يشير خبير إستراتيجي الى أن المعركة في بريتال لم تنته وهناك استعدادات كبيرة يتحضر
لها المسلحون، في ظل استنفار واسع للجيش اللبناني في مختلف مناطق البقاع الشمالي
تحسبا لتجدد المواجهات، مبديا تخوفه الشديد من بروز تداعيات هذه المعارك على ملف
العسكريين المخطوفين لدى التنظيمات المسلحة، وبالتالي من تدهور وضعهم كرد انتقامي
من الخاطفين على الجيش اللبناني وحزب الله.
ويقول إن الحزب رفع جهوزية
مقاتليه إلى أعلى درجاتها تحسبا لأي مفاجآت، بعد عودة مسلحي «النصرة» الى مهاجمة
مواقعه ومواقع للجيش السوري النظامي في عسال الورد والزبداني، ما يؤكد أن الجماعات
المسلحة مصممة على الاستمرار في حربها، وأن العمليات العسكرية المرتقبة ستكون ضمن
إستراتيجية تحرير قرى القلمون والسيطرة على بلدات لبنانية شيعية، خصوصا تلك التي
تشكل بيئة حاضنة لحزب الله، إضافة الى ردع الحزب عن مشاركته في الأزمة السورية
وانسحابه من هناك، إلا أن الحزب واع لكل هذه المعلومات وهو في جهوزية تامة.
وتشير مصادر بحسب تقارير إعلامية الى أن المسلحين يكادون يستنفدون احتياطهم من
الأغذية، فيما هم استنفدوا فعلا كل محاولات فتح ثغر في الحصار المضروب عليهم، في كل
الخطوط الجبلية الممتدة جنوب عرسال.
لذلك، يرجح أنهم قرروا العودة إلى خيار
«عرسال 2»، أي خيار تنفيذ هجوم ثان على البلدة نفسها. فهي الخاصرة الأشد رخاوة في
الطوق المضروب عليهم، في حسبانهم. يعرفونها جيدا، لهم فيها عشرات آلاف النازحين.
إضافة إلى الاعتبار المذهبي الذي يجعل منها معقلا، يعقد على الجيش عملية تحريرها،
كما يحسبون.
لكل تلك الأسباب ولسواها، يرجح أن القرار قد حسم لدى الإرهابيين
ببدء التحضير لـ «عرسال 2». لكن ضمان نجاح الجزء الثاني من الغزوة يقتضي الاستعداد
له بشكل أفضل من استعدادات الجزء الأول. وأبرز الاستعدادات محاولة إضعاف الجيش،
وإشغاله في مواقع أخرى لإلهائه.