25 أيار 2000 ليس حدثاً عابراً في حياة لبنان واللبنانيين، وليس يوماً كبقية الأيام على مدى تاريخ الوطن. ففي هذا اليوم، حُسمت نهائياً تلك المقولة التي تغنّى بها البعض ردحاً طويلاً؛ بأن قوة لبنان في ضعفه، وصار يقيناً أن لبنان قوي وعظيم بمقاومته وجيشه وشعبه.
لبنان قوي وعظيم بمقاومته التي قدّمت أعظم التضحيات من أجل تحرير الأرض والإرادة والإنسان، فواجهت وقاومت وقاتلت.. لم تهن ولم تتراجع، وراكمت العمليات البطولية الجريئة التي كانت تهز أوصال العدو، وواجهت العدو بأعلى قدر من العزيمة والايمان، وراكمت الانتصارات في مختلف المواجهات، نذكر منها مواجهات 1993 و1996 و1999، فكان النصر المبين في أيار 2000، واندحار العدو عن معظم أرضنا بلا قيد ولا شرط. لبنان قوي وعظيم بجيشه الوطني، الذي عرف تماماً من هو العدو ومن هو الصديق، وبالتالي كان الظهير الموثوق لمقاومة لبنان البطلة، وكان الشريك الفعال في حفظ الأمن الوطني، فكان لهذا التكامل الوطني الأثر الكبير والبارز في صنع النصر.
لبنان قوي وعظيم بشعبه الذي احتضن المقاومة الباسلة، كيف لا والمقاومون العظام هم من أبنائه ومن لحمه ودمه، كما شكّل الدرع الأساس لاستمرارية وعطاءات جيشه الوطني وتضحياته، فكان هذا الالتفاف الشعبي حول المؤسسة الوطنية الكبرى والأساسية سبباً هاماً في صناعة النصر العظيم. مثلّث الشعب والجيش والمقاومة لم يكن نظرية أطلقها أحد، بل هي نتيجة مباشرة وعملية للتجربة الرائدة والمميزة والعظيمة التي صنعها المقاومون البواسل على مدى سنوات من العطاء والتضحية والشرف والوفاء. لقد شكّل النصر العظيم على العدو “الإسرائيلي” وعملائه في أيار عام 2000، الردّ الأعظم والأهم والأكثر نوعية في تاريخ الصراع العربي – “الإسرائيلي”، بل يمكن الجزم بأنه أول انتصار نوعي يتحقق منذ سقوط غرناطة، والذي تأكد أكثر فأكثر في تلك المواجهات النادرة والبطولية في تموز – آب 2006، حينما تمكّنت المقاومة الباسلة من تحقيق النصر العظيم على العدو “الإسرائيلي” المدعوم بكل أسباب القوة العسكرية وأعتاها من الولايات المتحدة والغرب.. وحتى مع الأسف الشديد من بعض العرب. في تحرير أيار 2000، وفي انتصار تموز – آب 2006، كان ثمة نهج جديد يخطه لبنان بمقاومته الباسلة..
أن قوى الشر والعدوان والطغيان لا يمكنها أن تظل تعربد، وأن الليل مهما طال ثمة فجر جديد سيطلع. لنتابع معاً الصمود العظيم لحلف المقاومة والممانعة في وجه حلف العدوان الواسع الآن.. والذي يترجَم انتصارات نوعية على قوى الظلام والإرهاب. لنتابع معاً انتصارات الدولة الوطنية السورية وجيشها الباسل..
تحية للمقاومة الباسلة.. ولسيدها..
تحية إكبار واعتزاز لجيشنا