كثرت التأويلات والقراءات، تقول مصادر في «تيار المستقبل»، حول زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع والنائب سامي الجميل الى المملكة العربية السعودية، واخذ البعض ينسج روايات وسيناريوهات وفبركة اخبار عن اوامر ملكية لحضّ القوات والكتائب للسير في التمديد للمجلس النيابي او دعوة رئيس حزب القوات لسحب ترشيحه وامور كثيرة كانت موضع استنتاجات لا تمت للحقيقة بصلة واكدت المصادر ان زيارة جعجع والجميل الى السعودية ليست الاولى والظروف الامنية المحيطة بهما حالت دون قيامهما بهذه الزيارة وبالتالي الهدف منها كان التشاور حول الملف اللبناني ووضع المنطقة لما للسعودية من دور وموقع ومكانة على المستويين العربي والدولي اضافة الى ان المملكة وفق مصادر «المستقبل» دورها توافقي في لبنان ونقل عن مسؤوليها قبل الزيارة وبعدها انها لم ولن تملي على اي طرف لبناني اي موقف او تفرض على هذا المرشح وذاك اي خيار او قرار وعليه لن تدخل في التسميات لموقع الرئاسة الاولى او تتدخل في موضوع التمديد للمجلس النيابي وهذه الامور واضحة ومحسومة ويدركها الجميع من كافة الافرقاء.
واشارت المصادر الى ان السعودية لن تقف امام الحملات من قبل البعض في لبنان او تدخل في سجالات مع هذا وذاك اذ لم يسبق ايضا ان توقفت ازاء هذه الاجواء طوال العلاقات التاريخية التي تربطها مع لبنان والتي لم تشبها اي شائبة وبالامس القريب مر ربع قرن على اتفاق الطائف الذي وعلى الرغم من كل الانتقادات حوله من بعض اللبنانيين يعتبر من اوقف الحرب الاهلية التي دامت خمسة عشر عاما وكانت بصمات المملكة واضحة جدا في ولادة هذا الاتفاق عبر حرصها على استقرار لبنان وما سبقه من مؤتمر الرياض ومساعي سفيرها آنذاك في فترة الحرب الشيخ علي الشاعر الذي قام بدور بارز لوأد الفتنة في لبنان وتعرض لمخاطر كثيرة حينذاك خلال مهامه الديبلوماسية الشاقة في تلك المرحلة الصعبة ناهيك الى الدور المماثل لوزير الثقافة والاعلام الدكتور عبد العزيز خوجة الذي كان سفيرا في حقبة حرب تموز عام 2006 وما بعدها.
وتلفت مصادر المستقبل الى ان لقاءات جعجع والجميل في جدة اتسمت بالايجابية وانحصرت في المشاورات حول وضع لبنان والاستحقاق الرئاسي والارهاب ووضع المنطقة وبالتالي ان المملكة تقدر اصدقاءها الاوفياء دون ان يكون لها املاءات تجاه اية جهة سياسية كانت. لذا ما قيل عن اوامر ملكية حول الانخراط في التمديد هراء تضيف المصادر، خصوصا ان مساعي السعودية في هذه المرحلة وهذا ما جرى التطرق اليه مع زوارها يكمن في السعي لدعم الجيش اللبناني بعد الهبة السخية التي قدمتها الرياض وصولا الى انتخاب رئيس للجمهورية.
وهنا لا تستبعد مصادر المستقبل ان تقوم شخصيات اخرى بزيارة السعودية من اجل التشاور حول الوضعين اللبناني والاقليمي في حين يبقى ان الامر المؤكد ان زيارة جعجع كانت موفقة وايجابية وحظي بترحيب سعودي لافت ولم يطلب منه اي مسؤول سعودي سحب ترشحه او السير في التمديد وسوى ذلك. لذا ان المرحلة الراهنة ستشهد حراكا اقليميا لافتا تجاه لبنان تؤكد مصادر المستقبل من اجل الاستعجال في انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية وهذا الدور سيقوم به السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري من خلال لقاءات ومشاورات يجريها مع معظم الاطراف والزعامات والقيادات السياسية والروحية. ويتوقع وبعد التمديد للمجلس النيابي ان تتفاعل المشاورات اللبنانية – اللبنانية وكذلك اللبنانية – الاقليمية حيث ستتركز على موضوع الاستحقاق الرئاسي على الرغم من الصعوبات والتعقيدات المحيطة به واقتناع الجميع انه لن يكون هنالك رئيس الاّ في حال حصول تقارب سعودي – ايراني وايضا الاجماع على ان هذا التباعد او المواقف التي حصلت مؤخرا من جانبي الرياض وطهران فذلك له تداعيات على الداخل اللبناني المتلهف لأي تقارب بينهما.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...