وصل الامر بين القوى الارهابية التي تمثلها «داعش» و»النصرة» وتوابعهما الذين سيطروا مؤخرا على مناطق في الجولان السوري المتاخمة للمناطق السورية التي تحتلها اسرائيل، وبين الاحتلال نفسه، الى حد تبادل الخدمات الامنية والعسكرية، حتى وصل الامر الى درجة المجاملة، بعد ان وجهت «المعارضة السورية» شكرها للعدو. بعد اسقاط طائرة حربية سورية في اجواء الجولان ، حيث تمنت المعارضة ان يشكل اسقاط الطائرة السورية سياسة جديدة من جانب اسرائيل ، وفق ما ذكر موقع صحيفة «معاريف» الصهيونية.
فـ «الغطاء الجوي» الذي بات يؤمنه العدو الاسرائيلي للمجموعات الاسلامية المتشددة في مناطق في الجولان ، فتح شهية القوى الارهابية على الاستفادة من الحالة العسكرية التي تفرضها اسرائيل على المنطقة ، بما يؤثر على عمليات المقاتلات الحربية التابعة للجيش السوري التي تستهدفها في منطقة الجولان ، وهو امر كان مطلبها على مدى العامين الماضيين ، حيث نادت بحظر جوي داخل سوريا، وينقل الموقع عن قيادي في «المعارضة» السورية قوله « نأمل ان يكون ذلك بداية واقع يكون فيه المجال الجوي السوري ، وبشكل خاص في منطقة الجولان خال من طائرات النظام»، فعمليات كهذه تساعدنا جدا على دفع مستقبل جديد في العلاقات بين اسرائيل وسوريا.
ويرى بعض المراقبين والمحللين الاستراتيجيين الصهاينة، ان هناك ارتباطا وثيقا بين ما يجري في الجولان من سيطرة عسكرية لمناطق في الجولان السوري متاخمة للمناطق السورية المحتلة، وبين الجبهة القائمة اصلا عند الشمال الفلسطيني المحتل المتاخم لجنوب لبنان، حيث ينتظر «حزب الله» بقدراته القتالية وترسانته الصاروخية، الشارة الاسرائيلية الاولى لبدء اي عدوان جديد على لبنان، وتقول صحيفة «اسرائيل هيوم»، أن «التحدي الأساسي الذي تواجهه اسرائيل اليوم هو في الشمال، فالجولان السوري يسقط بالتدريج بأيدي ما يسمى المعارضة السورية المسلحة، التي تركز حاليا قتالها ضد قوات النظام السوري التي لا زالت متواجدة في قرى شمال الجولان».
وأشارت الصحيفة إلى أنه «حتى في ظل عدم وجود معلومات مثبتة، من الممكن الافتراض بأن طائرة السوخوي -24 السورية التي اسقطتها اسرائيل ، كانت جزء من هذا القتال، لكن لحظة اختراقها الحدود لم يكن لسلاح الجو الاسرائيلي أي خيار سوى إسقاطها، لأن أي اختراق لا يهدد المدنيين الصهاينة فحسب، بل سيُعتبر لدى الطرف الثاني تردداً خطيراً». وترى الصحيفة أن «الجبهة الشمالية قابلة للانفجار في اي لحظة.. فالقتال الدائر إلى جانب الحدود في سوريا ينزلق بإستمرار نحو إسرائيل ومن الممكن أن يتدحرج ويؤدي إلى إنفجار، و«حزب الله» الذي يُبدي علامات عصبية متزايدة ، على خلفية الهجمات التي شنت ضده في لبنان وتنسب إلى «إسرائيل» « كل هذا يؤدي إلى أن الردع الذي وفّر ثماني سنوات من الهدوء في الشمال بدأ يتآكل، ان الحساسية الاسرائيلية في الشمال تبرز أكثر مقارنةً بالهدوء النسبي السائد على الجبهة الفلسطينية». مشيرة الى ان تقديرات الاجهزة الاستخباراتية الصهيونية ، وبخاصة «امان» و«شاباك» تؤكد ان لا مصلحة لحركة «حماس» وبقية المنظمات الفلسطينية في مهاجمة اسرائيل خلال الفترة القريبة المقبلة.
وبحسب صحيفة «هآرتس» الصهيونية ، فان الاسرائيليين مطمئنون لـ «داعش»، انطلاقا من ان « اسرائيل لا تهمها»، وقال ضابط صهيوني رفيع ان اسرائيل ليست هدفا لتنظيم «داعش» ، وهي لا تهمه، لكن من المهم التعامل معه بجدية، مشيرا الى ان «داعش» تسيطر على حقول نفط تؤمن لها ما بين ثلاثة الى ستة ملايين دولار ، اضافة الى مداخيل من اعمال السرقة والابتزاز وتحصيل فدية الخطف الجارية.
في كل الاحوال، وامام الهواجس التي تطفو على السطح الاسرائيلي من اشتعال الجبهة الشمالية مع لبنان ، يقف الاسرائيليون حائرين في تفسير الاشارات والتلميحات التي اطلقها امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله في خطاب «الرد على عمليات التزوير والتحريف والتحريض» التي تستهدف «حزب الله» في ملف عرسال وقضية العسكريين المخطوفين لدى «داعش»، فاسئلة كثيرة طرحت في اوساط كبار المحللين الاستراتيجيين الصهاينة، حول حالة الارتياح التام الذي يبديه «حزب الله» من وضعه ، في معركته ضد «داعش» وتوابعها داخل سوريا وفي لبنان، وسط مخاوف اسرائيلية من ان توفر ظروف المواجهة مع «داعش» تمددا جديدا لـ «حزب الله» في مناطق لم يكن في وارد تعزيز نفوذه فيها.
لكن يبقى الخوف الاكبر للكيان الاسرائيلي ، مصدره القدرة العسكرية والقتالية لحزب الله، وهم لا يغالون حين يؤكد بعضهم .. ان «حزب الله» بات قادرا على خوض مواجهة لاي عدوان اسرائيلي على لبنان انطلاقا من الجنوب ، وفي الوقت نفسه، هو قادر على مواجهة خطر «داعش» انطلاقا من عرسال.
سي أن أن: تحذير بايدن من النووي الروسي لم يبن على معلومات استخبارية
قال العديد من المسؤولين الأميركيين لشبكة CNN إنّ "تحذير الرئيس جو بايدن ليلة الخميس من أن العالم يواجه أعلى احتمال...