غزة جراء العدوان الإسرائيلي والذي استمر أكثر من 50 يوما أوقع آلافا من القتلى
والجرحى وأحدث دمارا هائلا في البنية التحتية، يحتم علينا حشد سبل الدعم والمساندة
لإعادة استئناف عملية السلام، ليتمكن الشعب الفلسطيني من الحصول على جميع حقوقه
المشروعة»، مشددا على ضرورة تطبيق المبادرة المصرية لتجنيب فلسطين الدمار.
وأضاف أنه على المجتمع الدولي تحمل المسؤولية الإنسانية
والأخلاقية والقانونية لتوفير الضمانات للوصول إلى سلام عادل لتحقيق عملية إعمار
غزة، مجددا دعوة بلاده إلى جميع الأطراف الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة للمسارعة
في عقد مؤتمر دولي لحماية المدنيين الفلسطينيين.
وأعلن عن تقديم بلاده لمبلغ 200 مليون دولار لثلاث سنوات
قادمة للمساهمة في إعادة إعمار غزة يتولى متابعتها والإشراف عليها الصندوق الكويتي
للتنمية الاقتصادية، موجها التحية إلى مملكة السويد لإعلانها الاعتراف بدولة
فلسطين.
وأدان وزير الخارجية ما قامت به القوات الإسرائيلية من
هجوم على المسجد الأقصى، مجددا رفض بلاده لاستمرار الحكومة الإسرائيلية في بناء
المستوطنات في الأراضي الفلسطينية والذي يؤدي بدوره إلى تقويض عملية السلام.
ووجه وزير خارجية الكويت الشكر الخاص للحكومة المصرية على
دورها الرائد على المستويين الإقليمي والدولي والإعداد المميز للمؤتمر.
في نفس السياق تعهد الامارات بتقديم 200 مليون دولار
لإعادة إعمار غزة كما تعهدت قطر بتقديم مليار دولار. من جانبه، دعا الرئيس المصري
عبدالفتاح السيسي أمس الإسرائيليين شعبا وحكومة الى «إنهاء الصراع دون إبطاء
والوفاء بالحقوق وإقامة العدل حتى يعم الرخاء ويحصد الجميع الأمان».
وأكد السيسي خلال كلمته الافتتاحية لمؤتمر إعادة إعمار
غزة الذي عقد في القاهرة أمس بمشاركة 50 دولة ضرورة ان تكون «هذه اللحظة» نقطة
انطلاق لتحقيق السلام الذي يضمن الاستقرار والازدهار ويجعل حلم العيش المشترك
حقيقة.
وقال ان انعقاد المؤتمر يوجه رسالة مهمة الى الشعب
الفلسطيني والمنطقة والمجتمع الدولي بأسره تتناول ضرورة وضع حد لاستمرار الوضع
القائم واستحالة العودة إليه أو محاولة تحقيق استقرار مؤقت لن يدوم طويلا.
وأكد قناعته بأن الطريق الوحيد لاستدامة السلم والأمن لكل
شعوب المنطقة هو التوصل الى تسوية عادلة ودائمة وشاملة استكمالا لمسيرة السلام التي
بدأتها مصر في سبعينيات القرن الماضي «فلا بديل عن هذه التسوية» حتى يتسنى للشعب
الفلسطيني التفرغ للبناء دون أن يخشى تدمير ما بناه بسواعده وبدعمكم.
وأضاف ان مصر ساهمت ودعمت بشكل إيجابي كل المبادرات
والتحركات التي استهدفت تحقيق السلام في الشرق الأوسط على أسس عادلة وسليمة وأعربت
عن تقديرها للجهود التي بذلتها الولايات المتحدة وآخرها تلك التي تعثرت في شهر
أبريل الماضي.
وبين ان بلاده دأبت على التحذير من عواقب تزايد التوتر
والتصعيد غير المبرر قبل اندلاع القتال في قطاع غزة والذي مثل إنذارا خطيرا لكل
الأطراف من عواقب الانزلاق الى دائرة العنف والتدمير.
وقال السيسي ان بلاده تسعى الى ان يخرج المؤتمر بنتائج
على قدر التوقعات والآمال توفر الدعم اللازم للشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية
وحكومته الوطنية لإعمار قطاع غزة.
وذكر ان مصر واصلت مساعيها منذ أن أعلنت مبادرتها لوقف
إطلاق النار، حيث رعت عدة جولات تفاوضية خلال 51 يوما من القتال إلا انها نجحت رغم
الصعاب التي أعاقت جهودها في التوصل الى وقف شامل لإطلاق النار في 26 أغسطس الماضي.
