اختلف مشهد الاحتفال بعيدي الميلاد ورأس السنة في طرابلس هذه السنة عن مشاهد السنوات التي مضت ..
المشاهد الاحتفالية في طرابلس غزت شوارع المدينة من اقصاها الى اقصاها .. في المحلات والمؤسسات التي تكللت بمظاهر الزينة الميلادية التي تضاهي المدن اللبنانية الاخرى لا سيما مشهد الشجرة الميلادية عند مستديرة النيني او بالاحرى ( مستديرة مطرانية الروم الارثوذكس) التي زينت بالاضاءة الملونة وبالصليب الشاهد على مدينة العلم والعلماء الجامعة للاديان والمذاهب والتي لا تعرف التفرقة ولا التعصب الطائفي وقد عادت طرابلس الى اصالتها الوطنية المشهود لها في تاريخها الطويل.
حسب مصادر طرابلسية،لا يمكن قراءة المشاهد الميلادية في طرابلس الا في سياق ما شهدته المدينة مؤخرا من نقلة نوعية جراء نجاح الخطة الامنية وعودة الامن والاستقرار اليها بنجاح الخطوات التي نفذها وينفذها الجيش اللبناني متمكنا من نشر الامان والاطمئنان في كل انحاء طرابلس، ومن خلال مواصلته ملاحقة المطلوبين الذين لطالما روعوا ابناء المدينة وأساؤوا الى تاريخها الوطني ونسيجها الاجتماعي الواحد.
وبدا واضحا ان الطرابلسيين قيادات وفاعليات وهيئات محلية اندفعوا الى المشاركة في رفع الزينة الميلادية بحماسة غير مسبوقة للتعبير عن حقيقة طرابلس ولتظهير واقعها الجديد المغاير لما كانت عليه في السنوات الماضية في عهد سطوة المجموعات المتطرفة التي كانت تتسابق في اصدار « الفتاوى التكفيرية» وتمنع الزينات تحت طائلة الحرق او القنابل والتعديات والتهديدات، فيما بدت طرابلس في هذا الشهر كما كانت سابق عهدها قبل تنامي ظاهرة التكفيريين الذين كادوا ان يأخذوا طرابلس الى مكان مناقض لتاريخها ومسارها الوطني بل كادوا أن يسموا طرابلس بقندهار من خلال سعيهم الى امارة او اقامة «دولة الخلافة» قبل احباط المشروع التكفيري التدميري لطرابلس وللبنان كله.
هذه المظاهر الميلادية الطرابلسية تدل الى جملة مؤشرات كما عدّدتها المصادر الطرابلسية، ابرزها:
اولا – ان طرابلس باتت في عهدة الامن والامان اللذين نشرهما الجيش اللبناني بعد استئصال البؤر والمربعات الامنية التي كانت تهدد الطرابلسيين من جميع الطوائف تحت شعار الغاء الآخر.
ثانيا – ان طرابلس انتصرت على الفكر التكفيري وعادت الى اسلامها الوسطي المعتدل والى عيشها المشترك والى كونها قلعة جميع الطوائف مسيحيين ومسلمين، طرابلس الكنائس والاديرة الاثرية وكنائس المساجد والتكايا التي خرجت العلماء والمشايخ الفقهاء المناهضين لكل اشكال الارهاب والتكفير.
ثالثا – ان طرابلس، لا تستطيع افكار دخيلة سلخها عن اسلامها المتسامح والمتلاقي مع المسيحيين، فقد كانت الطوائف كلها تتشارك في الاحتفالات الدينية مسيحية واسلامية.
وتشير المصادر الى ان طرابلس اليوم في مظاهرها الميلادية تؤكد انها انتفضت وانتصرت على القلة القليلة الموصومة بالفكر التكفيري والتي ارتبطت بمنظمات ارهابية وهي اذ تحتفل اليوم بالميلاد ورأس السنة فانها تؤكد عناصر جوهرها وطبيعتها ، بل ان كل ذلك دلالة على ان طرابلس اليوم هي طرابلس الاصالة والعلم والعلماء من جميع الطوائف والمذاهب المسيحية والاسلامية وقد تلاقى الجميع تحت ظلال الشجرة الميلادية لتكريس مشاهد الامن والامان وفي ظل انتشار واسع للقوى والاجهزة الامنية كافة التي توزعت في انحاء المدينة لتضفي المزيد من عناصر الاطمئنان لدى الطرابلسيين خاصة والشماليين عامة بغية استنهاض الحركة التجارية واجتذاب الشماليين اليها على غرار ما كان يحصل قبل سنوات المحنة التي ألمت بالمدينة.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...