لم يعد من المعقول الأن –وربما منذ عامين- وصف صواريخ المقاومة الفلسطينية ب”العبثية”، وهو الوصف الذي صكه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن قبل ثماني سنوات، والتقطته وسائل الإعلام الصهيونية ومن لف لفها شرقا وغربا، لتثبيط فكرة المقاومة، فالصواريخ المصنعة محلياً لا تقوى على خرق جدار مستوطنة، وأمام ذلك يدك الاحتلال غزة بكافة أنواع الأسلحة الفتاكة، أي أن على من يقاوم أن يصمت حتى يمتلك ما يوازي سلاح العدو.
ولكن ومنذ عامين تأكد للمختصين من كل الأطراف المعنية وغير المعنية بأن صواريخ المقاومة اضحت اكثر تطورا وأكثر دقة وفاعلية، فإصابة أهداف بعيدة كتل ابيب أو القدس أو يافا أو حيفا يدل وأهداف محددة بدقة مثل مفاعل ديمونة يدل على أن طفرة لحقت بنوعية صواريخ المقاومة، سواء التي تصنع محلياً، أو الواردة من سوريا وإيران، والتي كان لها الدور الأبرز في فرض معادلة ردع جديدة على العدو الصهيوني مفادها “ضرب غزة يعني ضرب العمق الإسرائيلي بما في ذلك تل أبيب”.
قصفت تل أبيب منذ عامين بصاروخ فجر5 الإيراني الصنع، والقدس المحتلة بصاروخ إم 75 المطور محلياً، وهو ما شكل مفاجأة للعدو الصهيوني أولاً لتشككه السابق بقدرة المقاومة على الوصول بصواريخها لهذا المدى ، وبخلاف هذه المفاجأة، الصواريخ التقليدية مثل القسام 3 والقسام 4 وجراد، و107 أصبحت أكثر قدرة على إصابة أهدافها بدقة، أو بمقولة أخرى أصبحت المقاومة لا تعتمد على أسلوب “الإمطار الموجه” الذي أعتمد قبل 10 سنوات، فمنذ عامين وإطلاق الصواريخ على المدن والمستوطنات يشي بقدرة ودقة تطورت بمساعدة خبراء في مثل هذا النوع من الحروب.
وجدير بالذكر ان حركة الجهاد الإسلامي هددت باستخدام صاروخ زلزال1 الإيراني الصنع قبل عامين أثناء عملية “السماء الزرقاء”، والمستخدم قبل ذلك في حرب 2006 بلبنان، ويبلغ مدى الصاروخ 100 كلم ورأسه الحربي يزن 600كجم!
اليوميين الماضيين شهدوا تطورا جديدا في استراتيجة المقاومة الفلسطينية من ناحية قصف الصواريخ، فالدقة والمدى وصلوا لأفق جديدة، وبحسب خبراء إسرائيليين قالوا في تصريحات للإعلام العبري أن الوضع الحالي بالنسبة للصواريخ يشبه ما تعرضت له إسرائيل في الأيام الأولى لحرب تموز2006، من حيث الدقة والمدى ، فتم قصف تل أبيب والقدس بصواريخ جديدة طورت محليا عن نماذج صواريخ إيرانية وسورية، مثل صواريخ جي 80، براق70 آر 160الذين يشبهوا إلى حد كبير صواريخ فجر5 الإيرانية من حيث المدى ووزن الرأس المتفجر، لكن المفاجأة الأكثر تأثيراً كانت صواريخ إم 302 سورية الصنع التي سبق وأن استخدمت أيضاً في حرب تموز 2006 من جانب حزب الله، وأشيع أنه تم شحنه بسفن إيرانية إلى غزة أواخر العام الماضي، وأعلنت إسرائيل في مارس الماضي عن احباطها محاولة لتهريبه بسيطرتها على سفينة مدنية إيرانية في عرض البحر الأحمر زعمت حينها أنها كانت متوجهة إلى غزة.
صاروخ ام 302 طور سوريا عن نسخته الصينية الأصلية WS2B وأستخدم في حرب 2006 تحت أسم “خيبر”، ويبلغ مداه الأقصى 200 كم، ورأسه المتفجر تزن 150 كجم وهو ما يعني ضرر كبير للتجمعات السكنية والصناعية شمال فلسطين المحتلة.
يتميز الصاروخ بدقته الكبيرة، فالحد الأقصى لانحرافة عن دائرة الإصابة أقل من 1%، وعلى الرغم من أن الصاروخ لا يمتلك قدرة على التوجيه بالأقمار الصناعية “GPS” لكنه يمتاز بقدرته على المناورة الذاتية على مستويين أفقي ورأسي، بالإضافة لسرعته الفائقة، وهذا يعني أنه يستيطع الافلات من الانظمة المضادة للصواريخ مثل القبة الحديدية.

صواريخ المقاومة التي أستخدمت حتى الأن في المعارك الأخيرة
– صواريخ ( القسام 5) محلية الصنع ويصل مداها قرابة 18 كم .
– صواريخ ( جراد ) روسية الصنع ويصل مداها قرابة 20 كم
– صواريخ (107) مطورة محليا مداها قرابة 40 كم.
– صورايخ (ناصر6) مطورة محليا مداها قرابة 40 كم.
– صواريخ (فجر 3) إيرانية الصنع مداها قرابة 45 كم.
– صواريخ ( M75 ) مطورة محليا ويصل مداه قرابة 75 كم .
– صواريخ ( G75 ) مطورة محليا ويصل مداه قرابة 75 كم .
– صواريخ ( فجر 5 ) إيرانية الصنع ويصل مداها قرابة 80 كم
– صواريخ ( R160 ) مطورة محليا ويصل مدى الصاروخ قرابة 100 كم.
– صواريخ ( M302 ) سورىة الصنع ويصل مداه قرابة 200 كم