لم يدخل ملف امني سوق المزايدات كما حصل في قضية العسكريين المخطوفين لدى «جبهة النصرة« و«داعش» حيث فتحت اكثر من شهية سياسية وامنية ومذهبية للولوج الى الحلبة لاسباب عدة، تقول اوساط متابعة للملف، بعضها يتعلق بمصالح شخصية وبعضها يتجسد باستغلال المسألة لحسابات معروفة او للظهور واثبات الوجود على قاعدة «خالف تعرف»، ولعل المضحك المبكي ان بعض المتاجرين في هذه القضية باتوا نجوما على الشاشات الصغيرة، يخترعون التحركات لاجتذاب اضواء الكاميرات، في وقت يدفع اهالي العسكريين الثمن من اعصابهم بينما بعض الناشطين على المسرح السوداوي لا علاقة لهم من قريب او بعيد بالمخطوفين من العسكريين، وعلى الرغم من ذلك فقد تفرغوا للأمر لمآرب اخرى ربما تكشف خيوطها المجريات ما يطرح الكثير من الاسئلة وعلامات الاستفهام حيال القضية بخلفياتها وابعادها.
وتضيف الاوساط ان ابرز ما يثير الريبة والتساؤل يتمحور حول مسار المفاوضات منذ اختطاف العسكريين. فهل نشط وسطاء في هذا الملف، وما كان الدور الحقيقي للوسيط القطري ولماذا زار جرود عرسال مرات عدة وكيف توقفت الوساطة القطرية اثر تصفية التكفيريين للشهيد علي البزال، وهل تواصل القطري السوري الاصل احمد الخطيب بـ«النصرة» و«داعش» ام ان اللقاءات التي حكي عنها لم تتعد المزاعم لتغطية هدف المهمة القطرية الحقيقي المتمثل بالافراج عن موقوفين قطريين في السجون السورية عبر وساطات وفق التسريبات؟
وتشير الاوساط الى ان الملف يتعقد يوما بعد يوم لكثرة الطباخين الذين فتح كل منهم على حسابه على طريقة «ضيعة ضايعة» في محاولة من الاطراف المتعددة لمصادرة عملية المفاوضات كل لصالحه وعلى حساب عذاب الاهالي وقهرهم وقلقهم على ابنائهم المخطوفين الذين باتوا مجموعة من الحطام البشري حيث يجبرهم التكفيريون على حفر الخنادق في الجرود كالمحكومين بالاشغال الشاقة، لا سيما ان من زار ابناءه في الجرود لدى «النصرة» و«داعش» صعق لما رأى من اهوال يتعرض لها المخطوفون من ارعاب وتجويع اضافة الى صقيع الجرود القاتل في فصل الشتاء.
ولعل اللافت تضيف الاوساط، دخول «هيئة العلماء المسلمين» على خط القضية دون ان تكلف من الحكومة فـ«الهيئة» تريد انتزاع دور لها علما انها مرفوضة من قبل «النصرة» و«داعش» وان حركتها اثارت في السابق وتثير الان الريب اثر اعلان رئيسها الشيخ مالك جديدة حلها على خلفية ان بعض مشايخها استغلوا اسمها لتحقيق ثروات من الاموال الخليجية التي جمعت لمساعدة النازحين، الا نها صبت في جيوب المذكورين، في وقت اوقفت السلطات التركية الشيخ بلال دقماق وفي حوزته اموال لم يصرح عنها خلافا للقانون التركي، فمن اين اتى بها ولمن كانت وجهتها؟
وتقول الاوساط انه في الوقت الذي فوضت فيه «النصرة» الشيخ وسام المصري بالتفاوض مع السلطات اللبنانية ووقف الجيش اللبناني الشيخ حسام الدين الغالي في جرود عرسال وبصحبته مجموعة من المرافقين بينهم الشيخ السوري محمد ي… وهو من «هيئة العلماء القلمون» وكان يتزنر بحزام ناسف وقد افاد الغالي بانه كان في مهمة للتواصل مع «النصرة» بهدف ايقاف قتل العسكريين وان المعنيين امنيا من الاجهزة اللبنانية على علم بذلك، الا ان احدا من المسؤولين لم يوضح المسألة ما زاد الغموض غموضا لا سيما ان الشيخ المصري مفوّض من قبل التكفيريين بهذه القضية.
ولعل اللافت وفق الاوساط نفسها ان «النصرة» التي بات الاهالي رهينة لاملاءاتها بفعل خوفهم على حياة ابنائهم برعت في تحقيق اختراق امني داخل صفوفهم من خلال خلاياها التجسسية الموجودة على المسرح وتستعمل الاهالي واجهة للوصول الى اهدافها وقد تمثل هذا الخرق في الملابسات التي حصلت اثناء الاعتصام في الاول من امس في ساحة رياض الصلح، حيث مُنع النائب ناجي غاريوس من القاء كلمته كممثل عن الجنرال ميشال عون الا ان تدخل والدة الشهيد علي البزال حسم المسألة، حيث سمح له بالقاء كلمته. لكن المريب يكمن في تهديد الشيخ عمر حيدر بالتحول الى «دواعش» اذا لزم الامر ما يطرح اسئلة كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر: لماذا لم ترفع اي يافطة واحدة تحيي المؤسسة العسكرية ابان قطع الطريق الساحلي في «القلمون» و«المحمرة» ما يستدرج السؤال الاكبر: لماذا ذبح العسكريون في «المحمرة» و«القلمون» على يد« فتح الاسلام» ما اشعل معركة «نهر البارد» حيث اقتلع الجيش امارة شاكر العسي وما حصل في المحمرة انذاك تكرر في المواجهات الاخيرة بين عصابة خالد حبلص الفار وبين الجيش اللبناني.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...