ما كاد السفير الإيراني محمد فتعلي يطىء ارض وزارة الخارجية معلناً وضع تجربة بلاده في مكافحة الارهاب في خدمة الدولة اللبنانية لمساعدة المؤسسة العسكرية على التصدي لارهاب داعش، حتى انطلقت اوركسترا العزف، تقول مصادر في 8 آذار، على ايقاع رفض الهبة الايرانية بحجة العقوبات المفروضة على طهران، وبعد رفض تيار المستقبل العلني لها من خلال مواقف قياداته جاء دور النائب وليد جنبلاط الذي نصح وزير الدفاع بعدم زيارة طهران يوم غد حيث برأيه ان تلك الهبة ستدخل لبنان في عقبات واشكاليات في غنى عنها. ولاحقاً ستنضم كل قيادات 14 آذار لرفض المساعدة الايرانية وللضغط على مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب بدون الاخذ بعين الاعتبار للنتائج السلبية التي ستترتب عن هذا الموقف وانعكاساته على قضية تسليح الجيش الذي يبدو اليوم بأمس الحاجة لأي هبة او دعم عسكري في مواجهة حرب «النصرة» و«داعش» المتسللين الى العمق اللبناني لإنشاء الامارة الإسلامية الموعودة وتقويض السلم الاهلي واستنزاف المؤسسة العسكرية.
هذا التصعيد الذي تربطه 14 آذار باسباب تتصل على حد قولها بالعقوبات على طهران وبضرورة تفادي انزلاق لبنان في هذا الملف، ويبدو الرفض بالنسبة الى فريق 8 آذار بمثابة الحجة الواهية التي ستضيع على الجيش والمؤسسة العسكرية اسلحة من الجمهورية الايرانية غير مشروطة وهي تناسب العمليات العسكرية الجارية في جرود عرسال في الوقت الذي يحتاج الجيش الى كل مقومات الصمود حيث يمكن ان تندلع مواجهات او ان تلجأ النصرة واخواتها الى فتح اكثر من جبهة في اكثر من منطقة لبنانية، وحيث على الجيش ان يحارب الارهاب ويقضي عليه قبل تمدده الى الداخل، وحيث عليه ان يؤمن الانتشار العسكري من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب.
ومع ارتفاع حدة التصعيد لتعطيل الهبة في مجلس الوزراء وقبل زيارة وزير الدفاع سمير مقبل الى طهران للتباحث مع الفريق الإيراني في هذا الموضوع، فان السؤال الذي يطرح نفسه هل سيكون مصير الهبة الايرانية على غرار الهبة السعودية، وهل تصبح المساعدة الايرانية في مهب الرياح بفعل الفيتوات الداخلية والخارجية عليها لتطييرها؟ تؤكد اوساط سياسية مطلعة ان تسليح الجيش سواء من السلاح الروسي او الإيراني او من الهبة السعودية حاجة ماسة، ولكنه لا يزال خاضعاً للفيتوات وليس بعيداً عن الصراع بين الدول الكبرى ومصالحها واستراتيجيتها في لبنان وهو خاضع ايضاً للصراع بين النفوذ الاميركي والروسي في المنطقة. وبالتالي فان رفض البعض في 14 آذار ينطبق من حسابات خاصة وتلاقي هذا الفريق مع الاجندات الخارجية، وهو ليس جديداً فالرغبة الإيرانية بتسليح الجيش اصطدمت بالكثير من العقبات في الماضي وتحديداً في عهد الرئيس ميشال سليمان، وكذلك حدث مع هبة العشرين مليوناً لتمويل سد بلعه في البترون، والأمر ذاته يتكرر اليوم في سيناريو آخر باختلاف ان الوضع اليوم اكثر خطورة والقوى العسكرية بأمسّ الحاجة للسلاح المتطور لمحاربة الارهاب، فضربات التحالف الدولي لن تؤدي الى استئصال «داعش» و«النصرة» والقضاء عليهما وبالعكس فان ثمة مخاوف من تهجير المسلحين وتصديرهم الى الاراضي اللبنانية في حين ان محاربة «داعش» لبنانياً يحتاح اضافة الى القرار السياسي الى تسليح الجيش والى خطة لبنانية متكاملة لمواجهة «داعش» بدون السؤال عن مصادر السلاح ومن يهبه في هذه اللحظات الإقليمية الحرجة، خصوصاً ان هبة المليار دولار السعودية لم يتم تسييللها بعد في الوقت الذي تهدد مجموعات «داعش» واخواتها باحتلال لبنان تارة من البوابة البقاعية وتارة من الشمال.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...