علق الكباش الدولي النووي في جنيف، لينتقل الحدث اللبناني الى المداولات والمحاولات الداخلية الخجولة لملء الوقت الضائع بطروحات وافكار لاعادة اطلاق الحوار بين القوى المؤثرة في المعادلة السياسية الداخلية، لا سيما بين حزب الله وتيار المستقبل اللذين يعدان الارضية المناسبة للانخراط في المشروع الحواري، وان على مستوى غير قيادي في المرحلة الاولى، بعدما ربط افرقاء الداخل استحقاقاته بمصير الاتفاق النووي.
فالرئيس نبيه بري تقول مصادر نيابية، الذي حسم خياراته بانتظار اشارة الانطلاق، التي سيحددها على ضوء لقائه مع السفير السعودي للوقوف على اجواء الرياض من الحوار المأمول، يجهد من جهة ثانية على وضع جدول اعمال يراعي ويوازن بين مطالب الطرفين، بعدما نجح في تأمين التوافق على الشكل الذي تقرر ان يكون على مراحل، يبدأ باعادة احياء اللقاءات بين مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري والمعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسن خليل، على ان يذهب تصاعديا من القيادات الوسطى لدى الطرفين وصولا الى القيادات العليا.
وبحسب المصادر المطلعة على اجواء الاتصالات الجارية، ينطلق الثنائي بري-جنبلاط في مسعاهما من اعتبار أن هذه الخطوة في حال حصولها ستترك إيجابيات كثيرة على الوضع الداخلي وتخفف من حدة الاحتقان الموجود، ما قد يساعد على معالجة الفراغ الرئاسي، رغم الصعوبات الكبيرة الناجمة عن الاجواء الداخلية والإقليمية. فالحوار من وجهة نظر الثنائي أفضل بكثير من اللاحوار، بحسب ما ابلغ بري للسنيورة، ومن شأن هكذا خطوة أن تفتح فجوة ولو صغيرة في جدار الازمات المتراكمة، بانتظار الوصول الى التسوية السياسية الكبيرة على غرار ما حصل في الدوحة وانما بنسخة لبنانية هذه المرة، معتبرة ان الكثير من المؤشرات تدفع في هذا الاتجاه، ابرزها:
-المناخ الاقليمي الذي بات يميل الى حل الازمات بالطرق السلمية السياسية بعدما عجزت الحلول العسكرية، يشكل عاملا مساعدا على تمهيد ارضية التواصل بين الطرفين.
– استشعار الطرفين مدى الخطر المحدق بلبنان بفعل الاحتقان المذهبي الذي انتجه تورط الحزب في القتال في سوريا وتمدد ارهاب «داعش» و«النصرة» الى الداخل اللبناني خصوصا بعد جولات العنف والمواجهات في عرسال وبريتال وطرابلس التي حملت الجميع على تهيب الموقف وتجنب الانزلاق الى المجهول.
-تقاطع المصالح بين الطرفين الذي انتج توافق سياسي اساسي حول التمديد لمجلس النواب والغى مفاعيل تعطيله من قبل الجهات الرافضة له من كلا الفريقين في الرابع عشر والثامن من آذار.
-نجاح التعاون والتنسيق القائم حول الملفات الامنية في تحقيق الغايات منه.
لكن هل ينجح مسعى جمع «حزب الله» و«المستقبل» على طاولة واحدة؟
قد تكون الاجابة صعبة حاليا تضيف المصادر، ومرهونة بعدة عوامل، في ظل تعامل الطرفين بشيء من «التقية»، اذ رغم اقرار الجميع بعدم وجود اي شروط مسبقة، تظهر الاجواء التي يعمد الفريقين الى تسريبها عكس ذلك، فالمستقبل وعلى لسان اكثر من نائب اكد ان بند الحوار الوحيد هو الاتفاق على رئيس للجمهورية، فيما تؤكد تسريبات الحزب عدم استعداده لمناقشة موضوعي سلاح المقاومة وربطا مشاركته في الحرب السورية، وان اولويته الحالية هي حوار حقيقي حول محاربة الارهاب التكفيري على قاعدة تحصين الوضع الداخلي والموقف الوطني، وتحت هذا العنوان يمكن ادراج البحث في ملف الفراغ الرئاسي.
في هذا السياق، تحدثت المصادر، عن تحركات تجري على اكثر من صعيد للدفع باتجاه تسريع الحوار بين الحزب والمستقبل وأن الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط يسعيان الى تأمين اطر الاخراج لهذا الحوار دون اي شروط مسبقة وذلك على قاعدة تفاهم الحد الأدنى في شأن مكافحة الارهاب وانتخاب رئيس الجمهورية. ولفتت الى توجهات جديدة بدأت تتبلور داخل الحزب والتيار تدفع باتجاه لقاء كسر الجليد بين الجانبين وهو ما تجلى في التوافق على التمديد للمجلس النيابي وتفعيل العمل الحكومي كمقدمة لانتهاء الشغور الرئاسي.
الى هذا التعقيد الداخلي، الذي قد يجد له استاذ عين التينة «ارنبا ما»، برز الى الواجهة، تعقيد اقليمي، يسعى الرئيس بري الى حل الغازه خلال لقائه السفير السعودي أمس، على حدّ قول المصادر، بعد الموقف المفاجئ للمملكة المطالب بإدراج حزب الله على لائحة الامم المتحدة للمنظمات الارهابية بالتعاون مع الولايات المتحدة الاميركية، مستندة الى انجازها المصالحة الخليجية من جهة، والتقارب الخليجي-المصري من جهة ثانية، والراحة التي امنها تعثر مفاوضات فيينا بين الدول الكبرى وايران.
تشابك يرى الكثيرون ان تداعياته معزولة عن الحوار المقترح، نتيجة مواقف الاطراف اللبنانية التي اعتبرت نفسها غير معنية بما تتخذه السعودية من قرارات، مقابل اعتبار حزب الله عدم وجود اي تاثير عملي لهكذا كلام في ظل موازين القوى الحاكمة داخل مجلس الامن، واصفة الامر بانه رد فعل جراء فشل مشروع المملكة في سوريا.
كل المعطيات تشير حتى الساعة الى ان الخيار الاوفر حظا عنوانه التريث، بحسب المصادر، لان المسالة تحتاج الى تدقيق معمق وضمانات، بحسب مصادر المستقبل، الذي تعكف اللجنة المشكلة من الرئيس الحريري لهذه الغاية على دراسة كافة جوانبه، في مقابل اللقاءات التي يعقدها الحريري مع قيادات المستقبل والاتصالات التي يجريها مع اطراف الرابع عشر من آذار، مصرا على الحصول على غطاء هذه القوى وتفويضها في اي حوار يقوم به.
هل هذه الاعتقادات في مكانها؟ وهل اقترب موعد الحوار بين الحزب والتيار؟ وبالتالي موعد الخروج من مازق الفراغ القاتل ؟
المؤشرات السياسية الفعلية لا تذهب في هذا الاتجاه رغم ما استجد من مناخات ايجابية وما ظهر من نوايا حسنة، قد تترجم في لقاء شكلي تحت «عباءة» رئيس مجلس النواب.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...