هذه الجلسة الوزارية لم يعوّل عليها البيئيون كثيرا، فما يخشونه بات يهدد مستقبل البيئة في لبنان، والسبب واضح وضوح الشمس ” ان الدولة لا تبحث عن حل لمشكلة النفايات وانما عن طريقة لإستمرار احتكار شركة واحدة لمعالجة النفايات”. إختلفت وجهات النظر بين الحكومة و”الحركة البيئية ” ، إتسعت الهوة بينهما بعدما تعارضا على ايجاد حلول مشتركة ، والايام المقبلة ستكشف لنا من يكسب الجولة البيئية كما يصرّ الطرفان على ايصاله “المصلحة العامة”.
نقطة ع السطر
يؤكد الوزير المشنوق في حديث الى صدى البلد ” ان هناك بدائل اكيدة عن مطمر الناعمة في الشوف والشمال لكن لا يمكننا الحديث اكثر عن الموضوع قبل انتهاء الدراسات التي تقوم بها اللجنة المُكلفة. لقد تقرر توسيع قدرة معمل انتاج الكهرباء المقام عند مطمر الناعمة – عين درافيل لتصل الى 6 ميغاواط منتجة من غاز النفايات ?ضاءة البلدات المجاورة، كذلك تقرر دفع الحوافز للبلدات التي قبلت بإقامة مطامر في أراضيها. نحن نقوم بكل ما يلزم لكن ليس بإمكاني الاستفاضة اكثر لأن الاجتماعات ما زالت مستمرة ولا خوف من تجديد مطمر الناعمة كما يصرّ البعض على تصويره”.
هذه الجلسة التي تأجلت بسبب ضيق الوقت عادت لتُعقد بعدما بات وعد المسؤولين على المحك ومنهم رئيس الحكومة تمام سلام. خلاصة قرارات اللجنة الوزارية المتعلق بموضوع النفايات تقضي بالموافقة على خريطة الطريق المقترحة من مرحلتين للإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة وتكليف الجهات المختصة المباشرة بوضع المرحلة الاولى منها موضع التنفيذ. يعلّق رئيس ” الحركة البيئية اللبنانية” بول ابي راشد على جلسة مجلس الوزراء بالقول ” ان ما جرى امس الاول اكبر دليل على العجز العلمي للمسؤولين، فالدولة لا تبحث عن حل لمشكلة النفايات وانما عن طريقة لإستمرار احتكار سوكلين لمعالجة النفايات. إذ لا يمكننا تسليم كل جبل لبنان وبيروت الى شركة واحدة وهي تحتوي على كميات هائلة من النفايات لأنها عاجزة عن معالجتها بطريقة صحية وبيئية، وهذه هي جذور المشكلة. لذلك نحن اليوم كحركة بيئية نتصادم مع الحكومة لأنها تتعاطى مع الملف بطريقة سلطوية واحتكارية اكثر من معالجتها للمشكلة بطريقة نهائية وحلول مستدامة وليست ظرفية”.
التمديد مجددا ؟
” ان الدولة تضع التمديد لشركة “سوكلين” نصب عينيها” هذا ما يشدد عليه ابي راشد في حديثه، ” هناك 3 حلول تبحث فيها الحكومة وهي غير نافعة بيئيا وتتلخص بالآتي : ايجاد مطمر بديل عن مطمر الناعمة، التجديد لمطمر الناعمة او انشاء محارق. ان عدم ذهاب مجلس الوزراء الى ايجاد حل مستدام للنفايات يجد نفسه ملزماً بالتمديد. ويكمن تخوفنا في ان يكون التمديد لسوكلين يعني تمديداً لمطمر الناعمة بطريقة غير مباشرة لكن الاكيد ان اهالي المنطقة لن يرضوا بهذا الحل لا سيما بعد وعد الرئيس سلام لهم بعدم القبول بالتمديد وكذلك النائب وليد جنبلاط بإقفال المطمر نهائيا”.
تدوير الزوايا
هذه الحلول تعتبرها الحركة البيئية غير مستدامة وبإمكان الدولة الالتزام بالحل الذي تقدمت به الحركة وهو حل اللامركزية الذي يعتبر اقل تكلفة على الدولة واكثر منفعة، لكن للاسف لم يجد اقتراحنا طريقه الى وزارة البيئة لمناقشته وتبنيه. بإختصار يقول ابي راشد “يريدون خصخصة النفايات، بحيث نقسم لبنان الى 6 اقضية ومعالجة النفايات فيها كلٌ على حدة. تقضي الخطة بايجاد مقلع او كسارة متوقفة عن العمل وبعيدة عن الناس وتحويلها إلى معامل ومراكز فرز تقوم بـ”تسبيخ النفايات العضوية وتخزين العوادم، والسعي إلى تحويل النفايات إلى طاقة اي استرداد حراري في معامل الإسمنت. ان الحل اللامركزي الذي نقترحه لا يحتاج الى مطمر كما انه يؤمن 40 دولارا على كل طن نفايات. لذلك اناشد رؤساء البلديات للتدخل سريعا وعدم الخضوع للحوافز المالية التي تقدمها الحكومة للقبول بإنشاء مطمر على ارضها. كل ما يلزمنا هو المطالبة بحل بيئي لامركزي بالتعاوم مع الجمعيات والقطاع الخاص والبلديات”.
وازاء كل ما قيل يبقى السؤال ما البديل عن مطمر الناعمة وهل تلتزم الحكومة بوعودها وخططها ام ان المقررات ستبقى حبرا على ورق؟