بعد يومين على اعلان رئيس الحكومة تمام سلام ان المواجهة مع الارهابيين لن تتوقف، في تأكيد منه، على ان الجيش لن يتراجع عن مهامه الموكل بها من السلطة السياسية، في ضرب الجماعات التكفيرية ومنع تنفيذ مشروعها، خرجت «هيئة العلماء المسلمين» في مؤتمر صحافي لتعلن انها لن تقبل ان تذبح عرسال.
ودعت الى ان يكون يوم الجمعة وفي كل مساجد لبنان وقفة تضامن ودفاع عن البلدة، حيث تزامن الموقف، مع خروج النائب خالد الضاهر في موقف متكرر يهاجم الجيش وقائده جان قهوجي، يشبه ما اعلنه بعد المجزرة التي ارتكبت بحق الجيش في عرسال في 2 آب الماضي، من قبل الجماعات الارهابية التي قتلت عشرين عسكريا وجرحت اكثر من مئتين واسرت 38، ذبحت ثلاثة منهم وتهدد بفعل ذلك مع باقي الجنود المخطوفين من رفض للهجوم على «عرسال السنية»، ويهدد «بثورة سنية»، كما حصل في الموصل، وهو الكلام الذي يصدر ايضا عن مشايخ سنة من السلفيين، كما عن سياسيين، والهدف هو اسقاط المؤسسة العسكرية والقوى الامنية، لتحل محلها مجموعات مسلحة تدين بالولاء «لجبهة النصرة» و«داعش» ويقع لبنان في فتنة مذهبية باتت تقترب منه..
هذه الصورة القاتمة للوضع التي ترسمها مصادر سياسية مطلعة، تظهر ان لبنان دخل دائرة الخطر الفعلية، وان اسبوعه الحالي قد لا يبشر بالخير، مع الدعوات لنصرة «عرسال الذبيحة» التي احتضنت النازحين السوريين وقد تم توريطها من قبل المسلحين ضد الجيش في المعارك، بالرغم من انه حيّدها، ولم يستهدفها الجيش، بل استهدفها المسلحون الذين احتلوها وما زالوا، كما يؤكد وزير الداخلية نهاد المشنوق، وهم احتلوا المخفر فيها وخطفوا 19 دركيا، وهاجموا مراكز الجيش واحتلوها بعد مقتل ضباط وجنود، فمن ذبح من في عرسال التي يعمل الجيش على فصلها عن جرودها التي يتواجد المسلحون فيها، لمحاصرتهم وتضييق الخناق عليهم، لتسليم العسكريين المختطفين، او لتركهم يستسلمون او يغادرون المنطقة، وان المعركة ليست مع عرسال بل مع المسلحين في جرودها تقول المصادر، فلماذا انبرت «هيئة العلماء المسلمين» للتعبئة على ان عرسال مستهدفة، وهي غير ذلك تماما.
وهنا تسأل المصادر عن توقيت «هيئة العلماء المسلمين» لدعوتها «نصرة عرسال» وهل هو في اطار الضغط على الحكومة للاسراع في تلبية شروط خاطفي العسكريين، والتسويق لها، واستخدام المساجد للانطلاق منها بعد التعبئة باتجاه الشارع، اذ ان الهيئة تكون بادائها تخلق «الفوضى الخلاقة»، وتزج اللبنانيين بصدام واقتتال يعيدانهم الى زمن الحرب الاهلية المدمرة، اذ ان المعلومات الامنية كما تنقلها المصادر تشير الى ان مجموعات مسلحة متشددة نفذت مناورة من الشمال مرورا ببيروت وطريق الساحل الى الجنوب وصعودا الى البقاع، تقوم على السيطرة على المفاصل الرئيسية للطرق الدولية والفرعية، والانتشار المسلح عليها، والقيام بعمليات عسكرية وامنية ضد مواقع ومراكز وثكنات الجيش، لا سيما في الشمال، وهي تستهدفه بالقاء القنابل على حواجزه واماكنه ودورياته في طرابلس، وصعدت من عملياتها عليه خلال الشهرين الاخيرين وبعد معركة عرسال، وهي ستتصاعد بدءا من الاسبوع الحالي، اذ وضعت الخلايا النائمة في حالة استنفار لساعة الصفر، وما عمليات القتل المتفرق للعسكريين في طرابلس والذبح الذي يستهدف المخطوفين، الا لزرع الرعب في نفوسهم ولدى اهاليهم وعائلاتهم، وضرب معنوياتهم، وهو ما يفعله الارهابيون مع الجنود المصريين في سيناء وتونس واليمن والجزائر والعراق وسوريا والخ…
وان التسجيل الصوتي لـ عبد الله زريقات مسؤول كتائب عبد الله عزام وتهديده العسكريين وعائلاتهم، ودعوته الى ترك الجيش، وانه سيكون في بيروت قريبا يقع في اطار ما يجري الاعداد له من قبل الجماعات المسلحة التكفيرية، التي حولت لبنان الى ارض جهاد لضمه الى «الدولة الاسلامية».