بدأ التوتر يخيم على العلاقات بين جماعة الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام في
اليمن الذي يترأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بعد أن قام مسلحون حوثيون، لأول
مرة، باقتحام مقر الحزب في مديرية مذيخرة بمحافظة إب.
وقال القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام عبدالملك الفهيدي لوكالة الأنباء
الألمانية إن اقتحام مقرات الأحزاب هو عمل مرفوض من قبل اي جماعة مسلحة، مشيرا إلى
أن الذين اقتحموا مقر الحزب قالوا أنهم من جماعة الحوثيين.
وأوضح الفهيدي ان هذا العمل يخالف العلاقة بين الشركاء السياسيين ومن بينهم
جماعة الحوثيين.
واضاف: «اقتحام مقر حزب المؤتمر عمل نحن ندينه، كما يعتبر دليلا واضحا على عدم
وجود أي علاقة أو تحالف بين الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام »، مشيرا إلى أنه
من مسؤولية الدولة حماية مقرات جميع الأحزاب.
ويعتبر محللون سياسيون حزب المؤتمر الشعبي العام وجماعة الحوثيين حلفاء المرحلة
الراهنة التي تمر بها اليمن، ولم يسبق أن قام مسلحو الحوثي باقتحام مقر لحزب
المؤتمر بينما اقتحم مسلحو الحوثي العديد من مقرات حزب الإصلاح الإسلامي الذي يعد
واجهة الإخوان المسلمين باليمن، إضافة إلى اقتحام منازل بعض قادة الحزب.
ومن جهتهم، رفض العديد من قادة الحوثيين السياسيين التعليق على عملية الاقتحام،
بذريعة أنهم لا يملكون المعلومات الكافية حول ما حدث في مقر الحزب حتى اللحظة، كما
لم تتبن الجماعة عملية الاقتحام بشكل واضح.
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي محمد الحسني إن قيام مسلحين من جماعة
الحوثيين باقتحام مقر حزب المؤتمر لم يكن مدروسا من قبل الجماعة، مرجحا أن يكون
مسلحو الجماعة قاموا بهذه الخطوة دون التنسيق مع القيادة السياسية.
وأضاف« التحالف الحاصل بين الحوثيين وحزب المؤتمر أصبح واضحا أمام الجميع، وفي
حالة وجود أي خلافات بين الطرفين فستظهر على شكل خلافات سياسية قبل أن تنتقل إلى
الميدان، مشيرا إلى أن حزب المؤتمر سيحاول الاستفادة من هذه النقطة بقدر المستطاع
ليثبت أنه لا يوجد أي تحالفات مع الحوثيين. وفي سياق آخر، استمرت الاشتباكات في
قرية خبزة مديرية رداع بمحافظة البيضاء بين مسلحي الحوثي وعناصر من تنظيم القاعدة
بمساندة القبائل، حيث سقط في المواجهات ما يزيد على 80 قتيلا معظمهم من الحوثيين.
وقال الناطق الإعلامي لمديرية رداع ناصر الصانع إن هذه المواجهات استخدم فيها
مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بما فيها صواريخ «لو» و«آر بي جي» وغيرها، مشيرا
إلى أن هناك ضحايا من المدنيين بينهم 7 أطفال قتلوا في قصف على إحدى المدارس التي
يسكن فيها النازحون.