اعلنت السلطات العراقية اليوم إفشال هجوم لمسلحي الدولة الاسلامية لاقتحام بغداد من ثلاثة محاور، فيما حذر الرئيس فؤاد معصوم دول الاتحاد الاوروبي من إمكانية وصول عناصر تنظيم “داعش” عبر خلاياهم النائمة الى اراضيها مؤكدا ان ذلك يستدعي تنسيق الجهود من أجل ملاحقتهم.
أكد وزير النقل العراقي زعيم منظمة بدر هادي العامري خلال مؤتمر صحافي في بغداد الاربعاء، إفشال خطط مهاجمة العاصمة العراقية من ثلاثة محاور عبر محافظات ديالى (شمال شرق) وتكريت (شمال غرب) والانبار (غرب) . واشار العامري المكلف بالملف الأمني في محافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد) ان النتائج العسكرية في المحافظة ديالى مطمئنة جداً. واشار الى ان مسلحي الدولة الاسلامية “داعش” نجحوا في السيطرة على بعض بلدات محافظة ديالى بسبب ما وصفها بانتكاسة الجيش العراقي.
واشار الى ان القوات الامنية والمتطوعين استطاعوا وقف تقدم مسلحي “داعش” وطردوهم من بعض المناطق مؤكدا ان التهديد بات مقتصراً على أطراف ديالى البعيدة وبما لا يقل عن 80 كم شمال بعقوبة عاصمة المحافظة . واشار الى ان القوات الامنية والمتطوعين انتقلوا من الدفاع الى الهجوم وارغام المسلحين على الانسحاب الى مناطق اخرى. واوضح انه يتم الان التقدم وذلك نحو المناطق التي يسيطر عليها تنظيم “داعش” نحو المناطق التي يسيطرون عليها .. موضحا ان هؤلاء المسلحين يسيطرون احيانا على بعض القرى والمناطق بسبب ماقال انها غفلة وانهيار وانتكاسة الجيش العراقي ولكننا نستعيدها بعد 24 ساعة ونكبدهم خسائر كبيرة”. واكد العامري “استحالة قدرة تنظيم داعش على التوسع في محافظة ديالى بعد تشكيل تنظيمات جهادية ستعمل مع الأجهزة الأمنية لمنع ذلك”.
وجاء اعلان العامري عن احباط الهجوم على بغداد بعد يوم من قول مسؤولي مخابرات وأمن عراقيين إن مسلحي الدولة الإسلامية يقتربون على نحو خطير من بغداد مستخدمين أنفاقا سرية حفرها الرئيس السابق صدام حسين وأرضا وعرة جنوبي بغداد بدعم من رجال عشائر مناهضين للحكومة مدججين بالسلاح لمباغتة القوات العراقية. لكن قدرا أكبر من القلق ينتاب بعض مسؤولي المخابرات والأمن العراقيين إزاء حملة للدولة الاسلامية لم تسلط عليها أضواء كافية في المناطق الريفية إلى الجنوب من العاصمة مباشرة وهي أرض وعرة في وادي نهر الفرات كان الأميركيون يسمونها أيام احتلالهم للعراق “مثلث الموت”.
وفي حين أوقفت القوات العراقية زحف متشددي الدولة الإسلامية على بغداد من الشمال قرب مدينة سامراء ( 100 كيلومتر شمال غرب بغداد) يتجمع مقاتلون تابعون للتنظيم خفية في مدن جنوبي العاصمة. ونقلت وكالة رويترز عن فلاح الراضي رئيس اللجنة الأمنية في الحلة (100 كم جنوب بغداد) “قلنا للحكومة إن من الضروري أن تكون هناك عمليات عسكرية عاجلة لمنع الدولة الإسلامية من الاستيلاء على بلدات جديدة جنوبي بغداد.”
ويقول المسؤولون إن تنظيم الدولة الإسلامية يدفع بمقاتلين وينقل أسلحة ومؤنا منذ أسابيع عبر أنفاق سرية في الصحراء من مواقعه الحصينة في غرب العراق إلى مدينة جرف الصخر التي تبعد 40 كيلومترا إلى الجنوب من بغداد. والانفاق التي حفرها صدام في التسعينات لإخفاء الأسلحة من مفتشي الأمم المتحدة مكان مثالي للاختباء يسمح للمقاتلين بتجنب نيران طائرات الهليكوبتر.
وقال مسؤول في المخابرات واصفا جرف الصخر والبلدات المجاورة لها جنوبي بغداد “هذا يجعل من غير الممكن بالنسبة لنا أن نسيطر على هذه المنطقة بما فيها من قنوات ومصارف وزراعات توفر غطاء نموذجيا للمتمردين”.
