في ترددات الشغور الرئاسي على الساحة الوطنية عموماً والمسيحية خصوصاً والمارونية على وجه التحديد، برزت دعوة البطريرك بشارة بطرس الراعي إلى “مبادرات شجاعة من قبل المرشحين لرئاسة الجمهورية ومن فريقي 8 و14 آذار”، قاصداً بذلك “إطلاق عجلة مصالحة تبدأ بالبيت الماروني الداخلي أولاً تمهيداً لمصالحة وطنية شاملة” حسبما كشف المسؤول الإعلامي في بكركي المحامي وليد غياض لـ”المستقبل”، مضيفاً: “لدى غبطته تصوّر لآلية تطبيق هذه المصالحة، تبدأ بالدعوة إلى لقاء كسر جدار الحقد في البيت الماروني”.
وعما إذا كان ذلك سيتجسد بدعوة إلى لقاء رباعي جديد للقادة الموارنة، أجاب غياض: “ربما يكون اللقاء ثنائياً في بداية الأمر” في إشارة إلى احتمال دعوة رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع للقاء ثنائي في الصرح البطريركي.
وإذ لفت إلى أنّ مبادرة الراعي تنطلق من أنّ “الأعداء يلتقون ويتحاورون فلن يصعب على الأخوة في الوطن الواحد أن يلتقوا ويتفقوا”، شدد غياض على الأمل في أن تكون هذه المبادرة بمثابة “كرة ثلج تبدأ بحلحلة العقدة الأصعب في البيت الواحد لتتسع فتشمل الساحة الوطنية”. ولفت إلى أنّ “البطريرك يحضّر لتأمين مناخ داخلي ماروني يتيح تأمين التوافق على رئيس الجمهورية العتيد، بعدما تبيّن أنّ الأزمة الرئاسية لها بُعد خطير وغير مقبول داخل البيت الواحد”، محذراً في هذا السياق من “انعكاسات خطرة كانت خافية لهذه الأزمة، جسدت بدورها أزمة كبرى لا تقتصر على رئاسة الجمهورية فحسب، بل تنسحب لتلفّ كل البلد”. وختم غياض بالقول: “غبطة البطريرك اكتشف أنّ مكمن علة العلل في البلد أبعد وأكبر مما نعيشه اليوم”.
وكشفت أوساط مقرّبة من البطريرك الماروني بشارة الراعي لـ”السفير” عن مبادرة تقتضي “عدم التشبث بالكرسي وتقديم بعض التنازلات”.
ونفت كل ما يقال عن “تصعيد شعبي قد يلجأ اليه البطريرك كأن يدعو الناس الى التظاهر امام مقرات النواب الذين يتغيبون عن جلسات انتخاب الرئيس”، مؤكدة “ان هذه ليست من اولويات البطريرك ولا من اسلوبه وانما هو ماض في مساعيه الحوارية”.
وأوضحت الاوساط ان ما سيقدم عليه البطريرك يندرج في إطار “تسمية الاشياء بأسمائها بمعزل عن المراوغة والتكاذب في مفاوضات يقال إنها قائمة ولكن فعليا يتبين ان الجميع يعلن ما لا يضمر”.