هل انتهت الجولات التي قام بها رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط من دون تسجيل أي خرق سياسي مع سائر الزعامات والقيادات التي التقاها؟
المقرّبون من رئيس الحزب الإشتراكي يتحدّثون بصراحة بأن هذه الجولات لم تحقّق أو تزحزح أي طرف عن مواقفه، لا سيما وأن سيد المختارة كان واضحاً مع جميع الذين التقاهم، ولا سيما المرشّحين منهم إلى الرئاسة الأولى، كالعماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع، حيث أكد لهم أنه متمسّك بترشيح النائب هنري حلو، واستفاض في شرحه لهم بأنه لا يمكن اعتباره مرشح تحدٍّ لأي طرف، مع أنه يقدّر حيثيتهم وتاريخهم، وبالتالي فهو ألمح أمامهم إلى أن باب الحوار مفتوح للتوافق على أي مرشّح تسووي. وهنا، يقول نائب ماروني أن جنبلاط يريد الوصول إلى هذا المعطى في النهاية، وهو على هذه الخلفية انطلق في جولاته ويجاريه في هذا الموضوع الرئيس نبيه بري الذي يواكب الحركة الجنبلاطية أولاً بأول، ويتلقى النتائج من صديقه الجنبلاطي من خلال موفدين، باعتبار أن رئيس المجلس النيابي هو أيضاً مع أي مرشّح توافقي وقد يكون متوافقاً عليه مع جنبلاط وبالإسم، وربما هو صديق لكليهما.
ويتابع النائب الماروني نفسه، أن الرئيس سعد الحريري يؤيّد مساعي بري وجنبلاط، وكذلك هو الواقع بالنسبة إلى بكركي، كون التوافق هو المخرج الوحيد لإتمام الإستحقاق الرئاسي، وأن الجميع بانتظار تسوية رئاسية إقليمية ـ دولية ستؤدي إلى انتخاب شخصية غير صدامية، أي أنها لا تنتمي إلى الإصطفاف السياسي الحاصل، وإن كانت ظروف هذه التسوية لم تنضج بعد كما كشف جنبلاط للذين التقاهم خلال الأسابيع الماضية. كذلك ردّد جنبلاط في جولاته الأخيرة مخاوفه من إطالة أمد الفراغ الرئاسي لدى إجابته على تساؤلات بعض القوى الفاعلة في 8 كما في 14 آذار، وكان يعزو تلك المخاوف إلى المناخ السلبي الذي يسود العلاقات الإيرانية ـ السعودية، فيربط بالتالي ما بين العلاقة بين الرياض وطهران، والأزمة الداخلية، وذلك استناداً إلى المحطات السابقة، حيث كان كل استحقاق يفترض توافقاً بين القيادتين الإيرانية والسعودية.
وفي سياق متصل، كشف النائب ذاته، عن إنزعاج شديد عبّر عنه جنبلاط في الفترة الأخيرة جراء عمليات الأمن الذاتي المسجّلة في بعض القرى الحدودية مع سوريا، مستنكراً الحديث عن تسلّح فردي، في الوقت الذي يستطيع الجيش اللبناني النهوض بمسؤولية الحفاظ على الأمن في كل المناطق من دون استثناء، كذلك أكد جنبلاط، كما أضاف النائب نفسه، إستياء رئيس «الإشتراكي» من بعض مناظر الشبّان الذين ارتدوا قمصاناً سود كُتب عليها «حرّاس الجبل»، معتبراً أن البلديات المحلية التي تنسّق مع القوى الأمنية تقوم بواجباتها كاملة، ولا حاجة لأي مظاهر مسلّحة في قرى الجبل. داعياً بالتالي، إلى إلغاء كل هذه المظاهر بشكل فوري، وإلى الإلتفاف حول المؤسّسة العسكرية وترك البلديات لتنسّق مع الأجهزة الأمنية المختصة. مشيراً إلى مرحلة أمنية صعبة مقبلة إنطلاقاً من الوضع المتفجّر في المنطقة، والتصعيد السياسي الحاصل على الساحة الداخلية، مشدّداً على أهمية التنسيق بين «حزب الله» وتيار «المستقبل» كونه السبيل الوحيد لتنفيس الإحتقان المذهبي.
وقد أردف النائب نفسه، أن الأمر اللافت في سياق الجولات الجنبلاطية، أنها لم تشمل قرى وبلدات إقليم الخروب التي كان يزورها جنبلاط بشكل أسبوعي، وذلك بسبب التحذيرات الأمنية، مع العلم أن الخطاب السياسي المسجّل في بعض المناسبات في هذه القرى لا يتطابق مع توجّهات جنبلاط، حتى أن البعض منها كان شكّل إحراجاً له وبدأ يؤثّر بشكل سلبي على الحضور التاريخي الجنبلاطي في الإقليم. هذا بالإضافة إلى أن جنبلاط يأخذ في الإعتبار خصوصية تيار «المستقبل» في إقليم الخروب، وهو لهذه الغاية لا يرغب في اقتحام هذه الخصوصية، ويعمد إلى تأجيل جولاته على بعض بلدات المنطقة بانتظار الظروف الملائمة.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...