سيذكر التاريخ أن شعبنا صبر على البلوى وأمسك جراحه، من فخامةٍ حملت كل شيءٍ إلا إسم الوطن وهموم مواطنيه وأباحت الكرامة التي لم نعد نمتلك غيرهاالرئيس المتبجح بتاريخه النضالي لم يزر بيت شهيدٍ، ربما (برستيج) الرئاسة والبروتوكول لا يسمحان له النزول من برجه العاجي الذي شيده “طوبة طوبة” على أكتافنا بعد أن جبل مداميكه بدمائنا.
صاحبُ الفخامة “سيُغادر”! ونحن ستجتاحُنا نشوة فرحٍ لم يعرفها اللبنانيون طويلاً، حيثُ تاهت على أبواب المشافي بحثاً عن دواءٍ لطاعنٍ في السن لا معيل له، بينما رئيسُنا يُسافر إلى “ألام الحنون” على نفقة الدولة لعلاج “شعرةٍ” تُزعجُ أنفهُ وبعدها يستجمُ في غابات الصيد مع الازلام تحت شعار الدول الاشتراكية. ملايين الشعب صرفها للحاشية التي ظنت أنها في سلطنة بروناي وزعيمهم (حسن البلقية)، كيف لا وهو الحائز على أكبر نسبة هدرٍ وفشلٍ في الادارة والحوار الذي زرع طاولته وروداً سقاها دموع الأمهات في الرويس وحارة حريك وعبرا ونهر البارد والنأي بالنفس.
يا صاحب الفخامة السابق بعد اليوم لن نذكر إسمك إلا جنب كبار المزورين من برلسكوني إلى اسكوبار، بعد اليوم سنُحسنُ إختيارنا حرصاً على الذين حنثت بقسمك أمامهم يوم التوافق عليك وتعديل الدستور الذي إستسهلت تعديلهُ قبل إكتشافك الخشب ولعيَّ النفس وكازينو لبنان والبورصات الخاسرة التي تراهن عليها دوما.
سيطوي التاريخ صفحة رئيسٍ طعن “دمشق العروبة ” ظنا من مستشاريه الصناديد تلاميذ “صفوت الزيات”، أن الأسد سيرحل مع أول داعشيٍ سعوديٍ بلباسٍ شيشاني ولكنته العبرية الفصحى. لكن زئير الأسد وصل عنان السماء، والدواعش وملكهم المهزوز ذهبوا إلى ” كزبلنكا المغرب” إنتظاراً لملك الموت، وعينوا ولياً لولي العهد في سابقةٍ لم تحصل حتى عند كبار الفراعنة منذ ما قبل الاسلام والمسيحية. أنظر إلى كفك ماذا أعطاك هذا البلد وماذا قدمت له؟ كم عائلةٍ ودعت ولدها صباحاً وأعدته إليها جثةً هامدةً في المساء تحت شعارٍ دميم إسمه “النأي بالنفس” فتعاظم الإرهاب ونحن من دفع الثمن من محمد الشعار وملاك زهوي وعباس كرنيب وحمزة الحاج حسن؟ المخجل في وجودك بهذا المنصب لسنواتٍ ست خلت، أنك وعدتنا أن تكون رئيساً لكل اللبنانيين، فظننت نفسك إلهاً ونحن يجبُ علينا عبادتك وصرت تحاسب منتقديك بحجة التشهير، وتسمح للمحكمة الدولية إستدعاء صحافيين لسماع أقوالهم في مخالفةٍ لأبسط مسلمات العمل الصحافي والديمقراطية.
أين إنجازاتك غير منع لبنان المشاركات الدولية في كرة السلة إرضاءً لنجلك؟ وأين الإستشفاء للمواطنين واستخراج النفط ومكافحة السرقة والهدر والطرقات المُعبدة وتسليح الجيش بلا إرتهانٍ لأحد والزراعات البديلة لأهالي البقاع وتسوية أوضاع السجون والمصالحات والمهجرين وحفظ المقاومة وكرامة الشعب وأين وأين؟ عهدٌ ثلثه إنتظار تشكيل الحكومات وثلثه صيدٌ لإرضاء غريزة الدم في محميات الدول المتحضرة، وثلثٌ طعنات للمقاومة بحجة النأي بالنفس. لذا الشعب ينتظرُ رئيساً بدل الفراغ الذي نعانيه بوجودك.
من موقع الخبر برس
بقلم: محمود هزيمة
للتواصل مع الكاتب عبر الفايسبوك:
www.facebook.com/mahmoud.hazime