اثبتت طرابلس بوعي معظم ابنائها انها مدينة التنوع والعيش الواحد ورافضة لكل اشكال الطائفية والمذهبية التي حاولت بعض القوى الباسها للمدينة من خلال ممارسات مذهبية متطرفة وبعد جولات عنف عديدة وشعارات نافرة وتحريض مذهبي من بعض منابر المساجد في محاولات جر المدينة الى مسار يعاكس تاريخها ووطنيتها المشهود لها لكن في النتيجة انتصرت ارادة الطرابلسيين لتعود المدينة الى اصالتها مع خطاب سياسي جديد لبعض نوابها وقياداتها بعد خطابات متشنجة كادت أن تودي بالمدينة في أتون المذهبية والطائفية وجعلتها مدينة ترعب الاقضية الشمالية الاخرى والذين اعتادوا ارتياد المدينة.
في ظل الاوضاع السائدة حاليا على الساحة الطرابلسية والتي بدأت تشهد استقرارا امنيا في شوارعها واحيائها شهدت المدينة اصواتاً باتت باعتراف الجميع شاذة وغير مألوفة حتى أن نوابا سبق لهم احتضان مجموعات متطرفة اعترفوا بأن تلك الاصوات هي «نشاز» ولا تمثل طرابلس ولا اهلها بل بدأت طرابلس تشهد تنافسا سياسيا على اثبات وطنية طرابلس وعلى عيشها المشترك وبالتالي اصدار مواقف مؤيدة لخطوات الجيش اللبناني.
لماذا وكيف حصل هذا ؟ وهل هي حالة آنية ومرحلية ام هو الوعي لخطورة المرحلة واخطار داعش الذي هدد لبنان بدءا من عرسال والسلسلة الشرقية ؟؟
يقول احد القيادات الطرابلسية ان التحول في مواقف بعض النواب والسياسيين وحتى لدى بعض القيادات الدينية مرده الى أمرين:
الامر الاول يتمثل في الموقف السعودي الذي اطلقه الملك عبدالله حين استدعى العلماء المسلمين وطلب اليهم مواجهة الارهاب التكفيري ثم الطلب الى قادة الدول العربية محاربة هذا الخطر وفي لبنان قيادات ونواب مرجعيتهم الادارة السعودية.
الامر الثاني ـ العودة المفاجئة للرئيس سعد الحريري بناء على طلب سعودي بالانتقال الى لبنان لضبط شارعه الذي بدأ بالانفلات وبعض نوابه ذهبوا بعيدا بالغلو حتى كادوا التماهي مع نهج داعش والنصرة ثم ضبط الشارع السني وفرملة اندفاعته نحو التطرف باعادته الى الاعتدال والوسطية.
وما تشهده طرابلس اليوم من هدوء لا سيما على صعيد اهالي الموقوفين الطرابلسيين انما هو نتاج تمن من النواب والسياسيين بان هذا الملف قيد المعالجة القضائية بعيدا عن الاضواء الاعلامية وان ملفات الموقوفين تدرس بعناية ولن يكون اي موقوف عرضة للظلم وان اي تحرك في الشارع ستكون نتائجه وخيمة على الموقوفين لان القضاء لا يعمل تحت ضغط الشارع.
وفي هذا السياق فان حالات متطرفة في طرابلس انكفأت ايضا وعادت للتواري عن الانظار بعد ادراكها ان الجيش اللبناني لن يسمح بالعودة الى الوراء بل سيكون حازما في مواجهة اي حالة انفلات امني.
ويقول قيادي طرابلسي ان المطلوب من نواب طرابلس وقياداتها السياسية مواصلة ضغوطهم لضبط خطباء المساجد وتوحيد الخطاب الديني الوسطي المعتدل وهي مسؤولية مشتركة بين القيادات السياسية والمرجعية الدينية الرسمية وعندئذ تبدأ الخطوة الاولى لمواجهة التطرف والارهاب التكفيري واعادة الشباب الى روح الاسلام الوسطي الرافض لكل اشكال الارهاب والتكفير بالعودة الى الفكر والتفكير الديني الصحيح وهذا مطلب جميع الطرابلسيين دون استثناء ما عدا قلة قليلة لا تمت الى حقيقة الاسلام بصلة.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...