لم يأت حديث قائد الجيش العماد جان قهوجي عن مخطط كبير لتحويل محافظة الشمال وتحديدا عكار الى ولاية من قبل المجموعات التكفيرية على غرار الرقة ونينوى وغيرها من المناطق السورية والعراقية، من العدم بل هو نتيجة معلومات استخباراتية جمعتها الاجهزة الامنية من وقائع ميدانية ونتيجة الاعترافات التي ادلت بها العناصر الارهابية التي تم القاء القبض عليها في الآونة الاخيرة كلها تحدثت خلال اعترافاتها عن مخطط كبير تنوي الجهات التكفيرية وتحديدا داعش تنفيذه في الشمال انطلاقا من البقاع.
من اين سينطلق هجوم هذه المجموعات وكيف ستوزع عناصرها على طول الخط الممتد من عرسال مرورا بعكار وصولا الى طرابلس؟
تشكل منطقة عرسال وتحديدا الجرد نقطة انطلاق العملية العسكرية للمجموعات المسلحة نحو اللبوة ومنها الى بعلبك، ومن هنا نلاحظ العمليات المتواصلة من قبل تلك المجموعات لفتح خط امداد لها باتجاه اللبوة وربطها بالداخل السوري عبر رأس المعرة.
المخطط يسعى الى فك عزلة المجموعات المسلحة عبر تلك النقاط التي تشكل خط تواصل مع منطقة الهرمل – بيت جعفر وصولا الى جبل القموعة الاستراتيجي في بلدة القبيات المسيحية حيث يتم ربط السلسلتين الشرقية والغربية عبر تلك النقاط ومع تقدم تلك المجموعات عبر هذا الخط تكون قد سيطرة على قسم كبير من البقاع وربطه بمنطقة عكار عبر نقطة القموعة التي تشكل محورا استراتيجيا لتلك المجموعات فمنها تستطيع التمدد باتجاه القرى المسيحية في المنطقة كالقبيات وعندقت وشدرا ومنجز مستندة الى خلايا نائمة في مناطق ذات غالبية سنية كجبل اكروم ومشتى حسن وحمود ووادي الخالد وعيدمون حيث تحيط تلك القرى بالبلدات المسيحية العكارية.
عين داعش على الواجهة البحرية في العبدة كأول مرفأ للتنظيم
من جبل القموعة ايضا تستطيع تلك المجموعات التوجه شرقا باتجاه فنيدق وعكار العتيقة لتجتاح ضيعا مسيحية متاخمة كبيت ملات وممنع وبينو لتصل الى سهل عكار وعينها على الواجهة البحرية في منطقة العبده المتاخمة لنهر البارد ولعل الهدف الاساس من تلك العملية هو هذا الهدف حيث يسعى داعش الى تأمين منفذ بحري على المتوسط برأيه قد يكون في شمال لبنان لأنه الحلقة الاضعف.
تعول المجموعات المسلحة على الخلايا النائمة في تلك المناطق فبرأيها عكار ذات الغالبية السنية تستطيع ان توفر لها بيئة حاضنة مع وجود تلك الخلايا تساعدها على تطبيق مخططها وربط المناطق العكارية بطرابلس عبر المنية والضنية.
أمير الولاية.. من أل الزعبي
وفي هذا الاطار يأتي الكلام عن تعيين تنظيم داعش لاحد ابناء عكار من آل الزعبي اميرا عن الامارة المفترضة
عقبات كثيرة امام هذا المخطط وتضعها التنظيمات الارهابية نصب اعينها ولعل ابرزها ربط البقاع بمناطق عكار حيث تشكل القرى الشيعية حصنا بوجه هذا المخطط كما يقول خبراء عسكريون فمنطقة الهرمل تحديدا حيث النفوذ القوي لحزب الله فيها تتواجد قاعدة عسكرية كبيرة للحزب وتقع في منطقة وادي سباط في بيت جعفر وهناك يفرض الحزب طوقا امنيا محكما عليها ومن الصعب جدا اختراقها من قبل تلك المجموعات الا بعملية ضخمة جدا وهي بالوجهة الاستراتيجية معدة لحرب اقليمية اذا ما حدثت فمن هنا فان المجموعات المسلحة تدرس سيناريوهات كثيرة لتخطي هذه المنطقة الا ان الاستعدادت العسكرية الكبيرة المقابلة تمنع المسلحين حتى الآن والتنسيق الدائم بين اهالي المنطقة والجيش اللبناني كان له تأثير كبير في احباط المخططات الدائمة خصوصا وان فرقة من المغاوير متواجدة هناك وباشراف من العميد شامل روكز وقاعدتها شمالا في حامات كما ان الجيش في كل نقاطه العسكرية الموزعة شمالا مجهز وعلى استعداد متكامل مع القيادة لمواجه اي سيناريو محتمل وفي هذا السياق تأتي المداهمات في القرى التي يتواجد فيها نازحون سوريون كالبيرة وعيدمون وخربة داوود حيث يتمركز عددد كبير من المسلحين هناك وقد فكك الجيش خلايا كثيرة منها واعتقل افرادها.
وقد جاء تحذير قائد الجيش العماد جان قهوجي عن نية المسلحين الانقضاض على الشمال من البقاع ليكشف مخطط اقامة امارة اسلامية هناك وتحويل واجهة العبدة البحرية الى قاعدة لتنظيم داعش لتكون اول قاعدة بحرية لدولته الإسلامية.
سمر فضول