم يتوانى مؤيدوه في ارسال الرسائل التهديدية إلى الطائفة المسيحية في لبنان وذلك لشعورهم ومعرفتهم بمدى قوة هذا التنظيم وبمدى توسع حضوره ونفوذه على الساحة اللبنانية. مضيفة بأن هذا التهديد للمسيحيين ظهر بأكمل صورة في مدينة طرابلس التي شهدت مؤخرا جدران كنائسها المسيحية تهديدات موتورة بقدوم «داعش» إلى لبنان لإرتكاب الفظائع والإنتهاكات التي يرتكبها هذا التنظيم بكل وحشية وبربرية في سوريا والعراق على أرض لبنان بحق المسيحيين وبحق كل من يخالف أفكاره ونزعاته الظلامية المتخلفة .
المصادر أشارت الى ان التقليل من خطر البيئة المتفاعلة مع الإرهاب التكفيري في لبنان هو أمر في غاية الخطورة لكونه يجافي الحقيقة الدامغة التي تثبتها الوقائع والأحداث، وما يزيد من خطورة هذا الأمر يكمن في أنه يأتي من مسؤولين مطلعين على حقيقة الأوضاع ومع ذلك ولأسباب مرتبطة بحسابات سياسية وشعبوية ضيقة تتعمد بعض القوى السياسية في لبنان في التخفيف من الخطر الأرهابي مع العلم بأن هذه السياسة التخفيفية للخطر الأرهابي قد ساهمت بشكل مباشر في التسبب في احداث عرسال التي أدت إلى النتيجة الماثلة أمام الرأي العام والمتمثلة في تعرض الجيش للهجوم الغادر السافر على مواقعه في عرسال ومحيطها والذي اسفر عن سقوط خيرة الشهداء والجرحى من جنود وضباط الجيش ، والذي اسفر ألى تمكن المسلحين الإرهابيين من خطف الجنود العسكريين التي لا تزال حياتهم بخطر جراء تعثر وصعوبة الوساطات الجارية لإطلاق سراحهم غير المؤكد لحد هذه اللحظة بحيث أن حياة هؤلاء العسكريين يبقى مصيرهم محكوم بنفس مصير الشهيد علي إلى اللحظة التي تنجح فيها الوساطات في الإفراج عنهم وعودتهم سالمين إلى وطنهم وجيشهم وأهلهم.
المصادر شددت على ضرورة الإسراع في إيصال المساعدات العسكرية للجيش والقوى الامنية في اسرع وقت ممكن سيما أن الخطر التكفيري يتنامى ويتصاعد في لبنان وهذا الخطر المتنامي يمكن الركون إليه من خلال التقارير الأمنية التي تتحدث على أن هناك أطيافاً كبيرة من المسيحيين والدروز والشيعة وحتى بعض المسلمين السنة بدأوا يتسلحون ويشترون السلاح بوتيرة عالية كما أن تلك الاطياف من المجتمع اللبناني باتت تجاهر على مواقع التواصل الإجتماعي بأن لديها مجموعات تحمل السلاح وبأن تلك المجموعات بات لديها أمن ذاتي حيث تتولى أفراد تلك المجموعات المسلحة أعمال الحراسة والمراقبة في الليل وفي النهار لحماية قراهم وأهلهم تحسبا لأي هجوم مفاجئ قد يشنه مسلحو تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) او «جبهة النصرة»، خصوصاً بعد المعلومات المتداولة عن احتمال قيام كل من مسلحي التنظيمين بسلسلة هجمات أرهابية في بعض المناطق اللبنانية وذلك لترويع المواطنين وكسر هيبة الدولة وجر البلاد نحو مستنقعات الفتنة الطائفية والمذهبية خصوصا أن المعلومات تشير بأن هذه الهجمات ستستهدف قرى وبلدات على أساس الإنتماء الطائفي والمذهبي وذلك من خلال ارتكاب جرائم ومجازر وفظائع وخطف الأبرياء على اساس الهوية الطائفية والمذهبية.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...