صمت السلطة عن جرائم جبهة النصرة، وآخرها قتلهم الجندي محمد حمية (بعد خطفهم وصلبهم المواطن
اللبناني كايد غدادة والسوري محمد عبده عجاج)، بعث برسالة ضعف واضحة إلى
الإرهابيين، وجعلهم أكثر جرأة على التهديد بما هو أخطر: احتلال عرسال. فما تُجمع
عليه القوى الساسية ان الجيش لن ينفذ عملية عسكرية تهدف إلى تحرير المخطوفين. ولما
اطمأن الخاطفون إلى ذلك، عادوا يتحركون بوقاحة. فعلى سبيل المثال، استمروا بنقل
جرحاهم إلى مشفى الرحمة في عرسال، بوتيرة شبه يومية. وأكثر من ذلك، تكشف المعلومات
أن «جبهة النصرة» لا تحتجز العسكريين المخطوفين في مغاور في الجرود، بل في منزل من
طبقتين يقع على أطراف بلدة عرسال بالقرب من المخيم المعروف بـ«مخيم النَوَر». وذكرت
المعلومات أن المنزل نفسه استُخدم سابقاً لاحتجاز صحافيين غربيين خطفوا في سوريا
وأُطلقوا مقابل مبالغ مالية. وحينذاك لعب نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي
والشيخ مصطفى الحجيري دوراً بارزاً في إيصال الفدية إلى الخاطفين وتسلما المخطوفين
ونقلاهم إلى عهدة فرع المعلومات.
وتكشف مصادر في المعارضة السورية لـ
«الأخبار» أن «النصرة» عاودت التهديد باقتحام عرسال مرة جديدة في حال لم يُستجب
لمطالبها. وتلفت المصادر إلى أنها لن تكتفي بالضغط عبر قتل جنود الجيش فحسب، لكون
قيادة «النصرة» باتت ترى أن الوضع الميداني يجري لمصلحتها.
تشير المعلومات إلى
أن «النصرة» تحتجز المخطوفين في منزل احتُجِز فيه صحافيون غربيون سابقاً
وتشير المصادر نفسها إلى أن أمير «النصرة» في القلمون «أبو مالك التلّي» رفض
وساطة مشايخ لبنانيين طلبوا إليه التراجع عن قتل العسكري محمد حمية، كما رفض
الطروحات التي عرضوها للتدخّل في المفاوضات لاعتباره أن «أفق أي تفاوض مُقفل مع
الحكومة اللبنانية بسبب ضغط حزب الله». ورغم أن مسلحي جرود عرسال فقدوا حرية الحركة
بين الجرود والبلدة، إلا أنهم يصعّدون من نبرة التهديد. فطوال اليومين الماضيين،
كانوا يقولون للذين يتواصلون معهم إنهم يعدون العدة لتنفيذ عمليات ضد الجيش
اللبناني، سواء في محيط عرسال أو في مناطق لبنانية بعيدة عن خطوط التماس البقاعية