واشنطن تسعى الى تفتيت المنطقة وتخريبها

يقول مصدر ديبلوماسي عربي متابع لمسار المفاوضات الجارية بين السداسية الدولية والجمهورية الاسلامية في ايران، حول ملف الاخيرة النووي، هذا المسار التفاوضي يمر بجملة تعقيدات وصعوبات من بدايته حتى هذه اللحظة، وانه يخطىء كل من يظن ان هذه المفاوضات ستزهق الباطل الاميركي والغربي، وتجعل الخير الايراني ينتصر، فايران تسعى الى تحصيل اكبر قدر ممكن من حقوقها، ولا تسعى لان تصبح هي وواشنطن على وفاق وتنسيق، وتحالف لانه حتى ولو وقّع اتفاق بين المفاوضين، ستبقى واشنطن على سعيها الى تفتيت المنطقة وتخريبها واسقاط كل عناصر القوة فيها لكي يبقى الكيان الصهيوني بمأمن من خطر التهديد الوجودي، ولكي تبقى الادارة الاميركية رابضة على آبار النفط والغاز، واستنزاف عائداتها المالية الضخمة لكي لا يفكر ولن يفكر القادة الخليجيون باستثمارها، الا اذا كان هذا الاستثمار موجهاً الى تخريب دول المنطقة.
ويشير المصدر الى انه حتى لو نجحت المفاوضات ستبقى ايران نصيرة الشعب الفلسطيني وكل شعوب المنطقة، ولن تسمح هي ولا روسيا ولا الصين للمشروع الاميركي في المنطقة بالنفاذ لتخريبها عبر ادواتها الارهابية في المنطقة، ولن تتراجع عن مفاعل آرات النووي، ولن تلغي العقود التي ابرمتها مع روسيا مؤخراً ببناء مفاعلين نوويين، فجل ما تسعى اليه طهران من خلال عملية التفاوض، هو تثبيت حقها في عملية انتاج الطاقة النووية السلمية، وقد نجحت بذلك، بعد انتزاعها اعتراف صريح وواضح من السداسية الدولية بهذا الحق، واذا استطاعت التقليل من حزمة العقوبات، وتعتبر طهران، ذلك وفق رؤية المصدر، بان العقوبات عليها سترفع. اما بالمفاوضات الجارية، والتي من المرجح لها ان تمدد لفترة اخرى، بعدما اشيع عن تعثرها في فيينا، واما ستضطر واشنطن والاتحاد الاوروبي وكل من يلتزم من الشركات العالمية بهذه الاوامر الاميركية، لازالتها بشكل ارادي، نتيجة القوة الهائلة التي تتمتع بها طهران، ودول البريكس التي ستتمتع بدور مركزي اقتصادي في العالم والقدرة الاميركية التسلطية على العالم ذاهبة الى الضمور والتراجع.
وتوقع المصدر ان يتوصل المجتمعون في فيينا الى اتفاق اطار، لمتابعة مسار المفاوضات في الاسابيع المقبلة، لانه لم يعد امام الغرب وواشنطن، الاّ التوصل الى اي اتفاق مع طهران، لانها ماضية في مشروعها مهما علا الصراخ.