كل الطاقم السياسي في البلاد والناخب الاساسي في معركة رئاسة الجمهورية «متفاجئ» ومصدوم وبعضه لم يصدق في ما ينقل اليه من اخبار ومعلومات عن الاعجاب الاميركي بالعماد ميشال عون والسعي لوصوله الى سدة الرئاسة الاولى حتى ان هؤلاء وحسب مصادر سياسية متابعة لملف الاستحقاق الرئاسي يؤكدون ان اللقاءات بين السفير الاميركي ديفيد هيل والعماد عون، tete a tete تجاوزت الـ 22 اجتماعا خلال شهر ونصف، بالاضافة الى اجتماعات يومية مع طاقمه الرئاسي وبالتحديد مع الوزير جبران باسيل ووزير التربية الوطنية الياس ابي صعب مهندسي علاقاته مع الادارة الاميركية، وتشير المعلومات الى ان السفير هيل، يقوم بتسويق عون للرئاسة وحاول جاهداً مع النائب وليد جنبلاط كونه «بيضة القبان»، فلم «يفلح» لا من قريب او بعيد، في حين يعمل السفير الاميركي وعبر المسؤولين الاميركين في واشنطن على تسويق عون مع الادارة السعودية، واذا تم اقناع المملكة فعندها «عونك جايي من الله» لان ايران لا يمكن ان تضع «فيتو» على ترشيح عون وتستطيع اقناع الرئيس نبيه بري في هذا الخيار.
وتضيف المصادر السياسية، ان الادارة الاميركية مقتنعة ان العماد عون قادر على ادارة التوازنات المحلية بين 8 و14 آذار، وكذلك الاقليمية بين السعودية وايران، وهذا ما يساعد على الاستقرار، وتنطلق الادارة الاميركية من فرضية ان عون ليس من 8 آذار ولا 14آذار، ولا هو للسعودية ولا ايران، وليس فرنسياً نتيجة علاقاته المتوترة معها وان عون ابدى استعداده لفتح كل قنوات الاتصال مع الادارة الاميركية لقناعة عنده ان اميركا هي الناخب الاكبر مع السعودية وايران، وان سوريا ليست ناخبا لكنها تستطيع وضع «الفيتو» على الاسم وهي لا يمكن ان تضع «فيتو» على اسمه حيث يعمل عون بنظرية عدم تكرار تجربة 1989 وانحيازه الى الخيار الفرنسي وتعلّم من هذا الدرس جيداً.
وتتابع المصادر السياسية «ان جنبلاط لا يخفي اعجابه وانحيازه الى رئيس وسطي من الشمال، وهو يقول انه يعمل لهذا الخيارمع الرئيس بري، لكنه قال لزميل اعلامي ان المشكلة ان الاميركيين لا يريدونه.
ومن المعلوم ان جنبلاط لا يمكن ان يمشي بترشيح العماد عون، وهو بالاساس يرفض رئيساً مسيحيا قويا من جبل لبنان وهو يفضله من الاطراف لادراك جنبلاط ان الرئيس المسيحي القوي من جبل لبنان سيأتي على حساب قوة
الدروز وموقعهم ولان من «يحكم الجبل يحكم لبنان»..
وبالتالي لا يمكن لجنبلاط ان يوافق على رئيس مسيحيي قوي فكيف اذا كان العماد ميشال عون حيث «لا كريزما» بين الرجلين من معارك سوق الغرب عام 1989، وحتى اليوم. وبالتالي يفضل جنبلاط رئيسا وسطيا مسيحيا قادرا على الحفاظ على البلد لا يكرر تجربة الرئيس اميل لحود وانحيازه لفريق ضد اخر.
وتتابع المصادر السياسية المطلعة ان جنبلاط هو على توافق تام مع بري في الملف الرئاسي ويحاولان اقناع الرئيس سعد الحريري بوجهة نظرهما لجهة تركيب «سيبة» ثلاثية للمرحلة القادمة تتحكم بالمفاصل، واستمرار «الستاتيكو» الحالي، ولذلك فان جنبلاط مع تسوية، شبيهة «بتسوية» الحكومة وان تعمم لتطال رئاسة الجمهورية عبر شخصية وسطية على نهج تمام سلام وان تسري هذه المعادلة على الانتخابات النيابية القادمة اواخر العام الحالي.
لكن المصادر السياسية تعتقد ان الادارة الاميركية «براغماتية» وتحاول جس «النبض» وستسير بالمرشح الذي يحظى بموافقة الجميع في النهاية، رغم ان الادارة الاميركية في محاولة تسويقها للعماد عون في السعودية تحاول تأمين الغطاء السني له في حين ان الغطاء الشيعي متوافر وكذلك الغطاء المسيحي عبر تأمين دعم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وعندها يتم تأمين الغطاء المحلي والعربي والدولي للعمان عون.
لكن السؤال «ماذا قدم العماد عون من ضمانات للادارة الاميركية لتسويقه بهذا الحماس من قبل السفير الاميركي؟ وعلى ماذا تراهن الادارة الاميركية وعلى اي دور للعماد عون؟ وما هو المطلوب منه في هذه المرحلة؟ لكن اللافت ان الادارة الاميركية لم تعد تخفي دعمها لعون ولم يعد عون خجولا بلقاءاته الاميركية ومسار الامور مرهون بالايام القادمة.
الديار
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...