تستمر الهواجس اللبنانية بصورة عامة والمسيحية بصورة خاصة من إستمرار الفراغ الرئاسي، خصوصاً بعد فشل لبننة هذا الاستحقاق بسبب الخلافات والتناحرات السياسية بين فريقيّ النزاع 8 و14 آذار، اذ يتركّز هذا المشهد كل فترة خلال الجلسات النيابية التي لا تحظى بالنصاب المطلوب لإنتخاب رئيس، مما يعني، وبحسب مصادر متابعة للملف الرئاسي، ان شبح الفراغ الرئاسي بات ضيفاً ثقيلاً على لبنان منذ اشهر عدة، بسبب رفض البعض إنجاز هذا الاستحقاق، فيما البلد يدور ضمن مرحلة خطرة كثرث فيها الاختراقات على كل الاصعدة، خصوصاً السياسية والامنية، وتساعد في ذلك الظروف اللبنانية التي باتت تشكل بيئة حاضنة لذلك .
وسط هذا المشهد الرئاسي المأساوي، ثمة محاولات، تضيف المصادر، للتسوية عمل البعض على تحقيقها لكنها باءت بالفشل، لان الوضع دخل في اطار المناكفات التي تبدو سائدة على خط الموقع الاول ، ما قضى على محاولات البعض لبننة الاستحقاق الرئاسي الذي لطالما إنتظره اللبنانيون، وهذا ما دفع ببعض الشخصيات البارزة وفي مقدمهم البطريرك بشارة الراعي الى إعلان موقف صارم أزعج العديد من النواب، الذين باتوا على خط بعيد من بكركي، بسبب إستياء البطريرك من تصرفاتهم في الاطار الرئاسي والتمديدي للمجلس النيابي، فهاجم الممدّدين والمعرقلين وجمع بذلك الفريقين، واتى صوته مدوياً هذه المرة من الخارج والداخل، لكن صرخته لم تلق الاجوبة، اذ يعتقد هؤلاء انهم يقومون بالخيار الصائب، فيما تعتبر مصادر سياسية مراقبة للفريقين بأنهم باتوا عبئاً على البطريرك الذي لم يعد يستطيع تحمّل خياراتهم غير المصيبة في السياسة.
الى ذلك ترى المصادر أن لا نتيجة من لبننة هذا الاستحقاق، مؤكدة وجود ضغط غربي وعربي وتحديداً فرنسي – فاتيكاني – سعودي لحل هذه المعضلة وإيجاد بديل عن الاقطاب اي مرشح وسطي، ما يعني ان الملف الرئاسي خرج كالعادة من العباءة اللبنانية ليصبح اليوم محصوراً بالخارج، وتحديداً بالدول الفاعلة والمؤثرة في المنطقة .
وهذا يؤكد أن المعادلة الدولية ستبقى تلعب دورها في لبنان برأي المصادر، طالما ما زالت المناكفات السياسية عنواناً بارزاً لعلاقة القيادات اللبنانية، مشيرة الى ان اسابيع مفصلية تفصلنا عن الحل بعد قرار دولي بضرورة الاسراع وانتخاب رئيس، متوقعة ان تبدأ الحركة الدبلوماسية في لبنان من سفراء اوروبيين وعرب لترجمة التوافق على الرئيس الجديد، في ظل ترّدي الوضعين السياسي والامني ما يتطلب عملية إنقاذ سريعة.
وتأسف المصادر المذكورة لعدم اتفاق الاطراف السياسية اللبنانية على إسم الرئيس المنتظر، ما جعل تلك الدول تتدخل وتبحث عن المناسب، معتبرة أن الزعماء المسيحييّن هم السبب لانهم لا يستطيعون الاعتراف ببعضهم، ونقلت عن البطريرك الراعي إستعداده لمواجهة تحديات كبرى في سبيل تحقيق جلسة الرئاسة وتأمين النصاب المطلوب، ولو بعد مضي اشهر عدة على الفراغ لان الحالة اصبحت في وضع يرثى له، وبالتالي فهو مدرك تماماً لحجم هذه التحديات، والعمل جار بقوة اليوم لتحقيق ذلك قبل فوات الاوان.
ولفتت المصادر الى ان الراعي دق ناقوس الخطر فطلب مساعدة الفاتيكان لحل أزمة الرئاسة، ولمحّت ايضاً الى إمكانية إنطلاق الحوار بين الاطراف المتنازعة خصوصاً بين «تيار المستقبل» و«حزب الله»، مع الامل بنجاحه كي يصلا الى تسوية وحلحلة لعدد من الملفات العالقة، مع إمكانية ظهور نتائج ايجابية على خط المباحثات الإيرانية – الفرنسية بشأن الملف الرئاسي اللبناني، وهذا يعني انتخاباً قريباً للرئيس.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...