بعد الاختراق الذي قامت به عناصر من «جبهة النصرة» قبل اكثر من اسبوعين لموقع متقدم «لحزب الله» في «عين الساعة» في جرود بريتال، ومقتل عناصره، وما شكل سقوطه من خطر على المواقع الاخرى لولا مسارعة مقاتلي الحزب الى استرداده ودحر المسلحين والتقدم مسافات نحو مواقعهم، فان بلبلة اصابت صفوف الحزب، كما اربكت ابناء البلدات في منطقة بعلبك – الهرمل، وتركت قيادات الحزب تدرس ما حصل، ليتبين ان خللا او اهمالا ارتكبه عناصر الموقع، سبب بما جرى، وقد قام الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله بمعاينة ما جرى على الارض وزار المنطقة، ليتأكد له ان الوضع متين ومتماسك، وان المعركة التي جرت مع المسلحين التكفيريين، اكدت ان الخرق الذي حصل لن يتكرر وهو يحصل في كل المعارك العسكرية، حيث يؤكد قيادي بارز في «حزب الله» ان ما جرى كان احتمالا متوقعا، لكنه شكل مفاجأة لنا ان يقع في الوقت الذي حصلت اكثر من محاولة للمسلحين الارهابيين لفك الحصار عنهم.
ويطمئن القيادي زواره بان الوضع العسكري عند حدود السلسلة الشرقية للبنان من الهرمل والبقاع الشمالي الى البقاع الاوسط والغربي وصولا الى شبعا اكثر من جيد، واية محاولة من المسلحين للقيام بخرق ستفشل، وان الاسابيع المقبلة ستكون حاسمة لجهة تشديد الحصار علي التكفيريين مع قدوم فصل الشتاء، وقطع كل المعابر والمسارب التي يمكن ان يكونوا يستخدمونها، وهذه اوراق قوة لتفرض عليهم الاستسلام، اذا قرروا ان لا ينتحروا، وهم في احد مطالبهم للافراج عن العسكريين المخطوفين من الجيش اللبناني، وهو تأمين ممر آمن لهم، وهذا ما يكشف بانهم متضايقون من الحصار عليهم الذي يفرضه الجيش من جهة عرسال ورأس بعلبك والفاكهة والقاع، والى الكماشة التي تحيط بالمسلحين من القلمون ورنكوس وفليطا، وهذا يعطي لبنان ورقة قوية في المفاوضات لاطلاق العسكريين، لان وضعهم العسكري بحكم الساقط.
وهذا التفاؤل الذي يبديه القيادي البارز في «حزب الله» يعطفه ايضا على ما يحققه الجيش السوري عسكريا على الارض، اذ تحسن الوضع كثيرا، وهو في موقع الهجوم منذ حوالى العام، واحرز انجازات في الميدان لجهة تحرير مناطق واسعة في محيط دمشق في الغوطة الشرقية ودحر المجموعات التكفيرية منها، مما دفع الكثير من المناطق التي يسيطرون عليها الى طلب المصالحة ووقف المعارك ورمي السلاح او عدم استخدامه، وهذا الواقع العسكري بات يفرض نفسه سياسيا، يقول القيادي الذي يأمل ان تحمل الاشهر المقبلة الى ما بعد مطلع العام القادم تطورات على الارض ستنعكس ايجابا على سوريا واعادة البحث في حل سياسي لازمتها، وقد بات المناخ الدولي والاقليمي اكثر تفهما او اكثر عقلانية وقراءة للاحداث في سوريا، بعد ان تحول التحالف الدولي ضد النظام في ما سمي «اصدقاء سوريا» الى مواجهة ضد الارهاب الذي كان النظام السوري يؤكد دائما انه يواجه ارهابيين تكفيريين يعاني منهم العالم اجمع وليس اصلاحيين.
واندحار المسلحين في جرود بريتال، ومحاولات تقدمهم، وملاحقة مخابرات الجيش لخلاياهم النائمة، واكتشاف خلية عامون وتوقيف احد المطلوبين الخطرين احمد سليم الميقاتي والرد على اعتقاله بفتح معركة طرابلس ضد الجيش بعد سلسلة اعتداءات عليه، وخسارتهم لها، كل هذه التطورات افشلت مشاريع التكفيريين الذين لم يفتحوا معركة الا وخسروها يقول هذا القيادي الذي يؤكد ان لبنان تقدم شوطا كبيرا ونجح في محاربة الارهاب، وهو ما بدأ يلمسه المواطنون لجهة وقف تفجير السيارات المفخخة منذ اشهر، واستتباب الامن في الداخل، وان طرابلس هي آخر بؤرة امنية المفتوحة منذ سنوات ينهي وجودها الجيش ويقفلها، بعد ان انهى ظاهرة الشيخ احمد الاسير، وهو الان يخوض معركة امنية مع الشبكات الارهابية والخلايا النائمة منها.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...