عقد معهد واشنطن الأميركي ندوة حول التحديات التي تواجه الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط تخليدا لذكرى السفير الأميركي السابق في تل أبيب صمويل لويس الذي اعتبر من صانعي السياسة الأميركية في المنطقة لسنوات طويلة وقد شارك في الندوة كل من : نائب وزير الدفاع السابق في إدارة جورج بوش والباحث في معهد اميركان انتربرايز بول وولفويتزوهو من رموز المحافظين الجدد البارزين رئيسة معهد كارينجي جيسيكا توكمان ماثيوز و الدبلوماسي الأميركي السابق المقرب من الدوائر الصهيونية دينيس روس.
أولا في الملخص الذي نشره معهد واشنطن لوقائع الندوة تلفت الانتباه عبارة في مداخلة رئيسة معهد كارينجي جيسيكا ماثيوز حول سبل التصدي لخطر الإرهاب في سورية : «يمكن للمرء الآن تخيّل قبول نظام الأسد والمعارضة السورية المعتدلة وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يسمح لهما بالتركيز على التهديد المشترك، الذي يشكله تنظيم «الدولة الإسلامية»، والذي سفك دماء من الطرفين في الأشهر الأخيرة.»
العبارة الصادرة عن رئيسة واحد من اهم مراكز التخطيط السياسي في الولايات المتحدة قد تعبر عن نواة توجه في صلب المؤسسة الأميركية الحاكمة وربما لا، لكن السؤال عن فرص وجود معارضين لديهم الاستعداد للتعاون مع الدولة الوطنية وقواتها المسلحة يطرح نفسه بالفعل في مجال البحث عن أفضل السبل لحماية سورية والدفاع عنها ودحر المخاطر التي تتهددها .
فالسؤال يدور عن وجود مثل تلك المعارضة المعتدلة التي تتحدث عنها ماثيوز وتعرفها بقبول الانتقال إلى توحيد الجهود والعمل المشترك مع الدولة الوطنية السورية بدلا من محاربتها والدعوة إلى إسقاطها – يصر العقل الأميركي وادواته المحلية على تسمية الدولة بالنظام – والهدف المشترك الذي تقترحه ماثيوز هو التصدي للخطر الذي يمثله الإرهاب التكفيري على البلاد وهو خطر وجودي اختبره المواطنون السوريون في جميع المناطق التي تواجد فيها القتلة والإرهابيون الإلغائيون الذين نفذوا عمليات إبادة جماعية ويسعون إلى تعميم نمط من التحكم والسيطرة الإلغائية بصورة مخالفة لمنظومة القيم والمعتقدات والتقاليد الاجتماعية السورية الراسخة عبر العصور.
ثانيا في الواجهة السياسية للمعارضات السورية «الخارجية » وكذلك في التركيبة الهيكلية للجماعات العسكرية التي تقاتل ضد الدولة الوطنية السورية وحتى تاريخه لم يظهر أي كان استعدادا للسير بشجاعة نحو أجندة جديدة عنوانها مكافحة الإرهاب التي أعلنتها الدولة الوطنية اولوية حاسمة منذ جولات الحوار في جنيف ومؤخرا أبدى الوزير وليد المعلم ومسؤولون سوريون آخرون جاهزية دمشق للتعاون مع المعارضين المستعدين لضم الجهود في سبيل حماية سورية والدفاع عنها انطلاقا من حوار وطني سوري حول سبل بناء الشراكة الوطنية في مسيرة الدفاع عن سورية وإلحاق الهزيمة بعصابات الإرهاب التكفيري ان انضمام مجموعات سياسية وفصائل مسلحة أيا كان حجمها إلى جهود الدولة الوطنية في هذا التوقيت من شأنه ان يعجل في خلاص سورية وان يخفض من حجم الخسائر وهو يقرب من ساعة انتصارها واسترجاع الاستقرار والأمان وهذا هو الهدف الذي يجمع عليه السوريون العاديون من المقيمين والنازحين الراغبين بالعودة إلى وطنهم بعدما ذاقوا من الويل والذل وأعادوا اكتشاف حقيقة دولة الرعاية والتنمية التي استهدفتها المؤامرة على سورية ويبدي الملسوعون بويلات الحرب العدوانية حنينا إليها أقوى من موجات الحقد والضغينة التي يبثها الضالعون في المؤامرة على سورية.
الدولة الوطنية السورية تفتح الأبواب على مصراعيها منذ فترة بعيدة والمعارضة الوطنية السورية التي تقف إلى جانبها وخلف القوات المسلحة في محاربة الإرهاب وبالتصدي للضغوط الاستعمارية منخرطة في المعركة السورية المصيرية بينما يبدي الرئيس بشار الأسد من خلال مسار المصالحات الذي يرعاه تصميما قويا على احتواء المتورطين ومنحهم فرصا جديدا للعودة إلى حضن الوطن وفق التعبير السوري الدارج .
ثالثا الإشارة التي اوردتها ماثيوز تستكمل تقديرا للوضع السوري أوردته مراكز دراسات أميركية عديدة حول حملة أوباما ومحوره انه لا مجال لكسب الحرب على الإرهاب دون التعاون مع الدولة الوطنية السورية وقواتها المسلحة بمناسبة الكلام المتكرر عن الحاجة إلى قوات برية تستطيع التقدم على الأرض والسؤال الذي يطرح نفسه هل لدى الولايات المتحدة في الواجهات المعارضة والجماعات المسلحة من تستطيع دفعهم في طريق الحوار والشراكة مع الدولة السورية وهل تملك واشنطن الإرادة والقدرة لإلزام مثلث العدوان الإقليمي ( تركيا وقطر والسعودية ) بتبني مثل هذا التوجه واتخاذ تدابير صارمة للتحكم بالتمويل والتسليح بناء عليه ؟
لا إجابات واضحة على هذه الأسئلة وجميع مؤشرات الممارسة الأميركية تدل على مواصلة العمل ضد الدولة الوطنية مع استمرار التصميم على دعم جماعات المرتزقة والإرهابيين الذين وضعت برامج اميركية لتدريبهم لسنوات في تركيا والسعودية حيث تتواجد المعسكرات المنتجة للإرهاب التكفيري .
الجيش العربي السوري لن ينتظرأحدا بالتأكيد فهو يواصل القيام بواجبه الوطني والقومي لحماية بلاده وتحرير ترابها من عصابات الإرهاب بجميع مصنفاتها ويافطاتها والفرصة ستفوت بمرور الزمن على الولايات المتحدة وما تستخدمه من طلاءات متلونة لعملائها امام دينامية المسيرة التي تقودها الدولة الوطنية .
غالب قنديل
مقتل قياديين اثنين من “داعش” في غارة أميركية شمالي سوريا
أعلنت القيادة المركزية الأميركية، مقتل قياديين اثنين ينتميان لتنظيم "داعش" في غارة جوية، في القامشلي شمالي سوريا. وقال بيانٌ للقيادة...