هدأت الساحة الطرابلسية لحظة انسحاب المجموعات الارهابية من عرسال وانتهاء المعركة فيها وانكفأ المسلحون في طرابلس الى داخل احيائهم بعد موجة من الهيجان المذهبي والطائفي المشحون بحملات التحريض على الجيش اللبناني والقوى الامنية الامر الذي اوحى بارتباط بين المجموعات الطرابلسية والمجموعات التي توغلت في عرسال وترك علامات استفهام متعددة حول طبيعة هذه العلاقة وحول القيادة العليا التي تصدر الاوامر ولها قدرة التأثير في الساحة الطرابلسية خاصة والشمالية عامة..
لم يستسغ الطرابلسيون ما اقدمت عليه المجموعات في طرابلس من اعمال شغب وارباكات امنية بل ان معظم الطرابلسيين ومن كافة الاتجاهات والشرائح التفوا حول الجيش اللبناني وطالبوه بوضع حد لتلك المجموعات التي تأخذ المدينة أسيرة لممارساتها المتهورة والتي تركت انعكاسات سلبية على الحركة الاقتصادية .
كيف تبدو طرابلس والشمال كله اليوم؟
لا شك ان الوضع الامني استقر – نسبيا – لكن برأي مصادر طرابلسية ان هذا الاستقرار يبدو فوق رمال متحركة ومرتبطاً بالتطورات الاقليمية الممتدة من العراق الى سوريا وفلسطين فلبنان الذي لا يزال يعاني عقدة الفراغ الرئاسي واحتمالات التمديد للمجلس النيابي مع استمرار موجات الشحن المذهبي المتواصل على الساحة الشمالية سواء من بعض منابر المساجد او من بعض الهيئات الاصولية المتطرفة وصولا الى مواقع التواصل الاجتماعي التي تلعب دورا بارزا في عمليات الشحن المذهبي غير المسبوقة والتي تؤجج الغرائز المذهبية برعاية من بعض السياسيين الذين يمتهنون العزف على الوتر المذهبي ولو غردوا وحيدين خارج السرب السياسي الذي ينتمون اليه بالرغم من تبلغ بعض السياسيين ضرورة الالتزام بالسقف السياسي للتيار الذي ينتمون اليه والا فليرحلوا عنه كي لا يتسببوا بالاحراج لدى الادارة الخارجية السعودية التي باتت معنية مباشرة بالساحة الشمالية.
الاطراف الشمالية كافة هي اليوم بحالة ترقب لما ستؤول اليه التسوية السياسية المرتقبة واذا ما انهارت هذه التسوية فالامور ستؤول الى انفلات امني أشد وأخطر باعتبار ان المجموعات الاخطر المطلوبة للقضاء لا تزال تتمتع بغطاء يترك لها مساحة من الحركة حين تدعو الحاجة وان بعض السياسيين (نواب وقيادات) يجتمعون بهذه المجموعات في لقاءات تنسيق – حسب ما صرح به احد القيادات الطرابلسية للديار – ولعل هذا التنسيق – يتابع القيادي الطرابلسي – متفق عليه في توزيع للادوار بين صقور وحمائم لاستيعاب الشارع الطرابلسي والشمالي واستنهاض الحالة الشعبية للتيار الازرق سيما ان الحالات الاصولية قد نمت في احضان هذا التيار منذ عدة سنوات عندما كان يسخرها في مشروعه السياسي وتخلى عنها عند اول مفترق طرق.
يقول القيادي الطرابلسي ان المطلوب في هذه المرحلة استعادة طرابلس الى حضن تاريخها المشهود بالعيش الواحد والوحدة الوطنية ونبذ اللغة المذهبية والطائفية، لوأد اي محاولة فتنة لتفتيت الساحة اللبنانية بدءا من طرابلس والشمال، وكي لا تكون بيئة حاضنة للفكر التكفيري. وملاحقة كل من يسعى لجعل طرابلس قندهار، خاصة ان بعض هذه القيادات يصرحون علنا بموقف يتناقض مع ممارساتهم الميدانية، بل ويتطاولون في بعض الاحيان على اعلام يتحدث عن محاولات حثيثة لادخال طرابلس في مشروع اصولي تكفيري يجعل منها حقا قندهار.
وفي الوقت نفسه تكون ممارساتهم لا تختلف عن ممارسات التكفيريين في فرض واقع اصولي متطرف وهذا ما وعى اليه مؤخرا قيادات المدينة، التي سارعت الى اجتماعات لاجل انقاذ طرابلس من الانزلاق نحو هذا المنزلق الخطير.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...