وقع خبر سيطرة الجيش السوري على بلدة “زبدين” جنوب شرق الغوطة الشرقية كالصاعقة على المسلحين الذين لم يصدقوا ما حل بهم، ولم يصدقوا كيفية فرار زملاؤهم من المعركة تحت الضغط العسكري نحو بلدة “دير العصافير” إلى الشمال منها!.
جنون المسلحين وهم يشاهدون قوات الجيش السوري تدخل البلدة ظافرة أخرجهم عن طورهم، فقرّروا الهجوم عكسياً ولو بهجمة إنتحارية لعدم ترك الجيش يهنأ بما أنجز وحقّق، فإندفع العشرات منهم نحو أطراف البلدة محاولين إستردادها مجدداً. الجيش ذو المعنويات العالية رصد ما يحصل وواجه الحديد بالحديد والنار بالنار، ففورة المسلحين إمتُصّت واُحبِطت على الأطراف، وأجبر الجيش المهاجمين على الإنكفاء نحو كتلٍ سكنية محدودة في حي “الرقراق” عند الطرف الشمالي لزبدين من جهة بلدة “دير العصافير”.
على هذا الجزء ركّز الجيش ضرباته مستخدماً قذائف الميدان التي غطّت القوات التي أخذت تبحث عن فلول المسلحين حيث واجهتهم بإشتباكاتٍ محدودة وعمليات كرٍّ وفرٍّ في الكتل السكنية في الحي المذكور وبعض المزارع المرتبطة بـ “دير العصافير”. مسلحون في البلدة المذكورة، حاولوا الرد على السقوط، بإسقاط قذائف هاون إستهدفت بعض المناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش في “زبدين” دون سقوط إصابات.
التنسيقيات كعادتها واكبت “الهجوم الجنوني” بسيلٍ من الأكاذيب والإشاعات عن السيطرة على مناطقٍ واسعةٍ في البلدة!، ذلك بقي في الفضاء الإلكتروني دون ان يتعداه، حيث ان الجيش ثبّت نقاطه في البلدة، فيما أخذت وحدات الهندسة بالبحث عن العبوات والتشريكات والمفخخات التي خلفها المسلحون قبيل فرارهم. التنسيقيات هذه التي إدعت السيطرة على أجزاءٍ من البلدة، لم تقدم الدليل، وفجأةً تراجعت لتتحدّث عن سيطرة على “مزراع” إلى الشمال من “زبدين” لجهة “دير العصافير”، علماً ان هذه المناطق لم يكن الجيش قد دخلها بعد، وعملياً، هي واقعة تحت سيطرة المسلحين الموجودون في “دير العصافير”.
“الفلول الموجودة في الجزء الشمالي سيتم التعامل معها”، امرٌ لا تخفيه القيادات العسكرية السورية التي تتعامل مع الموقف. على خطٍ موازٍ، تتحضّر وحدات الجيش للتقدم نحو بلدة “دير العصافير” المواجهة، التي تعتبر نقطة هامة في سياق تأمين هذا الجزء من الغوطة الشرقية والتفرّغ نحو مناطق الشمال. وحدات الجيش هنا تتحضّر فعلياً لهذا التقدم، مستغلةً إنهيار المسلحين، والمعنويات العالية لدى جنود الجيش وقوات الدفاع.
معركة زبدين، وبحسب مصادر غير مؤكدة، إرتقى فيها 10 شهداء للجيش السوري في آخر يوم معارك، ينضمون لقافلة الشهداء الذين إرتقوا في معركة الدفاع عن دمشق وسائر سوريا.