نهاية العام ألفين وعشرة كانت المنطقة المسماة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا مقسمة إلى محورين رئيسيين، واحدٌ يحمل اسم الاعتدال العربي، قريبٌ من الغرب، على خلاف مع الإسلام السياسي، بعض دوله لها علاقاتٌ مع إسرائيل…
كان هذا المحور يضم المغرب وتونس ومصر والأردن والسعودية ودولا أخرى ترعى على ضفافه…
على المقلب الآخر محورٌ يسمى بمحور الممانعة والمقاومة، يتبنى المقاومة ضد إسرائيل وممانعة المشروع الأميركي في المنطقة كما يقولون، كان هذا المحور متصالحا مع الإسلام السياسي وبعض أطرافه يروج له… تحت مظلة هذا المحور كانت إيران وسوريا وحزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية، أما على ضفافه فدولٌ كقطر وتركيا والسودان وجماعة الإخوان المسلمين في مصر.
مع انطلاق شرارة التظاهرات في بعض الدول العربية او ما اصطلح على تسميته الربيع العربي بدأت خريطة التحالفات والمحاور بالتبدل… لعب الإخوان المسلمون دورا في إسقاط الأنظمة في كل من مصر وتونس وليبيا بينما كانوا ينشطون لإسقاط النظام في كل من اليمن وسوريا…سوريا كانت بيت القصيد…
تشكل محورٌ جديد تحت مظلته قطر وتركيا ومصر وتونس وإخوان ليبيا وحركة حماس الفلسطينية…. .. تعرض هذا المحور لنكسات عدة بعد أقل من عامين على تشكله.
الحالة الإسلامية في تونس انحسرت، والإخوان في ليبيا خسروا الانتخابات، وإخوان مصر أطيح برئيسهم من السلطة، لينجلي الغبارعن محور بثلاثة أضلع رئيسية قطر تركيا وحركة حماس على الأقل مما يظهر من خطابها السياسي المعلن.
محور المواجهة والمقاومة مر بحالات مد وجزر، كانت المعركة في سوريا مصيرية بالنسبة لأطرافه..بدا تحالف إيران سوريا وحزب الله حديديا، لينضم لاحقا إليه العراق…صحيحٌ أن حركة حماس تبدو في الظاهر مبتعدة عن المحور لكن حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية ثبتت نفسها شريكا فلسطينيا أصيلا فيه..
محور الاعتدال بدوره حافظ على وجوده على الرغم من خسارة مصر في البداية…عادت مصر إلى المحور بعد سقوط الإخوان في يوليو تموز عام ألفين وثلاثة عشر لكنها ميزت نفسها من خلال فتح جسور مع أطراف أخرى ومقاربات مختلفة في أكثر من ملف، كما برزت الإمارات كلاعب أساسي فيه إلى جانب السعودية والأردن…
هكذا أصبح للمنطقة محاور ثلاثة تتقاطع وتتواجه، لكنها اليوم امام تحدي بقاء اسمه تنظيم داعش..