هل صحيح ان المسيحيين قلقون من لقاء المستقبل مع حزب الله؟ تجيب اوساط في الرابع عشر من اذار بشيء من الحياء ان ما يحصل يأتي من خلال الاطار العام الذي رسمته هذه القوى بان كل شيء يخدم القضية اللبنانية سوف تقوم به، غير ان لقاء حزب الله مع تيار المستقبل دون تنسيق معنا يمكن ان يخلق «نقزة» اقله لناحية الاتفاق فيما بعد على رئيس للجمهورية لا يرضي الافرقاء المسيحيين وهذا ما يحدث انتقالا جديدا في كيفية في حده الادنى التنسيق مع بعض وليس على حساب البعض.
ومن جهتها تتخوف مصادر في الثامن من اذار من ان يكون هذا اللقاء سيتناول عناوين عديدة خارج اطار الاستحقاق الرئاسي والمسيحيون بعيدون عنه كالتطرق الى اتفاق اسلامي سني – شيعي على مواضيع تسبب احراجا للاطراف المسيحية ولديها ملاحظات جوهرية عليه.
الا ان اوساطا سياسية مستقلة تضع اللوم على القيادات المسيحية التي يتقاعسها اوصلت الامور الى مرحلة مصادرة المركز الاول المسيحي لهم في الشرق الاوسط بحيث بقي مركز الرئاسة شاغرا لاشهر عديدة دون ان يتقدم اي طرف مسيحي نحو الاخر او امكانية اتفاق مسيحي – مسيحي يسمح باخراج الرئيس من الحاضنة المسيحية بديلا عن انتظار من سيتولى لهم رئيسا جديدا للجمهورية، فالمسلمون حسب هذه المصادر اعطوا المسيحيين وقتا زائدا للتوافق وتقريب وجهات النظر الا انهم شكلوا ملهاة وذهبوا الى اماكن التسلية بديلا عن اتفاق ولو اولي يتم وضعه امام المسلمين لتصبح المشاركة حقيقية في اختيار رئيس لكل لبنان بالرغم من كونه مسيحيا، ولكن هذا الانتظار الاسلامي بات يشكل خطرا على امكانية تفاهمهم فيما بينهم بالدرجة الاولى بحيث تحول مجلس الوزراء الى مجلس رئاسي يتواجد على طاولته 24 رئيسا ممانعا لكل القرارات وبات رئيس الحكومة يعمل على تطييب الخواطر بدل ادارة الدولة ومؤسساتها ومن ناحية ثانية فان الموقع السني الاول في الجمهورية معطل تقريبا، وهذا الامر ينسحب على اعمال المجلس النيابي الذي يقاطعه النواب المسيحيون ساعة يشاؤون وفق خلفيات مصلحية معينة تراعي شعورهم الانتخابي والصدى الشعبي بعيدا عن تفهم حالة الوجود المسيحي العام وما يحصل للطوائف المسيحية عموما من اخطار وجودية.
ولكن هذا المشهد يقابله ارتخاء مسيحي تضيف الاوساط من قبل طرفي 14 آذار والثامن منه على خلفية الثقة بحلفائهم المسلمين فالتيار الوطني الحر والمردة لديهما مطلق الامانة والصدق والثقة بحلفائهم من حزب الله وفق تجارب متعددة. وعند مفاصل مركزية كانوا متحدين في اتخاذ القرارات وعقد اللقاءات دون الخشية من اي طعن في الظهر يمكن ان يحصل وهم متأكدون بان الحلفاء في حزب الله سوف يتواصلون معهم بشكل دائم في حيثيات ما يمكن ان يتوصل اليه الحوار مع تيار المستقبل. واوضح صورة لهذه الثقة العمياء هو عهد السيد حسن نصر الله الذي قطعه سرا وعلنا للعماد ميشال عون مرشحا لرئاسة الجمهورية وتم ترداده اكثر من مرة، وفي الجهة المقابلة لا تبدو القوات اللبنانية خائفة من هذا الحوار على الخلفية نفسها من اعتمادها على حليفها في المستقبل بان لا يفرط باي حق من حقوقهم على فرضية الشراكة المتينة التي تربط الطرفين.
ولكن في مربع قوى الرابع عشر من اذار ثمة خلافات مستجدة بين الكتائب اللبنانية والقوات، على حد قول الاوساط اقله على خلفية ما قاله الرئيس امين الجميل مؤخرا فيما خص سوريا وهذا ما يمكن ادراجه في اطار الخلاف الجذري فالقوات اللبنانية لا يمكنها التسليم بمقولة الجميل وهي تتلاقى مع تيار المستقبل في هذا الاطار وتبدو اقرب الى طروحاته من حزب الكتائب اللبنانية الذي يبدو انه ينحو باتجاه اخر ببطء شديد ولكن وفق روزنامة محددة هدفها الاستحقاق الرئاسي، وترى الاوساط المستقلة ان من حق الكتائب ان تطمح للجلوس في بعبدا خصوصا انها تقول في سرها ان الدكتور سمير جعجع جرب حظه ولم يوفق خلال عشرات الجلسات النيابية، وفي ظن الكتائب انها ستستطيع استلحاق نفسها بما لا يتمكن منه جعجع داخل قوى الثامن من اذار مع ان القوات اللبنانية تؤكد ان الكتائب لن تستطيع التقدم على جعجع في الملف الرئاسي خطوة وحيدة وكل ما يحصل مجرد اشاعات وفقاعات صابون لا تلبث ان تهمد لخطة الوصول الى حقيقة المواقف.
وبانتظار ما سيعلنه رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الدين الحريري اليوم الخميس من مواقف التي من المنتظر وبحسب الاوساط ان لا تكون واضحة في كافة الملفات خصوصا الرئاسية منها بفعل عدم نضوجها بعد اقليميا ودوليا انما سيركز على المواضيع المطروحة للبحث مع حزب الله واذا ما كانت شاملة ودون شروط ام محددة بامور معينة، وسوف تراقب هذه الاوساط لهجته نحو سوريا دون التطرق الى موقف الرئيس الجميل منها ولكنه سوف يرسل اشارات غير مباشرة له وذلك بعدم الزحزحة عن موقفه من سوريا مما يعني اعتراضه ضمنيا على ما قاله رئيس الكتائب وهذا لن يكون موضع شك من قبل هذه الاوساط التي تعتبر ان الحريري مصمم على الحوار مع حزب الله بغض النظر عن موقف السعودية من ادراج الحزب على قائمة الارهاب ولكن بطريقة منمقة مما سيدفع المراهنين على نجاح فوري لهذا الحوار في موقع المنتظر كثيرا لان المطلوب ترطيب الارض الاسلامية من التشنج ورفع الاحتقان فقط لا غير.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...