أفادت لنا المتابعات من مصادر قريبة جداً من الكواليس التي
تمت في رام الله خلال الاسابيع الماضية أن حركة فتح سارعت للموافقة على المصالحة
وتشكيل حكومة توافقية أملاً في تحسين علاقاتها مع كل من قطر وايران، وأملاً في
الحصول على دعم مالي لها وللسلطة من كلتا الدولتين، وذلك مع شيوع الاعتقاد بأن
حركة حماس على علاقة جيدة مع كل من الدوحة وطهران.
وبحسب المعلومات في
رام الله فان التقديرات لدى حركة فتح وقيادتها كانت تشير الى أن كل من قطر وايران
اصبحت قوى لا يمكن تجاوزها في المنطقة، حيث أن ايران لم تنكسر في سوريا، وقطر لم
تنكسر في معركتها مع السعودية والامارات، ولذلك فان تحسين العلاقة مع البلدين أمر
بالغ الأهمية، والطريق اليهما لا يمكن إلا ان يمر عبر حركة حماس.
وتقول المصادر إن حركة فتح كانت تعاني أزمة شديدة خلال الفترة
الماضية، سواء على الصعيد السياسي أو المالي، بسبب أن محمد دحلان الذي يعمل
مستشاراً أمنياً لدى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نجح في إفساد العلاقة بين دولة
الامارات والسلطة الفلسطينية، كما نجح الى حد كبير في تحريض السعوديين المتحالفين
مع الامارات ضد السلطة الفلسطينية، وهو ما انتهى بالسلطة وحركة فتح في النهاية الى
قطيعة بينها وبين كل دول الخليج.
وقال مسؤول كبير في السلطة إن زيارة الرئيس الفلسطيني محمود
عباس الى الدوحة ولقائه المسؤولين القطريين هناك، اضافة الى قيادة حركة حماس،
والتمهيد للمصالحة ولحكومة الوحدة الوطنية، كان يصب في إتجاه محاولة تحسين العلاقة
مع قطر، بعد أن فسدت العلاقة بين السلطة وكل من الامارات والسعودية.
لكن الاشارة الأهم التي تلقتها حركة فتح كانت ايضاً من مصر
التي يبدو أنها تتبنى الموقف الاماراتي بشكل مطلق وأعمى، وواقعة هي الأخرى تحت
تأثير التحريض الذي يمارسه محمد دحلان ضد الرئيس محمود عباس الذي أصبح عدوه اللدود
الى جانب حركة حماس.
يشار الى أن الكثير من التساؤلات تثور حول المصالحة وتشكيلة
حكومة الوفاق الوطني التي أدت يمينها الدستورية أمام الرئيس عباس الاثنين الثاني
من حزيران/ يونيو 2014.