وسيكون الاستيلاء على بغداد عسيرا لأن بها آلافا من أفراد القوات الخاصة بجانب عدد كبير من مقاتلي الميليشيات الشيعية لكن الاستيلاء على بلدات جنوبي العاصمة سيسمح للتنظيم بشن هجمات بسيارات ملغومة وهجمات انتحارية في العاصمة وربما يطلق العقال من جديد لصراع الميليشيات الشيعية والسنية التي تقاتلت من شارع إلى شارع عامي 2006 و2007.
معصوم يحذر الاوروبيين من وصول خلايا داعش لبلدانهم
حذر الرئيس العراقي فؤاد معصوم دول الاتحاد الاوروبي من إمكانية وصول عناصر تنظيم “داعش” عبر خلاياهم النائمة الى اراضيها مؤكدا ان ذلك يستدعي تنسيق الجهود من أجل ملاحقتهم.
جاء ذلك خلال مباحثات أجراها معصوم في بغداد اليوم مع سفيرة بعثة المفوضية الأوروبية لدى العراق يانا هيباشكوفا تناولت أوضاع النازحين فمن المناطق التي سيطرت عليها الدولة الاسلامية ودور الاتحاد الاوروبي في مساعدتهم.
وقدمت المبعوثة الاوروبية خلال الاجتماع التهنئة باسم رئيس المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي، الى الرئيس معصوم لمناسبة انتخابه رئيساَ للجمهورية وعبّرت عن رغبة دول الاتحاد الاوروبي في دعمه ودعم الاستقرار والسلام في العراق موضحة أن وجود سفراء دول الاتحاد الاوروبي في بغداد يؤكد أهمية العلاقات بين دول الاتحاد والعراق والسعي لتطويرها”.
وعبر معصوم عن تطلع العراق لبناء علاقات أوسع مع الاتحاد الاوروبي واستعداد العراق لتطوير وتنمية آفاق التعاون بمختلف المجالات مشدّدا على حاجة العراق إلى دعم ومساعدة دول الاتحاد أمنيا ومهنياً خصوصاً في المرحلة الراهنة في ظل الأوضاع الحرجة التي يمرّ بها العراق حالياً كما نقل عنه ببيان صحافي رئاسي اطلعت على نصه “ايلاف”.
وطالب معصوم دول الاتحاد أن “تلعب دوراً أكثر فاعلية لمساعدة النازحين في منطقة سنجار والمناطق الأخرى لحاجة النازحين للكثير من المساعدة انسانياً”، .. “كاشفاً عن “أهداف الجماعات الإرهابية لضرب المكونات العراقية من المسيحيين والايزيديين والشبك وتمزيق النسيج الاجتماعي”.
وحذر معصوم من “إمكانية وصول الارهابيين وعبر خلاياهم النائمة إلى دول الاتحاد في أوروبا، وهو ما يستدعي تنسيق الجهود من أجل ملاحقتهم”.
من جانبها عبرت سفيرة الاتحاد الاوروبي عن استعداد دول الاتحاد “لمساعدة العراق وتقديم العون للنازحين ومواصلة جهود الاتحاد في تقديم العدم عن طريق المنظمات الدولية وبعثة المفوضية الأوروبية لدى العراق، ومنظمات الاغاثة في الاتحاد”.
وفي وقت سابق اليوم وجه العراق نداءات الى المجتمع الدولي من اجل دعمه في نجدة آلاف النازحين هربا من “بطش” مسلحي الدولة الاسلامية وتقديم مساعدات انسانية عاجلة لهم .. وكشف الرئيس العراقي فؤاد معصوم خلال اجتماعه مع وفد يضم ممثلين عن المكونات العراقية هم النواب فيان دخيل وآلا طالباني ووسبهان السعدون وأرشد الصالحي ويونادم يوسف كنا وسكفان مراد جندي عن طلب تقدم به الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لمساعدة بلاده في ايقاف نزيف الدم “ونجدة النازحين الفارين من بطش الجماعات التكفيرية” عن طريق تقديم المساعدات الانسانية لهم بعد تصاعد عددهم الى اكثر من مليون نازح.
واضاف انه طالب السفير الأميركي في العراق بأن تقدم بلاده مساعدات انسانية عاجلة الى النازحين كما دعا رئيس بعثة اللجنة الدولية للصلب الأحمر في العراق لايصال المساعدات للمنكوبين في أسرع وقت ممكن. واعرب عن قلقه البالغ، وقلق الحكومة العراقية لما يجري في مناطق سنجار الشمالية والمناطق الأخرى التي سيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”.
ايلاف