وأضاف ان جهود مصر استمرت لمتابعة ذلك الإنجاز لضمان
تثبيته وهو ما تحقق من خلال دعوتها الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي الى استئناف
المفاوضات غير المباشرة بالقاهرة في الشهر الماضي للتوصل الى تفاهم حول القضايا
المعلقة وتوافقهما على مواصلة المفاوضات خلال النصف الثاني من الشهر الجاري. وذكر
انه بالتوازي مع ذلك عملت مصر على رأب الصدع الفلسطيني، وذلك في إطار مسؤوليتها
تجاه رعاية جهود المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام وأثمرت مساعيها التوصل الى تفاهم
حول قضايا المصالحة الأمر الذي يعزز عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة وممارسة
حكومة التوافق الوطني مسؤوليتها نحوه تأكيدا لوحدة الأراضي الفلسطينية تحت راية
واحدة وعنوان وحيد للشرعية.
وأشار الى ان بلاده ستظل ملتزمة بوفائها للشعب الفلسطيني
وبمساندة قضيته العادلة تعبيرا عن مواقف أصيلة وأخوة حقيقية تؤكد بهما مصر ان
القضية الفلسطينية كانت وستظل قضية العرب الأساسية.
وبين ان ما ما قامت به مصر يؤسس أرضية مناسبة لتفعيل
التحرك الدولي العاجل والمطلوب بالتوثيق والتعاون مع الحكومة الفلسطينية لإعادة
الإعمار وإصلاح الأوضاع المأساوية التي خلفتها الأزمة الأخيرة.
وذكر ان عملية إعادة الإعمار وتلبية احتياجات المواطنين
في قطاع غزة تستند الى محورين أساسيين هما التهدئة الدائمة وممارسة السلطة الوطنية
لصلاحيتها في القطاع «وعلينا جميعا أن نرتكز عليهما وألا نخذل الشعب الفلسطيني الذي
يعلق على هذا المؤتمر آمالا كبيرة ولكنها أكثر تواضعا إذا ما قيست بإمكانيات
المجتمع الدولي».
إلى ذلك، أعلنت ألمانيا تخصيص 50 مليون يورو لإعادة إعمار
قطاع غزة.
وشدد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في
بيان صادر عن الخارجية الألمانية على ضرورة تقديم مساعدة فورية لأهل غزة بعد 5
أسابيع من الحرب والدمار من أجل إعادة إعمار ما دمرته الحرب الأخيرة.
من جانبه، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون
امس عن خطة للمنظمة الدولية لإعادة إعمار قطاع غزة بقيمة 2.1 مليار دولار إجمالي
جهود الإعمار.
وقال بان كي مون في كلمة أمام مؤتمر إعادة إعمار غزة ان
«نجاح إعادة إعمار غزة يتطلب توافر أسس سياسية قوية»، معربا عن تفاؤله باتفاق
المصالحة الفلسطينية الذي جرى التوصل إليه بالقاهرة في 25 سبتمبر الماضي.
ودعا جميع الأطراف إلى «اتباع الأقوال بالأفعال» في إشارة
الى حركتي فتح وحماس، مشددا على مواصلة الأمم المتحدة دعمها لحكومة الوفاق الوطني
التي تباشر عملها أيضا في غزة.
كما شدد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة أن يشمل
الدعم الدولي كل السكان سواء كانوا من اللاجئين أو غيرهم.
في نفس السياق، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري امس
أن واشنطن ستقدم دعما لجهود إعادة إعمار قطاع غزة بقيمة 212 مليون دولار، داعيا
جميع دول العالم للإسهام في هذا الجهد لإحلال السلام وإعادة الإعمار.
وقال كيري في كلمته أمام المؤتمر الدولي لإعادة إعمار
قطاع غزة إن «الولايات المتحدة ستدعم إعادة إعمار قطاع غزة بمبلغ 212 مليون دولار»،
موضحا أهمية إتاحة الإمكانيات في غزة لبناء نظام اقتصادي يوفر احتياجات
مواطنيه.
الكويت تقدم 200 مليون دولار مساهمة في إعادة إعمار غزة” itemprop=”name headline”>
الكويت, تقدم, مليون, دولار, مساهمة, إعادة” itemprop=”keywords”>
غزة جراء العدوان الإسرائيلي والذي استمر أكثر من 50 يوما أوقع آلافا من القتلى والجرحى وأحدث دمارا هائلا في البنية التحتية، يحتم عل” itemprop=”description”>