لا تخفي قيادات سياسية ان التمديد للمجلس النيابي هو قرار متخذ في الكواليس ولمدة تصل الى سنتين وسبعة اشهر وقد تخقض قليلا بعد ان يشهد القرار سجالا ونقاشا بين الكتل النيابية وبالتالي فان حظوظ اجراء الانتخابات في موعدها باتت ضئيلة للغاية حيث الظروف التي تشهدها الساحة اللبنانية والمحيطة بها لا تسمح باجراء الانتخابات نتيجة الاوضاع الامنية الخطيرة السائدة في المنطقة.
وبالرغم من اقتناع معظم النواب والطامحين لخوض الانتخابات بان التمديد سيد الموقف فانهم تسابقوا الى تقديم ترشيحاتهم وكأن الانتخابات حتما ستحصل في موعدها لكن هذه الترشيحات جرت خشية حدث مفاجيء يؤدي الى اجراء الانتخابات النيابية وكي لا تفوتهم الفرصة.
في قراءة اولية لاسماء المرشحين في الشمال سجلت مصادر شمالية الملاحظات الآتية:
– ان النواب الحاليين في الشمال ونوابا سابقين تقدموا بترشيحاتهم لا سيما نواب «تيار المستقبل» الذين ترشحوا بمجملهم، اضافة الى مرشحي التيارات الاخرى في الشمال وطامحين اخرين ينتمون الى «تيار المستقبل» الذي يشهد ازدحاما في عدد المرشحين وخاصة على المقاعد السنية. حيث ترى المصادر ان هذا العدد الكبير من المرشحين سيؤدي الى ارباك وازمة داخل تيار المستقبل عندما تقف قيادته وفي المقدمة رئيسها امام هؤلاء المرشحين موقفا مربكا قد يؤدي الى خلافات والى «حرد» مرشحين سبق ان وعدوا في دورات سابقة لانهم سيكونون على اللائحة في الدورة النيابية المقبلة.
– وحده في عكار النائب معين المرعبي اعلن عدم ترشحه كما اعلن رفضه التمديد وهو النائب الذي اختلف كثيرا في مواقفه عن مواقف زملائه في تيار المستقبل حتى بدا انه يغرد خارج السرب المستقبلي. كما تميزت الترشيحات بعدد المرشحين الذين ينتمون الى التيار الوطني الحر ولا يعني انهم جميعهم سوف يواصلون ترشحيهم بل ان هذا العدد من المرشحين خاضع لقرار رئيس التيار العماد ميشال عون الذي يختار بالنتيجة من بين المرشحين المرشح الاوفر حظا، والذي يتمتع بحيثية شعبية في منطقته. خاصة وان الحالة العونية في عكار هي حالة ذات حضور واسع وفاعل وبسبب هذه الحالة الشعبية كانت شهية المرشحين العونيين كبيرة.
– وبين هذه التيارات وتلك يمكن ملاحظة تيار الرئيس عصام فارس في عكار ذي القاعدة الاوسع انتشارا بين كل التيارات المسيحية والاسلامية وهو تيار لا يزال يحافظ على مكانته الشعبية وعلى استقلاليته ووقوفه على مسافة واحدة من الجميع.
– النواب السابقون ترشحوا تقريبا جميعهم، وكان لافتا ترشح النائب السابق طلال المرعبي الذي عزف عن الترشيح في الدورة الماضية، لكنه في هذه الدورة سارع الى تقديم ترشيحه وبعد ان اسس تياره الذي اطلق عليه اسم «تيار القرار اللبناني». ولوحظ في حفل اعلان تأسيس التيار ان حشدا شعبيا غير مسبوق قد شارك في الحفل من كل المناطق والطوائف والمذاهب، خاصة وان المرعبي لم يتوقف لحظة عن العمل السياسي والاجتماعي.
غير ان الاوساط العكارية توقفت عند ترشح الشاب طارق المرعبي نجل النائب السابق طلال المرعبي مما يترك الباب مفتوحا امام عدة احتمالات لدى المرعبي وحسب التحالفات الممكنة خاصة وان المرعبي بدأ منذ مدة يعد نجله للعمل السياسي في عكار.
كما كان لافتا ترشح النائب السابق مخايل الضاهر الذي بقي على نشاطه السياسي الواسع وعلى علاقاته مع كل الشرائح الشعبية وشكل علامة بارزة سواء بالحياة السياسية العكارية او كمرجعية على مستوى الساحة اللبنانية. وحسم النائب السابق وجيه البعريني بترشحه كل الشائعات التي تحدثت عن احتمال عزوفه عن الترشح ليؤكد مواصلته العمل السياسي خاصة وانه يواصل ايضا انشطته السياسية والاجتماعية اليومية، وكان راعيا للعديد من المصالحات العائلية في عدد من المناطق العكارية.
هذه الترشيحات حركت في عكار وطرابلس الحياة السياسية الى حد ما بعد ان كادت ان تشهد ركودا منذ مدة خاصة بعدما شهدت المناطق الشمالية توترات وشائعات عن خلايا اصولية كادت ان تطغى باخبارها على اي حدث اخر.
فهل تجري الانتخابات النيابية في مواعيدها؟ هذا ما ستكشف عنه الايام القليلة المقبلة.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...