لا يبدو أن تحريك ملف انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان متاح في هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة، وذلك لأسباب عدّة وأهمها استمرار التعطيل الداخلي المبرمج لهذا الإنتخاب تحت عناوين عدة وعدم وصول الطرفين إن في 8 أو في 14 آذار إلى قواسم مشتركة يمكن البناء عليها للتوافق على إسم الرئيس العتيد المقبول من الجميع. أما السبب الآخر فيتمحور حول انشغال الدول المؤثّرة دولياً وعربياً، والتي كانت تتحرّك بسرعة بين الأفرقاء اللبنانيين لتسهيل عملية الإنتخاب، بمجريات التطوّرات العسكرية المتسارعة بعد انفلاش تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق وسوريا وتهديده أمن واستقرار الكثير من دول المنطقة وتركيز اهتماماتها في المرحلة الراهنة على تنظيم وحشد قواتها للوقوف إلى جانب التحالف الغربي ـ العربي لمحاربة هذا التنظيم والقضاء عليه، والذي بنظر بعض المحلّلين سيأخذ وقتاً طويلاً قد يصل إلى ثلاث سنوات.
هل بإمكان لبنان الإنتظار طيلة هذه الفترة من دون رئيس للجمهورية؟
على هذا السؤال أجابت مصادر ديبلوماسية أن هذين السببين سيبقيان انتخابات الرئاسة تدور في الحلقة المفرغة ومعلّقة بعض الوقت، ولكن بانتظار اتضاح مجريات المواجهة الحاصلة اليوم والتي تتزعّمها الولايات المتحدة الأميركية والتي تضم دولاً إقليمية وعربية ودولية، مشيرة إلى أن المواجهة ستطول أكثر مما هو متوقّع بسبب المناطق الشاسعة التي سيطرت عليها «داعش» في سوريا والعراق، وعدم قدرة قوات التحالف الغربي ـ العربي على مواكبة عمليات القصف الحاصلة من الجوّ والبحر بعمليات عسكرية سريعة على الأرض لتغطية المناطق التي يجري قصفها واحتلالها وبسط السيطرة عليها، مبدية تخوّفها من عدم تمكّن التحالف من حسم المعركة بشكل سريع في حال لم تؤدِ عمليات القصف الجوي الفاعلية المطلوبة منها، لا سيما إذا عمد مقاتلو «داعش» إلى الإختباء في المغاور والأقبية في الجبال المحيطة وتحت الأرض وإذا انتشر هؤلاء في المدن والبلدات التي احتلّوها بين المدنيين.
وتوقّعت أن يبقى الوضع في لبنان في هذه المرحلة الحالية على حاله، كون التحالف الدولي ـ العربي يركّز على مجريات الحرب الدائرة مع «داعش» وما يمكن أن يؤتي من تداعيات على الصراع الحاصل في سوريا، ومن يمكن أن يستفيد من عمليات القصف هذه النظام أم المعارضون له، هذا بالإضافة إلى أن لبنان لن يكون بمنأى عن هذه التداعيات.
وفي حين رأت المصادر الديبلوماسية نفسها، أن اللبنانيين فوّتوا على أنفسهم هذه المرّة فرصة «لبننة» الإستحقاق الرئاسي بسبب خلافاتهم وتعنّتهم، أكدت أن لبنان ليس متروكاً وما زالت المظلّة الدولية تحفظ استقراره، وذلك على الرغم من كل المحاولات التي تبذلها قوى داخلية وإقليمية لتفجير الوضع الأمني.
وكشفت عن أن اتصالات جارية بين سفراء الدول الكبرى المعتمدين في لبنان مع غالبية الأطراف السياسية في محاولة منها لمقاربة الملف الرئاسي، واستطلاع الآراء في إمكانية إعادة تحريك هذا الملف من جديد.
ودعت الأفرقاء اللبنانيين إلى تسريع عملية التفاهم على هذا الملف، خصوصاً أن لبنان أمام مفترق طرق بالغ الخطورة، لا سيما في ظل ما يحكى عن معركة كبيرة يجري التحضير لها على الحدود اللبنانية ـ السورية والتي قد تطال بعض البلدات اللبنانية المجاورة لهذه الحدود في البقاع والشمال.
واعتبرت أن الواقع السياسي، كما الأمني، لم يعد يحتمل ترف التردّد في اتخاذ القرارات فيما كل اللبنانيين قد باتوا رهينة التنظيمات الإرهابية وليس فقط العسكريون، لأنه لا يمكن إبقاء الإنتخابات الرئاسية في لبنان معلّقة ومؤجّلة إلى وقت طويل، لأن تكريس مشهد الفراغ واعتياد اللبنانيين عليه يزيد الأوضاع سوءاً وينعكس ضرراً على تركيبة الدولة بشكل عام وسلطتها وتماسكها.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...