الإصابات تركزت في بلدات وقرى سراقب وسنجار وجرجناز والغدفة وأم مويلات وتلمنس والشيخ بركة وصراع، وهي أتت، بحسب ناشطين، بعد يوم من حملة تلقيح أقامتها “وزارة الصحة” في ما يعرف بالحكومة السورية المؤقتة التابعة للائتلاف السوري المعارض، ضد مرض الحصبة.
وفيما قال ناشطون إن عدد الوفيات بين الأطفال في مشفى سراقب وصل إلى 27، أكد آخرون أن العدد أكبر من ذلك بكثير، لأن هناك وفيات في القرى المجاورة لم تصل إلى مشفى سراقب.
المرصد السوري المعارض لم يورد حصيلة موثقة لعدد الوفيات، لكنه قال إن العدد الأولي يزيد عن 15، وهو مرشح للارتفاع، بسبب تدهور الحالة الصحية لبعض الأطفال الذين جرى تلقيحهم، ورجح أن يكون سبب التسمم عائداً لسوء تخزين اللقاحات.
“وزارة الصحة” في الحكومة السورية المؤقتة رفضت التعليق على سؤال الميادين نت حول ملابسات القضية، وأوضحت أن الوزارة بصدد إصدار بيان صحفي حول الموضوع، وذلك بعد أن أعلنت عبر صفحتها الرسمية عبر “الفايسبوك” عن توقف الجولة الثانية من حملة التلقيح ضد مرض الحصبة، “إثر حدوث حالات وفاة وإصابات بين الأطفال في مراكز اللقاح في مدينة ريف إدلب“.
كما أعلنت عن تأجيل المؤتمر الصحفي الذي كان مقرراً للحديث عن ملابسات حملة اللقاح، حتى إشعار آخر، وذلك “من أجل كشف المزيد من الحقائق المتعلقة بهذا الحدث”.
وكانت “مديرية الصحة في إدلب” أعلنت في بيان عبر صفحتها الرسمية على “الفايسبوك” أن “كافة الاحتمالات لها صلة باختراق أمني محدود من قبل مخربين يرجّح صلتهم بالنظام (السوري)”.
هل تتسبب اللقاحات الفاسدة بالوفاة؟

الطبيب المختص في طب الأطفال محمد الشامي قال للميادين نت إنه “لا يمكن تحديد طبيعة التسمم وسببه دون إجراء فحوصات تقوم بها جهات مختصة، لكن المعلومات المتوفرة توحي بحدوث تسمم ناتج عن اللقاح، طالما أن جميع الأطفال المصابين هم ممن خضعوا للقاح”.
وأكد الدكتور الشامي أنه “يمكن للقاح أن يتسبب بالوفاة في حال كان فاسداً، معتبراً أن أسباب فساد اللقاح قد تكون من سوء التخزين أو التبريد، أو انتهاء الصلاحية، أو تلوث اللقاح من مصدر تصنيعه”. وأضاف “علمتنا التجارب وخصوصاً في أوقات الحروب أن مؤسسات غريبة قد تقوم بوضع أدوية معينة تريد اختبارها في شكل لقاحات أو أدوية أخرى وترسلها إلى دول العالم الثالث، وبسبب الفوضى الناتجة عن الحروب لا يتم معرفة السبب ولا يتم التحقيق في الحادثة بشكل صحيح، وهذا احتمال قد يكون وارداً”.
يذكر هنا أن المناطق التي حدثت فيها حالات التسمم خارجة عن سيطرة الحكومة السورية منذ ما يقارب السنتين، وتعمل الحكومة السورية المؤقتة التابعة للإئتلاف السوري المعارض على إيجاد مؤسسات تابعة لها تعمل في المجال الصحي والإغاثي، على الرغم من أن المنطقة تسيطر عليها كتائب مسلحة تابعة لجبهة النصرة وجبهة ثوار سوريا والجبهة الإسلامية.